مقابلة مع بيتر أورسزاج، نائب رئيس مجلس الإدارة للشركات والاستثمار المصرفي في سيتي جروب. هنالك اثنان من الأمور المشتركة بينك أنت، ويانيس فاروفاكيس (وزير المالية اليوناني). أحدهما أنكما أنتما الاثنان كنتما تدرِّسان الاقتصاد الكلي. أما الآخر فهو استفادتكما مما تعلمتم وتحويله إلى السياسة. كم من الصعب على شخص يدرس ذلك أن يقوم بفعله في الواقع؟ نظرا لأن ذلك لم يجدِ نفعا بالنسبة للوزير. أود القول، إن الشيء الأكثر وضوحا بالنسبة لليونان هو إما أن الحكومة سوف تفشل أو أنها سوف تعثر على تحالف جديد. في كلتا الحالتين، سيكون هنالك وزير جديد للمالية خلال شهرين. هذا هو الرهان الأفضل الوحيد بالنسبة لوضع اليونان. من الصعب ترجمة المقررات الأكاديمية إلى إجراءات حكومية. بعض الناس يقومون بذلك بشكل جيد والبعض الآخر لا يمكنه ذلك. من المسلم به، أن فاروفاكيس يمر بحالة صعبة جدا. يكون الوضع أصعب بكثير للقيام بهذا الانتقال خلال أزمة. لقد أثبت الجانب اليوناني من هذا التفاوض أنه أكثر ثقة من الجانب الألماني والأوروبي الأوسع نطاقا. لكن جوهر هذا الاتفاق بين اليونان وألمانيا يدور حول الفوائض الأساسية. إلى أي مدى يسمح لهم التمسك بذلك؟ هل من المعقول السماح لليونان بالتمسك ب2 أو 3 بالمائة من الفائض الأساسي عبر الزمن؟ إنه أمر مؤلم جدا. أعني أن المفارقة هنا هي أن الحكومة اليونانية الجديدة قد تكون محقة بالنسبة للمضمون الواسع للاقتصاد الكلي. أما التنفيذ وجميع التشويشات التي انتقصت من حجتهم، فقد عملت على إفقارهم قليلا. ماذا يعني التقشف؟ التقشف هنا والتقشف هناك. يعني الدفع المالي العام السلبي. ويعني التقليص في الاقتصاد نتيجة زيادة الضرائب أو خفض الإنفاق. جوهر المسألة يكمن في عامل الوقت في ظل اقتصاد رديء. يعتبر أداء اليونان رديئا الآن لفترة مزمنة من الوقت. حسنا، هنا تكمن المشكلة الكبرى. ذلك لأن تلك الحقيقة سوف تستمر في المستقبل المنظور. لا يوجد هنالك أي مسار نمو قوي معقول لليونان. هنالك تقريبا حالة من التخلف أو التباطؤ في الاقتصاد الوطني. حسنا، هذا صحيح تماما. نظرا لفقدان العمال لأعمالهم، تضمر المهارات وتتلاشى. يتم تقليص استثمارات رأس المال لذلك لا يعود مخزون رأس المال إلى المسار الذي كان يسلكه من قبل، إلخ. واحد من الأمور التي كنت تسمعها من مودي (رئيس الوزراء الهندي) هي فقط التي تتعلق بمدى جودة أداء الهند مقارنة مع الصين. هل من الإنصاف النظر إلى هذين الاقتصادين وكأنهما يتنافسان مع بعضهما البعض؟ لا أعرف عن المنافسة بشكل مباشر في مقابل التنافس للحصول على لقب الأمل العظيم القادم للاقتصاد العالمي. لكني أرى بالتأكيد أن هنالك آمالا بأن مردود إصلاحات مودي سوف تستغرق بعض الوقت لكنها في النهاية سوف تتحقق، وأن مسار النمو في الهند هو مسار واعد يبشر بالخير. إن ذلك يحدث في نفس الوقت الذي يتراجع فيه معدل النمو في الصين. واحد من مصادر القلق الكبيرة لكلتا الدولتين، هو ما إذا كان النمو الذي شهدناه في كلتا الدولتين، الذي كان أعلى بكثير من المتوسط العالمي، سوف يعود إلى المتوسط على مر السنوات العشرين أو الثلاثين القادمة - وهو ما حدث بصورة عامة، في المتوسط، عبر الدول تاريخيا. فيما لو حدث ذلك، فإن هنالك جزءا كبيرا مفقودا من معادلة النمو العالمي على مدى العقدين أو الثلاثة عقود القادمة. لقد كنت للتو في الصين. هل هنالك تعثر جديد للاقتصاد نظرا لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق نمو للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7 بالمائة؟ أعتقد أنني قد أقول: إن هناك إدراكا منتشرا على نطاق واسع بأن النمو في المستقبل سوف يكون متدنيا بشكل ملحوظ أكثر مما كان عليه عبر السنوات العشر أو ال 15 الماضية.