أكد سفير فرنسا لدى المملكة العربية السعودية برتراند بزانسنو أن بلاده تعد من أكبر الدول الأوروبية التي لديها تبادل تجاري مع المملكة على مستوى العالم، خاصة في مجالات التقنية والطاقة، والبنية التحتية ,والنقل والتدريب. وقال في تصريح صحفي على هامش زيارة وفد تجاري سعودي إلى فرنسا :إن البلدين الصديقين وقعا عدداً من الاتفاقيات في مجال حماية وتشجيع الاستثمارات , واصفاً العلاقة الثنائية في المجال الاقتصادي بأنها في مستوى عال وتتمتع بأهمية ضاعفت من حجم التبادلات التجارية لتصل إلى أكثر من 10 مليارات يورو في العام 2014م بزيادة 10% مقارنة بعام 2013م . وبين أن الاستثمارات بين البلدين مهمة إذ تمثل فرنسا المستثمر الثالث في المملكة، وتصل قيمة أسهم الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 15.3 مليار دولار أمريكي في حين بلغت قيمة الاستثمار السعودي في فرنسا 900 مليون يورو . وأكد أن احتياجات المملكة تتلاءم تماماً مع الخبرة التي تتمتع بها الشركات الفرنسية الرائدة ، وهي مستعدة للمساعدة في تنويع الاقتصاد السعودي وتقديم كل ما من شأنه تحقيق الأهداف وتطلعات البلدين . ونوه سفير فرنسا لدى المملكة بنتائج الزيارة التي نظمها مجلس الأعمال السعودي الفرنسي إلى فرنسا واستمرت عدة أيام ،مشيراً إلى أنها حققت نجاحاً كبيراً واستفاد أعضاء الوفد من البرامج التي أعدت خلال الرحلة وحظيت بالعديد من النشاطات واللقاءات التشاورية ،ونظمت خلالها جلسات عمل ومباحثات نمائه بين الجانبين . وقال برتراند بزانسنو إن أهم أهداف زيارة الوفد السعودي التجاري تعزيز التعاون التجاري وتسهيل بعض الإجراءات وكشف فرص الاستثمار ، وطرح المعوقات والحلول. وتأتي الزيارة في ظل ما شهده العام الماضي من تسجيل رقم قياسي في التبادلات التجارية بين المملكة وفرنسا، تجاوز 10 مليارات يورو بارتفاع 10 % عن العام السابق, ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى نمو الصادرات السعودية باتجاه فرنسا، التي ارتفعت بنسبة 16 % بقيمة تجاوزت 7 مليارات يورو. وأكد السفير الفرنسي لدى المملكة أن الاستثمار المباشر السعودي في فرنسا يعادل 3 % من قيمة الاستثمار المباشر الأجنبي السعودي في العالم و30 % من الاستثمار المباشر الأجنبي لدول مجلس التعاون في فرنسا , مشيراً إلى أن أبرز الاستثمارات السعودية في فرنسا تتركز في قطاع العقارات. وأشار إلى أن الاستثمارات الفرنسية تنتج 10 % من الطاقة الكهربائية في المملكة من خلال التعاون في إنشاء مصفاة ساتورب التي تم تشغيلها حديثاً باستثمار بقيمة 12 مليار يورو , إضافة إلى استثمارات فرنسية أخرى في قطاعات مختلفة مثل المياه، الصناعات الثقيلة، صناعة المواد الغذائية، والمصارف والتأمين، والأسواق الكبرى، وكذلك النقل وغيرها من الاستثمارات. وأضاف أنه حسب الإحصائيات بلغ مجموع الاستثمارات المباشرة للشركات الفرنسية في المملكة نحو 15.3 مليار دولار، كاشفاً عن أنه يوجد في المملكة 67 مؤسسة وشركة فرنسية تشغل أكثر من 27 ألف عامل منهم 10 آلاف مواطن سعودي، بنسبة سعودة مرتفعة تصل إلى 36 %. ولفت النظر إلى أنه في العام الماضي تم إصدار أكثر من 80 ألف تأشيرة دخول للسعوديين واستقبال أكثر من 220 ألف سائح سعودي، كما تقوم فرنسا حاليا بمنح السعوديين تأشيرات دخول صالحة لمدة أربع سنوات أو بحسب صلاحية جواز السفر. وكان وفد مجلس الأعمال السعودي الفرنسي قد زار فرنسا الأسبوع الماضي في زيارة نظمت بالتعاون مع مجلس التنسيق التجاري الفرنسي '' الميديف'' برئاسة الدكتور محمد بن لادن , وبمرافقة السفير الفرنسي في المملكة برتران بيزانسو. واستهل الوفد زيارته باجتماع أعضاء مجلس الأعمال "الخامس " لأعضاء مجلس الاعمال السعودي الفرنسي لمناقشة وبحث ترتيبات العمل على عقد " المنتدى الثاني لفرص الأعمال السعودي الفرنسي الثاني بالرياض " عقب النجاح الذي شهده المنتدى الأول الذي عقد في أبريل 2013م , كما جرى التباحث حول عدد من الموضوعات على الجانب الزراعي وتناول الصعوبات التي تعيق تصدير والتسويق تمور المملكة إلى فرنسا . وافتتح الوفد اجتماعاته في اليوم الثاني مع الجانب الفرنسي في مقر أرباب العمل الفرنسيين في باريس (Medef Int'l) بحضور كبير من الشركات الفرنسية والقائم بأعمال السفارة السعودية في باريس الدكتور علي القرني , حيث تم استعراض اهتمام الجانب السعودي التي تتركز في تنويع الاقتصاد السعودي, وتطوير قاعدة الصناعة غير النفطية , وتوسيع العرض للصادرات، إضافة الى إقامة شراكات تواجد طويلة الأمد. وتخلل الزيارات زيارة منطقة " شانتيي " التي تعد من أهم المدن في الجانب الزراعي وفي إنتاج الصناعات الغذائية والألبان، التقى خلالها أعضاء الوفد برجال أعمال المنطقة، واطلعوا على ما تشتهر به المنطقة من صناعات متنوعة. كما قام وفد مجلس الأعمال السعودي الفرنسي بزيارة مدينة " نورماندي " التي تشتهر في قطاع الزراعة وتعد من أكبر المدن الفرنسية التي تتميز بمجال التقنية الزراعية خصوصاً في مجال السلامة الغذائية وكذلك انتاج الحبوب بأشكالها المتنوعة. وشملت زيارة الوفد مقر وزارة الزراعة الفرنسية والاجتماع بعدد من الشركات المهتمة بتعزيز جانبها الاستثماري مع المملكة، حيث نوقشت سبل تعزيز استثماراته في فرنسا خاصة في قطاع الزراعة والأمن الغذائي . وبحث المجتمعون مع الجانب الفرنسي أوجه دعم العلاقات الاقتصادية واستغلال الفرص الاستثمارية وتعزيز العلاقات التجارية والصناعية بين البلدين وتطويرها وتنميتها ، والاستفادة من الفرص والمزايا المتوافرة، وتعزيز التعاون التجاري والصناعي وتشجيع القطاع الخاص. بدوره قدم رئيس مجلس الأعمال السعودي الفرنسي الدكتور محمد بن لادن عرضاً بين فيه أن المملكة تستورد من فرنسا الدواجن والدقيق ، متطلعا إلى الاستفادة من الخبرات الفرنسية في مجال التصنيع والانتاج الزراعي ،خاصة وأن هناك عدة عروض في هذا المجال ، مشيراً إلى أن المملكة أكبر دولة تنتج أجود أنواع التمور . فيما أكد رئيس "الميديف في منطقة الواز" باتريك اندري لوبي أن فرنسا ترغب في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وإبراز أهمية القطاع الزراعي والأمن الغذائي والصناعة الغذائية ,مبيناً أن هناك شركات فرنسية متمكنة في هذا المجال ، خاصة في الانتاج الزراعي وزراعة البذور التي تتميز بنموذجها وتطورها في المجال الزراعي . وفي نهاية الجولة أكد نائب رئيس مجلس الاعمال السعودي الفرنسي المهندس فايز العلويط أن الزيارة حققت نتائج طيبة حيث شهدت العديد من اللقاءات والاجتماعات البناءة والمثمرة التي أجراها أعضاء الوفد مع كبار المسؤولين ورجال الأعمال الفرنسيين , مشيراً إلى أن من أهداف الزيارة متابعة أوجه التعاون القائمة واستكشاف الفرص الجديدة لتوسيع آفاق التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.