أكد رئيس المحكمة العامة بمحافظة القطيف الشيخ سعد المهنا أن التفجير الذي وقع في حي العنود بمدينة الدمام عمل إجرامي وجريمة شنعاء، وسفك لدماء معصومة واستهانة بحرمات الله عز وجل، وسعي لتفريق وحدة الصف وزرع لبذرة خبيثة وإيقاظ للفتنة لإشغال أهل هذه لبلاد -حرسها الله- بنفسها وشق وحدتها وتلاحم شعبها في دولة هي معقل الإسلام ومأرز الايمان. وأضاف إن هذه الفرقة التي تقوم بهذا العمل وأمثاله هي فرقة خارجة عن الاسلام وليسوا من أهل السنة والجماعة ومذهب السلف، فهم الخوراج الذين قاتلهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه، وهم كلاب أهل النار فعن عبدالله بن أبي أوفى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الخوارج كلاب أهل النار» وبين أن هذا التفجير الخطير وما سبقه من حوادث في استهداف رجال الأمن في القطيف والرياض والتفجيرات السابقة قبل سنوات في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة في نفق المعيصم وحادثة جهيمان في المسجد الحرام واستهداف رجل الأمن الأول ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وغير ذلك من الحوادث منبعها فكر واحد هو فكر الافساد والتعطش للدماء وإخلال الأمن، وهدفها بلادنا بأسرها من شرقها إلى غربها ومن شمالها لجنوبها واستهداف لكل مواطن يمشي على ثراها، فقد غص هؤلاء بما يرونه من نعمة الدين والأمن والاستقرار، وتلاحم بين الراعي والرعية في صورة نادرة في هذا الزمن الذي تُتخطف فيه البلاد من حولنا، ولذا اجلبوا بخيلهم ورجلهم وغرروا من استطاعوا ليكونوا أدوات لتنفيذ هذا الهدف، يصدق فيهم قول الله جل وعلا: «ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام (204) وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد». وأوضح المهنا أن قتل النفس بغير حق من أكبر الكبائر ومن السبع الموبقات قال الله تعالى: «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ» [المائدة: 32] وروى الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - أنه قال: «اجتنبوا السبع الموبقات -يعني المهلكات- قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات»، وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما».