وددت لو سألت ذلك الإرهابي، قبل أن ينفذ جريمته البشعة والغادرة في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في القديح، كيف وصلت بك الخسة والدناءة أن تتجرأ بكل وقاحة وصلف لم يعرف له مثيل، أن تنفذ جريمتك في بيت من بيوت الله والناس سجدا لله تعالى ؟ وتقتل أنفسا عصمها الله ألا بحق هو من استأثر به وحده. فمن أين أتيت بصك تدعي به امتلاك رقاب البشر تتصرف بها كما تشاء.!!. وما هو أقبح من الفعل أنك تدعي التقرب إلى الله بجرمك هذا..!!! أي صلف على الله أن تقتل أنفسا معصومة وفي بيت من بيوت الله، ألم تسمع ولو لمرة واحدة.! أن المساجد لله. إننا نحار بك حينما نصفك..!، لشدة قبح جرمك، وصلفك في اعتدائك على الإنسان أيا كان لونه أو عقيدته. قل لي هل لك من الإنسانية نصيب؟!. للخليفة الراشد الإمام علي بن أبي طالب مقولة أصبحت نبراسا للإنسانية «الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق». هل قرأت هذه المقولة مرة في حياتك؟، وقبل ذلك هل قرأت القرآن وتدبرت آياته تدبر المؤمن الورع الواعي لما يقرأ (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا). فهل قرأت هذه الآية وخشع لها قلبك ولو لمرة واحدة..!. أم أبيت أنت ومن معك إلا أن تنحرفوا ليس عن الإسلام، بل على كل ما يمت للإنسان بصلة. أيها الخارجون على الإنسان، يا من لم يرعكم عقل ولا ضمير، وأبيتم إلا أن تستمروا في غيكم، وتستمعوا لصوت الفتنة والتحريض. نعترف لكم بشيء واحد، بأن «عدلكم الظالم.!» لم يفرق بين أبناء هذا الوطن، فجرمكم طال الجميع من شرق هذا الوطن إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، بل طال الإنسان في أي بقعة كان. وفي كل مرة تقومونا بإرهابكم على هذا الوطن، يزداد في الإنسان نبذكم، والتنديد لجرمكم الذي تجاوز كل معنى للإجرام. نقولها بكل وضوح لهؤلاء الارهابيين لستم منا ولا نحن منكم فلا أخلاقنا هي أخلاقكم ولا وسطيتنا وسماحة ديننا هي وسطيتكم وسماحتكم، بل لا إنساننا هو إنسانكم. ولم نقرأ مبررا لقبيح فعلكم..!، لا في قرآن ولا سنة..! أو شريعة من شرائع الأمم بأسلافها ومتأخريها، فمن أي شريعة أتيتم لتبرروا قبيح فعلكم..!. جرمكم الذي طال الآمنين في أوطانهم. فليس لكم منا إلا النبذ، والتأكيد على لحمتنا، والتمسك بمبادئنا وقيمنا وقبل ذلك بإنسانيتنا. فاخرجوا من قرآننا، ومن قول نبينا، ومن قلوبنا ودمائنا، ومن أخلاقنا، ومن تربيتنا وسلوكنا، ومن مناهجنا وإنسانيتنا، ومن عقول شبابنا، ومن وعينا، ومن لغتنا وثقافتنا ومن شعرنا وأدبنا، ومن ألعاب أطفالنا، ومن أغاني البحار واليا مال لسواحل شرقنا، ومن عرضات نجدنا، ومن مجسات حجازنا، ومن تعدد مذاهبنا وجمال لهجاتنا ومن بحرنا وصحرائنا وأرضنا وسمائنا، ومن نخيلنا وحقولنا، ومن مدننا وقرانا وأحيائنا وأزقتنا ومن بدونا وحضرنا، ومن وسطنا وشرقنا وغربنا وشمالنا وجنوبنا. اخرجوا... فلقد استوحشتم منا فاستوحشنا منكم. * كاتب وإعلامي