قتل 24 شخصا على الاقل بينهم ثمانية اطفال جراء قصف الطيران الحربي التابع لقوات النظام ببراميل متفجرة مناطق عدة في شمال وشمال غرب سوريا، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان امس. وأعلن المرصد مقتل 16 مواطناً على الأقل بينهم ثمانية أطفال دون سن ال18 في مجزرة نفذتها طائرات النظام المروحية إثر قصفها بأربعة براميل متفجرة بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي. يأتي هذا في وقت يتأهب مقاتلو المعارضة لمعركة حلب، حيث تم إنشاء غرفة عمليات لهذا الغرض أطلق عليها "غرفة عمليات فتح حلب". وتعود أهمية المعركة المرتقبة إلى كون حلب ثاني أهم مدينة ما زال النظام السوري يسيطر على قسم كبير منها بعد العاصمة دمشق، كما تضم أفرعا أمنية حصينة للنظام كالأمن العسكري، والأمن السياسي، وأكاديمية الأسد للهندسة العسكرية والتي تعتبر أعتى معاقل النظام وأكثرها تحصيناً. وكانت نهاية أبريل الماضي قد شهدت الإعلان عن تشكيل "غرفة عمليات حلب"، وذلك بمشاركة عدة فصائل أبرزها "الجبهة الشامية"، و"أحرار الشام"، و"فيلق الشام"، و"كتائب ثوار الشام"، و"جيش الإسلام"، وتجمع "فاستقم كما أمرت"، و"كتائب فجر الخلافة". ودعت الغرفة عبر تسجيل بثته على مواقع التواصل الاجتماعي باقي الفصائل العسكرية في حلب للانضمام إليها بهدف توحيد القوى العسكرية في كيان واحد. وفي ادلب (شمال غرب)، قال المرصد ان "ثمانية مواطنين بينهم خمسة نساء من عائلة واحدة قتلوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة كفرسجنة في ريف إدلب الجنوبي". وقال المرصد ان عدد القتلى في البلدتين "مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة". وغالبا ما تتعرض المناطق الخارجة عن سيطرة النظام لقصف بالبراميل المتفجرة ندد به العديد من المنظمات الدولية وغير الحكومية لأن هذا السلاح ذو فعالية تدميرية هائلة ويقتل بطريقة عشوائية. وبدأ النظام في عام 2013 بقصف حلب بالبراميل المتفجرة، وهي عبارة عن براميل بلاستيكية محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية ولا يمكن التحكم بدقة بأهدافها كونها غير مزودة بصواعق تفجير، وبالتالي تصيب العديد من المدنيين. واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير اصدرته في 5 مايو قوات النظام بارتكاب "جرائم ضد الانسانية" جراء قصفها مدينة حلب بالبراميل المتفجرة. وينفي رئيس النظام بشار الاسد باستمرار ان تكون قواته تستخدم البراميل المتفجرة وذلك خلافا لما يؤكده ناشطون ومنظمات حقوقية ودول غربية. وتشهد سوريا نزاعا مستمرا منذ منتصف مارس 2011، تسبب بمقتل اكثر من 220 الف شخص. النظام وداعش من جهة اخرى، خاض قوات النظام السوري ومسلحين موالين له معارك عنيفة ضد مقاتلي تنظيم داعش في شمال شرق البلاد خلال الليل، إذ يحاول الطرفان السيطرة على أراض قرب الحدود العراقية بحسب ما افاد المرصد السوري ووسائل الإعلام الرسمية السورية الأربعاء. وقال المرصد إن بعضا من أكبر المعارك وقعت قرب سجن جنوبي مدينة الحسكة مباشرة بعد أن فجر تنظيم داعش قنبلة قرب السجن. وأورد التلفزيون الرسمي أيضا نبأ هذه الاشتباكات قائلا إن الجانبين اشتبكا حول السجن الجاري بناؤه. وقال التلفزيون في نبأ عاجل إن مقاتلي تنظيم داعش يحاولون اقتحام المبني الجاري إنشاؤه بعد تفجير خمس سيارات ملغومة. وتعد