يتملك المديح سلطاناً مسيطراً على النفس البشرية، وقلة هم أولئك الذين تنطوي نفوسهم على إرادة متعففة تأبى الخضوع لسطوة الثناء وترتكز أعمالهم على الإيمان المطلق بالخير دونما ترقب لإطراء، ولعل أخي الفاضل الشيخ عبداللطيف بن حمد الجبر - خير مثال على هذه الفئة الخيّرة التي طالما حملت بيدها البيضاء شعلة العطاء فأضاءت الأمل في بيوت مظلمة ونفوس يائسة، ورغم حرص هذا الفارس السعودي النبيل على أن يتوارى خلف حجاب الزهد وأن يتجنب التفاخر بعمل الفخر فيه مباح، إلا أن ميزان العدل الذي لا يستقيم إلا اذا أخذ كل ذي حق حقه يأبى إلا أن يتوج الجبر - يحفظه الله - من على منصة عالمية وأن يتلقى شهادة استحقها منذ زمن. فليجزك الله عنّا الخير يا أبا ماهر لأنك رفعت رايتنا السمحاء في زمن تنهال فيه على جسد الأمة طعنات الكراهية من خارجها، ويعيث المتطرفون الفساد في داخلها، واهمين أن شرهم سيطفئ في الأمة نور الخير الذي لن ينقطع إلى يوم الدين بإذن الله.