توج برشلونة الأسباني بلقبه الخامس في تاريخ دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، والرابع له في البطولة خلال آخر عشرة مواسم، وأثبت الثلاثي الهجومي ليونيل ميسي ونيمار ولويس سواريز هيمنة برشلونة من جديد على كرة القدم الأوروبية، وقال لويس إنريكي المدير الفني لبرشلونة عقب نهائي دوري الأبطال الذي انتهى بالفوز على يوفنتوس الإيطالي 1-3 مساء السبت، في العاصمة الألمانية برلين: "لو كان لدى هذا النادي شيء ، فهو الحاجة للمزيد من الألقاب.. في آخر عشرة أعوام لا شك في أن برشلونة كان أفضل أندية أوروبا، ويجب المضي قدما، وتعادل الفريق الكاتالوني الآن مع بايرن ميونيخ الألماني وليفربول الإنجليزي برصيد خمسة ألقاب في دوري الأبطال، بينما يتفوق عليهم ميلان الإيطالي برصيد سبعة ألقاب، ويتصدر ريال مدريد برصيد عشرة ألقاب. لكن ريال مدريد أحرز عددا كبيرا من ألقابه قبل أكثر من نصف قرن، كما يبدو ميلان غائبا عن القمة خاصة بعدما أنهى الموسم المنقضي ضمن فرق منتصف الجدول في الدوري الإيطالي. ومنذ تتويج برشلونة بلقبه الأول في البطولة الأوروبية تحت مسماها السابق "الكأس الأوروبية" في 1994، لم يتفوق عليه أي فريق آخر في عدد مرات التتويج بها ، كما أنه بات أول فريق في التاريخ يحقق ثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال مرتين ، وجاءت الثلاثية الثانية لبرشلونة في أول موسم للفريق تحت قيادة إنريكي، بينما جاءت ثلاثيته السابقة التي حققها عام 2009 تحت قيادة جوارديولا. وكان برشلونة قد فرض أسلوبه المميز في اللعب، الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة والتمريرات القصيرة ، تحت قيادة جوارديولا، لكن جدلا أثير حول تلك الطريقة بعدها. والآن، نجح إنريكي في تطوير الفريق الذي لم يعد فقط قادرا على الاستحواذ وإنما بات قادرا على صناعة الفرص أمام خطوط الدفاع المتكتلة، والتسجيل من الهجمات المرتدة وكذلك التسجيل من الكرات الثابتة، وهو الجانب الذي لم يركز عليه جوارديولا خلال فترة توليه المنصب. كذلك نجح إنريكي في استغلال إمكانيات الثلاثي الهجومي الأخطر في عالم كرة القدم، ميسي ونيمار وسواريز، فكل منهم يشكل أثبت نفسه كنجم بارز وأكثر العناصر المزعجة للمنافس، لكنهم معا شكلوا ثلاثيا لا يمكن إيقافه. واشترك الثلاثي في تسجيل 122 هدفا هذا الموسم ، ورغم امتلاك برشلونة خط وسط لا يمكن الاستهانة به ، تولى الثلاثي الهجومي مهمة صناعة الهجمة وحسمها بالتسجيل. فقد سجل أندريس إنييستا، صانع الألعاب المخضرم، عددا قليلا فقط من التمريرات الحاسمة خلال الموسم، ورغم أنه لعب وتألق في المباراة ولعب دورا بارزا في أحد أهداف برشلونة، لم تعد مهمته الأساسية صناعة الفرص وإنما التمرير لمن يصنعون الفرص ويحسمونها. ولم يخفق في التسجيل من الثلاثي خلال المباراة سوى النجم الأبرز ليونيل ميسي، رغم أن تسديدته صنعت هدف سواريز كما لعب دورا في الهدف الأول لراكيتيتش. وكاد نيمار أن يخرج من المباراة دون تسجيل اسمه في قائمة الهدافين لكنه كلل جهوده بالهدف الثالث لبرشلونة في الوقت المحتسب بدل الضائع. لا يرجح أن يكون ميسي منزعجا كثيرا لعدم إحراز أهداف في المباراة، حيث كان قد سجل للفريق في مباراتين بنهائي دوري الأبطال. فتفانيه في الأداء من خلال الدعم بالكرة من العمق يعزز ارتياح الثلاثي في العمل كفريق واقتسام فرحة النجاح.