بشفافيتها المعهودة أعلنت وزارة الداخلية عبر متحدثيها ما جرى على الساحة السعودية في الأيام القليلة الماضية. ففي الوقت الذي تحتاج فيه دول كثيرة إلى أشهر لمعرفة ملابسات أي حدث وخاصة عندما يكون الحدث له علاقة بالإرهاب, فقد استطاعت أجهزتنا الامنية معرفة ملابسات كل جريمة إرهابية وآخرها العمل الإرهابي الذي وقع في بلدة القديح بمحافظة القطيف. وهذا يحسب لأجهزتنا الأمنية. ولكن ما شد انتباه الكثير من المواطنين السعوديين هو ما تم الحديث عنه في مؤتمر وزارة الداخلية الصحفي عندما أعلن العميد بسام عطية أن التنظيمات الإرهابية تقوم بتجنيد أطفال لاعتناق أفكارهم. وبدا واضحا عندما قامت وزارة الداخلية بالإعلان عن أسماء من تم إيقافهم والحديث عن فئاتهم العمرية بأنهم يتلاعبون بمشاعر الأطفال صغيري السن. ولا يهمهم أن مثل تلك الأمور ليست فقط حراما في ديننا, بل انها جريمة يعاقب عليها القانون. ولهذا فعلى كل أب وأم وأخ أكبر في كل بيت دور كبير في التحدث مع أبناء الأسرة الواحدة عن خطر هذه المنظمات الإرهابية التي هدفها زعزعة الأمن. وأخطر من ذلك هو أن هذا الشاب الصغير يصبح أداة في يد لا يراها ولا يعرفها ولا يعرف أهدافها أو توجهاتها. ورغم أن بعضهم يكتشف زيف هذه المنظمات الإرهابية حال انضمامهم لها أو عند وصولهم إلى مناطق النزاع, إلا أن الوقت يكون قد طاف وانتهى, واصبح تحت تهديد مستمر إن هو تراجع. وفي هذا الوقت أصبحت بعض الأسر ممن انضم أبناؤها الصغار إلى تلك المنظمات الإرهابية يعيشون في دوامة حزن لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى وأصبح قلب الأم يتقطع حسرة. فبعضهم لا تعرف ما صار إليه ابنهم ولا تعرف أي يد غاشمة تتلقفه. فالشاب الصغير السن يجب أن يكون في طوع والديه ومحبا لوطنه. وفي المملكة العربية السعودية وحفاظا على أبنائها من كل الشرور, فهي تعلن دائما وتحذر من الوقوع في مصائد هؤلاء المجرمين. وإضافة لذلك فالمملكة دائما ما تعلن عن فتح باب التوبة لكل من أراد أن يتراجع عن أي فكر ضال قبل أن يقع الشاب في المحظور. فبعدها لا ينفع الندم. وهذه أمور للأسف لا يعيها من هم في سن 15 عاما. ولهذا لزام على المجتمع أن لا يساعد على نشر أي أمور لا يعيها صغير السن. فيا أيها الشاب انظر إلى والدك ووالدتك وأسرتك. فأنت في الحقيقة تقوم بإنزال الضرر بهم أولا قبل أن تضر أي إنسان آخر. ويجب أن تعرف أن أجهزتنا الأمنية تتمتع بقدرات عالية تعتبر من الأفضل في العالم وستكون لك بالمرصاد وسيتم القبض عليك عاجلا أم آجلا. ولهذا لا يوجد أمامك إلا التفكير ولو قليلا لكي تعرف بأن بيتك الذي فيه أمك وأبوك واخوانك وأخواتك هو بيت الحب والحنان. ويجب أن تعرف بأن وطنك المملكة العربية السعودية هو بيتك الآمن والمستقر. فمن قام بتجنيدك ليرسلك إلى مصير مظلم لن يقوم بإرسال ابنه أو أخيه لأن هدف هؤلاء المجرمين هو المساس بوحدة هذا الوطن وتلاحمه. فيا أيها الشاب انظر إلى أمك. فهي جنتك ونارك وليست أيادي لا نعرف من يحركها وكل همها القتل والتفجير. * كاتب ومحلل سياسي