إن مسابقات كرة القدم تبدأ جميلةً وتنتهي أكثر جمالاً، وهذه حقيقية يلمسها المسؤولون في الدولة؛ لأنها المتنفس الوحيد لشباب الوطن، فما إن يبدأ الموسم حتى يدور الحوار حول المنافسة، والتشجيع كل لفريقه، والدفاع عنه طوال الموسم على المستوى الفني أو الإداري والإعلامي، وجدلٌ دائرٌ طوال الموسم، ورغبةٌ كبيرةٌ تعتري الجميع حول طبيعية المنافسة، وجدية كل فريق، والمنافسون فقط مَن يصمدون إلى نهاية الموسم، أما الفرق التي تخرج من إطار المنافسة فأنصارهم مشغولون بالنقد والتوجيه، وتحديد طلباتٍ معينةٍ يرون من خلالها أن فريقهم سينافس المواسم القادمة متى ما وجدت أذناً صاغيةً. في يوم الجمعة سيحضر في ختام الموسم القائد الحازم سلمان بن عبدالعزيز، في ليلةٍ يشرّف فيها الرياضة والرياضيين في ختامٍ كبيرٍ يجمع طرفي المتعة والإثارة، النصر والهلال، هذا التشريف بحدّ ذاته فخرٌ لكل الرياضيين، خصوصاً في ظلّ كل هذه الأحداث السياسية الدائرة في المنطقة، إلا أن سلمان الحزم لم ينسَ شباب هذا الوطن، وقرر الحضور ومشاركتهم متعتهم في متابعة مباراةٍ تُعدّ من أهمّ المباريات التي تحظى بمتابعةٍ جماهيريةٍ كبيرةٍ، قد لا يضاهيها أي مباراةٍ أخرى مهما كان حجمها، وأكاد أجزم أن النسبة الأكبر من جماهير الكرة السعودية كانت تتمنى أن يكون النهائي بين قطبي العاصمة الهلال والنصر، خصوصاً في هذا التوقيت بالذات الذي يشهد عودة المنافسة من جديدٍ بين هذين القطبين. إن ملكنا -حفظه الله- يعي جيداً دور الرياضة ومدى أهميتها لشباب الوطن، ويحرص دائماً أن ينهج نهج كل من سبقوه من ملوك هذا البلد المعطاء؛ لذا فهو يخصص جزءاً من وقته ويحضر كرنفالاً رياضياً كبيراً، إدراكاً منه في أن حضوره سيسعد شباب الوطن وأنهم ينتظرون طلته عليهم، حتى يقفوا له محيين ومؤيدين في ملحمةٍ عنوانها الدين ثم الملك والوطن. فمباريات القمة -كمباراة النصر والهلال- لها قيمتها، وبعيداً عن الحضور الشرفي كحضور الملك -حفظه الله-، لها إثارتها التي لا يمكن أن تجد مَن يجيد وصفها مهما بلغ من الذهنية في مستوى التنافس الكبير والتاريخي بين الناديين، فما بالكم وهي تحظى بشرف حضور أول رجلٍ في الدولة الملك سلمان!!، لهذا من المهم أن يعي الجمهور الرياضي أن جمال هذا اللقاء بوقفتهم الصادقة مع أنديتهم، وهو يومٌ يخرج فيه الإبداع الفني أمام قائد الأمة، وأن يكون التركيز بعيداً عن أهازيج التشجيع برسم لوحة وطنٍ كبيرةٍ يشترك فيها الطرفان، بالطبع هي أمنيةٌ سيكون الوطن سعيداً بها متى ما نجح الجمهور في رسمها، وسنلمس ذلك على محيّا الملك الوالد سلمان بن عبدالعزيز، وأتمنى أن تتضافر الجهود ويكون التركيز الأول على الوطن وحبّه من خلال التعبير المباشر الذي يوحي بالتفاف الشعب خلف القيادة، كصورةٍ جماليةٍ يشهدها العالم كله من حولنا، ولنوصل رسالةً عنوانها الحبّ والترابط والولاء الصادق، لكن هذه المناسبات الكبيرة لن تتكرر في كل حين؛ لذا من المهم استغلال هذه المناسبة التي فيها مساحاتٌ كبيرةٌ من التعبير الصادق. إن الشعب السعودي يدين لهذه القيادة الكبيرة بكل شيء، وفي مقدمته الأمن والأمان، الذي يميزنا كشعبٍ ووطنٍ عن غيرنا، وبالتأكيد هذا فضلٌ من الله، ثم بحكمة قيادتنا وشجاعتها؛ لذا من المفترض أن يقدم الجمهور الرياضي ممثلاً في روابط الجماهير ومدعوماً من رؤساء الأندية مشاعرهم الصادقة بعمل يليق بالمناسبة، ويعبر عن صدق مشاعرهم تجاه وطنهم وقيادتهم، فكرة القدم يمكن استغلال شعبيتها في إبراز جوانب وطنية كثيرة، وعدم اختزالها في الجوانب الفنية داخل الملعب، وما ينتج عنها من إثارةٍ ومتعةٍ، ولو حدث ذلك نكون قد أضعنا على أنفسنا فرصاً مواتيةً، يمكن من خلالها توجيه رسائل جميلة ومعبرة، ولها فائدة تصبّ في مصلحة الوطن والشعب، ولعلّ الرسالة الأهم اليوم هي قدرتنا على إيصال مدى حبنا لوطننا وحبنا لولاة أمرنا. فالفرص الإيجابية في الحياة إن لم تستغل بالشكل المطلوب قد لا تتكرر، وفقدانها دون الاستفادة منها يعدُّ جهلاً وضعف تقدير. دمتم بخير،،،