ضمان مقعد مباشر في دوري أبطال آسيا 2016.. التأهل لربع نهائي آسيا 2015.. الفوز بكأس الملك تلك كانت الأهداف المرسومة في خارطة طريق الحميداني لانقاذ ما يمكن انقاذه في موسم وصفه كثير من الهلاليين بأنه أحد أسوأ مواسم الهلال في تاريخه، الحميداني بعدما تصدى لمهمة رئاسة الهلال بالتكليف كان يعلم تماما أن فريقه مثقل بالجراح، فالهلال الذي أنهى الموسم الماضي بدون ألقاب على غير ما جرت به العادة، بدأ موسمه على وقع فقدان اللقب الحلم للهلاليين (دوري أبطال آسيا) وبعيدا عن أسباب ضياع اللقب الآسيوي كان برأيي نقطة تحول سلبية في موسم الهلال المنصرم. الهلال لم يلبث طويلا حتى اتبع ذلك بفقدان لقب الدوري بعد عدة عثرات أثبتت أن الفريق ذهنيا ما زال حبيس كابوس صافرة نيشيمورا، ولأن المصائب لا تأتي فرادى جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير وتمثلت بخسارة كأس ولي العهد أمام الاهلي، لينفجر بعدها بركان غضب الهلاليين ويتمخض عن استقالة الرئيس السابق طيب الذكر عبدالرحمن بن مساعد قبل عام ونصف العام من انقضاء فترته الرئاسية مصطحبا معه جل أعضاء مجلس ادارته في خطوة كانت جريئة وكانت بمثابة بداية العلاج. استقالة الرئيس السابق تبعتها اقالة للمدرب الروماني ريجيكامب في أولى خطوات الرئيس المكلف محمد الحميداني. حينها لم يكن أكبر المتفائلين ينتظر الكثير من الهلال هذا الموسم، لكن الحميداني تصدى للمهمة بشجاعة مستعينا بمدرب (دونيس) وصف حينها بالمغمور.. اليوناني بدوره لم تكن تنقصه الجرأة بدليل قبولة المجيء بالاعارة لنصف موسم فقط لكنه كان يملك من الجرأة والثقة بامكاناته ما يكفي لكسب ثقة الهلاليين وهو ما حدث لاحقا بالفعل. الهدوء كان السمة الأبرز لفترة تكليف الحميداني، وربما هذا ما كان ينقص الهلال في فترات ماضية! هذه السياسة الهادئة التي رسمها لنفسه الحميداني كانت سببا رئيسا في انهاء الموسم بالشكل الامثل، الى جانب التوفيق في التعاقد مع مدرب مثل دونيس كان يشبه الحميداني في هدوئه. دونيس أظهر براعة كبيرة في الفترة القصيرة الماضية، تحلى بالجرأة في كثير من قراراته وتعامل مع الموقف وفق الأدوات المتاحة ونجح في ذلك بامتياز. هدوء دونيس، وتعامله (اللبق) مع لاعبيه، ومنح الفرصة لأسماء كانت حبيسة دكة البدلاء.. أمور ميزت اليوناني عن سلفه ريجيكامب وساعدته في اخراج أفضل ما لدى لاعبيه ليستعيد كثير منهم توهجه وعلى رأسهم البرازيلي تياقو نيفيز الذي كان احدى العلامات الفارقة في الثلث الأخير من موسم الهلال. بلا شك الحميداني ودونيس وبقية فريق عملهم حققوا العلامة الكاملة بضمان مقعد آسيوي النسخة القادمة وتأهل آسيوي في النسخة الحالية والفوز بأغلى الالقاب المحلية.. هذا الأمر من شأنه أن يكون شرارة العودة الحقيقية للهلال فلا شيء أكثر قدرة على تحفيز الرئيس القادم من العودة للذهب من جديد. الأمير نواف بدأ فترته بتمديد عقد دونيس لعامين قادمين في خطوة مهمة ستحافظ على الاستقرار الفني للفريق. الهلال ينتظره موسم شاق يبدأ من ديربي النصر في بطولة السوبر ويمر بالدوري وصولا لآسيا.. أفضل طريقة يستقبل فيها الموسم القادم هي القيام بميركاتو صيفي في المستوى. أخيرا لسان حال الهلاليين يعجز عن شكر الحميداني على العمل الذي قام به في فترة تكليفه وأثمر هذا الختام المثالي لموسم الهلال.. والهلاليون جميعا ينتظرون هلالا أفضل في الموسم القادم مع الرئيس الجديد الأمير نواف بن سعد.