محافظة الحسكة الواقعة في شمال شرق سوريا بجوار تركياوالعراق منطقة استراتيجية لأنها تربط بين الأراضي التي يسيطر عليها داعش في سورياوالعراق. وأدى التقدم المطرد للمعارضة المسلحة على جبهات رئيسية في سوريا إلى زيادة الضغط العسكري على رئيس النظام بشار الأسد الذي ترى حكومته على نحو متزايد أن المناطق الغربية الواقعة قرب العاصمة والساحل تمثل أولوية لها في الصراع الدائر منذ أربع سنوات. وأغلب سكان محافظة الحكسة سوريون أكراد قامت قواتهم التي تسمى وحدات حماية الشعب الكردية بصد فرع تنظيم القاعدة في مناطق أخرى عبر شمال سوريا بمساعدة الهجمات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة. وقال المرصد إن معارك وقعت أيضا بين تنظيم داعش والقوات الكردية قرب بلدة رأس العين على الحدود مع تركيا شمال غربي مدينة الحسكة. وقالت وحدات حماية الشعب الكردية إنها لا تنسق عملياتها مع الجيش السوري. وقال الجيش الأمريكي الثلاثاء إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها شنوا عشر غارات جوية على أهداف لتنظيم داعش في العراق وخمس غارات في سوريا منذ صباح الاثنين. وأضاف ان الغارات التي شنت في سوريا تركزت قرب الحسكة وكوباني إلى الغرب وأصابت وحدات تكتيكية ومواقع قتالية ومنشأة للقيادة والتحكم ومخزنا للسلاح. وقال المرصد الذي يجمع معلوماته من شبكة مصادر على الأرض إن نحو 30 مقاتلا من الجيش السوري ومسلحين متحالفين معه قتلوا خلال معارك استمرت خمسة أيام مع تنظيم داعش في محافظة الحسكة. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء إن الجيش قضى على عدد كبير من مقاتلي داعش في ريف الحسكة وأحبط هجوما على مواقع عسكرية في المناطق الريفية في الشرق والجنوب الغربي. 40 عنصرا وبالنسبة الى حلفاء الاسد الرئيسيين ذكرت مواقع لبنانية محسوبة على حزب الله أن 40 عنصراً من الحزب قتلوا في سوريا خلال الشهر الماضي، سقط معظمهم في معارك القلمون وإدلب. في المقابل أعلنت مصادر المعارضة السورية مقتل 15 عنصراً من حزب الله في القلمون خلال الساعات القليلة الماضية. وكان قد قتل تسعة من مقاتلي حزب الله على أقل تقدير في وقت سابق في القلمون، بينهم قيادي بارز وهو غسان فقيه الطيري، الملقب ب"ساجد الطيري". وسقط جميعهم على يد جيش الفتح بعد وقوعهم في كمين نصبه الثوار، قرب تلة الثلاجة في القلمون. سلاح الأسد من ناحية أخرى، كشف عضو الائتلاف السوري الوطني المعارض محمد صبرا النقاب عن أن "قوات نظام الاسد تركت خلفها بعد ان انسحبت من مدينة تدمر (وسط البلاد) مستودعات مليئة بالسلاح سيطر عليها تنظيم داعش". وقال صبرا إن السلاح الذي تركه النظام خلفه بعد انسحابه من تدمر يكفي لجيش قوامه 20 الف مقاتل ولمدة شهر دون إمداد. وأضاف: "لقد كانت مستودعات استراتيجية بالنسبة لجيش النظام وهي قرب قلعة فخر الدين المعني وهي مخبأة تحت الجبال على طول 9 كم، وفيها اكثر من 10 % من عتاد جيشه والمستودعات تحت الجبال مصممة ومحمية من قصف الطيران والصواريخ البالستية". وأبدى صبرا "خشيته من توظيف داعش هذا السلاح ضد المدنيين السوريين كما تفعل قوات النظام ضد المناطق المعارضة"، واصفا داعش والنظام بأنهما "وجهان لعملة واحدة وإن اختلفت الأساليب بين الدكتاتوريين والإرهابيين". وسيطر داعش على مدينة تدمر في 21 مايو الماضي وارتكبت عدة مجازر بحق السكان.