أبان القنصل السعودي العام بالإنابة في إيران عبدالله الحمراني، أن المصابين في حادثة استنشاق مادة كيميائية بفندق بمدينة مشهد الإيرانية يتماثلون للشفاء في المستشفى، متوقعا مغادرتهم اليوم الثلاثاء. وأوضح أن القنصلية وكلت محاميا للبت في ملف مقاضاة الفندق المتسبب لحالات الوفاة وكذلك الأضرار الناجمة للمصابين، حيث عقدت اجتماعا مع المحامي للنظر في الآلية المتبعة في مقاضاة الفندق بعد استكمال التحقيقيات، خصوصا أن القضايا الجنائية ينظر فيها المدعي العام بهدف الطلب بالحق العام، فيما ستقوم القنصلية بعد تقديم أولياء الدم برفع قضية بالحق الخاص، مشددا على أن قضية التحرك الفعلية ستكون بعد الشفاء التام للمرضى والتأكد من عدم انتكاس بعض الحالات. وبشأن الاتهامات الموجهة من النزلاء بتجاهل إدارة الفندق بشأن وجود راوئح في الطابق الرابع، أوضح أن السلطات الإيرانية تتولى مسؤولية النظر في تجاهل إدارة الفندق وهل الحادثة ناجمة عن تعمد جنائي أو تقصير جنائي، فالملف متروك للجهات الإيرانية التي تقوم حاليا بإجراءات التحقيقات اللازمة. وبين أن المسؤولين في وزارة الخارجية على تواصل مستمر مع القنصلية للوقوف على آخر المستجدات المتعلقة بالحالة الصحية للمصابين الذين يتلقون العلاج بأحد المستشفيات الإيرانية، مؤكدا أن القنصلية تعمل حاليا على تقديم الرعاية لذوي المصابين وعيادة المرضى واستكمال الإجراءات اللازمة للمواطنين سواء الراغبون في المغادرة أو الإقامة. وأشار حول إجراءات دفن الأطفال الأربعة إلى أن إجراءات الدفن ستبدأ فور الانتهاء من التحقيقات الأولية، خصوصا أن هناك احتمالات بتشريح بعض الجثث للتأكد من وجود ارتباط بين المادة السمية والوفاة أو نتيجة وجود خطأ في الإسعافات. وأكد عدد من ذوي المصابين في حادثة استنشاق مادة كيميائية في فندق بمدينة مشهد، أن جميع الحالات التي في العناية المركزة بالمستشفى في حالة مستقرة، مشيرين إلى أن مساعد رئيس الجمهورية الإيرانية مرتضى رحماني موحد زار المرضى في المستشفى، ونقل تعازي الرئيس الإيراني حسن روحاني وأسفه على ما حدث. وكشف مصدر طبي عن ارتفاع عدد حالات التسمم للزائرين السعودين في أحد الفنادق بمدينة مشهد الإيرانية إلى 33 زائرا ووفاة 4 أطفال. وذكر المصدر أن 33 زائرا سعوديا دخلوا المستشفى صباح أمس الأول إثر تعرضهم لحالة تسمم، وهم 14 من الراشدين و19 طفلا، مشيرا إلى أن الوفاة سببها بحسب التشخيص الأولي تسمم كيميائي نتج عن استنشاقهم مواد كيميائية حيث تسربت الرائحة إلى الغرف عبر فتحات التهوية في الدور الرابع من الفندق الذي يقيمون فيه. وقال رئيس مستشفى الرضا في مدينة مشهد، الدكتور عبدالله بهرامي «رغم جهود الكادر الطبي توفي 4 من الأطفال، وهم: فتاة عمرها 14 عاما، وثلاثة آخرون عمرهم نحو 3 سنوات»، مضيفا أن سبب هذا الحادث قيد الدراسة، فيما بدأت بعض الحالات في التحسن التدريجي وخرجوا من المستشفى، ولايزال البعض الآخر يتلقى العلاج. وألمح وزیر الصحة والعلاج والتعلیم الطبي أن أي حالة تسمم قد تعتبر متعمدة من الناحیة الطبیة إلا إذا ثبت عكس ذلك مؤکدا حتمال التعمد في تسمم الزوار قائم. وأكد سید حسن هاشمي علی هامش توقیع مشروع طبي أن السبب في هذا الحادث یعود للسم الذي استخدم في رش غرف الفندق الذي نزلوا فیه، حيث أثبتت التحالیل وجود السم في عینات الدم التي أخذت من المصابین والجهات المعنیة التي تابعت الموضوع من بدایته لابد أن تعلن للرأي العام عن النتائج التي توصلت إلیها، مؤكدا أن التحالیل جرت في أسرع وقت ممکن والمصابین لازالوا یخضعون للعلاج، موضحا أن 33 زائرا سعودیا أصیبوا بالتسمم، توفي 4 منهم ولازال 7 في العنایة المرکزة. من جهة أخرى، أعلن رئیس مؤسسة الغذاء والأدویة الإیرانیة، أنه تم التأکد أن الزوار السعودیین تسمموا بمادة سمیة غیر مرخصة استخدمت في رش المبیدات الحشریة في الفندق، وأضاف رسول دیناروند أن دراسة المعلومات الأمنیة والاستخباراتیة الاخری حول تسمم الزوار السعودیین لازالت جاریة، بينما تشير النتائج الأولیة لاستخدام مادة سمیة غیر مرخصة أثناء رش المبیدات الحشریة ما یعد مخالفة. من جانبه، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائیة في إيران غلام حسین عن اعتقال خمسة أشخاص علی صلة بحادث الفندق في مدينة مشهد. وبين أنه فور وقوع الحادث تم تشكیل ملف وباشر المحقق الخاص بجرائم القتل بمتابعته حيث تم اتخاذ الإجراءات اللازمة، بالتحقيق مع المعنیین ومسؤولي الفندق تم اعتقال خمسة اشخاص، مع أخذ عینات من المتوفین والماء والهواء والطعام في الفندق، مؤكدا حصول تسمم یجری التحقیق بشأنه في المختبر.