أوضح أستاذ قسم علوم التربة بكلية علوم الأغذية والزراعة بجامعة الملك سعود، الدكتور عبدرب الرسول العمران، أن هناك عدة عوامل أدت إلى انتشار استعمال المياه المعبأة في مدن المملكة، أهمها الاعتقاد السائد بأن مياه الشبكة العامة التي تصل المنازل والمؤسسات بها تلوث، وأنها لا تصلح للشرب في هذا الوقت الذي تعد فيه المياه المنتجة من محطات التحلية في المملكة مياهاً فائقة الجودة، وأنها مطابقة للمواصفات العالمية لمياه الشرب بل قد تفوق هذه المواصفات، لكن المشكلة تكمن في نظافة خزانات المياه الأرضية والعلوية وأنابيب التوصيل في المنازل. وأضاف الجامع خلال الندوة التي القاها بمنتدى بوخمسين بعنون (نوعية المياه وقضايا البيئة)، والتي أدارها الدكتور ابراهيم الشبيث: إن 95.8 % من سكان الرياض لم يتعرفوا على جودة المياه في المنازل التي يسكنوها، وفحصها للتأكد من جودتها وصلاحيتها للاستخدامات المختلفة، وان نسبة 4.2 % فقط اهتمت بإجراء هذا الفحص وعينات المياه التي تم فحصها للتأكد من سلامتها أظهرت أن نسبة 25 % كانت خالية من مجموعة بكتيريا القولون، وممكن استخدامها بأمان، و75 % كانت بها مشاكل كيميائية سببت تغيراً في طعم ولون الماء من أفراد عينة الدراسة لم يلاحظوا تغيرا في طعم الماء، ولم يلاحظ 94.8 % تغيرا في رائحة الماء، بينما 90.6 % من الأفراد لم يلاحظوا تغيراً في لونه، وهذا يؤدي لزيادة تركيز الكلورين أو المواد الأخرى المطهرة التى تغير طعم المياه، وقد يؤدي تسرب المياه الملوثة كالصرف الصحي إلى الشبكة العامة أيضاً لتغير في لون أو طعم أو رائحة الماء، كما تلعب سباكة المنزل دورا هاما في التداخل مع مياه الشبكة العامة، مما يؤثر على جودتها، وترتفع حدة المشكلة عند تآكل وصدأ السباكة، حيث تتسرب العناصر أو الجزيئات إلى المياه مما قد يؤدي لنمو الميكروبات داخل نظام السباكة، ويشجع ذلك زيادة التلوث بوجود المواد المشجعة للنمو الميكروبي، و62.5 % من مجموع أفراد العينة يستخدمون مياه الخزان في الغسيل والنظافة الع امة، و18.8 % يستخدمون مياه الخزان في الطبخ والغسيل والنظافة العامة، و15.6 % يستخدمونها لكل الاستخدامات بلا استثناء، و3.1 % في الشرب والغسيل والنظافة العامة. ونصح العمران بأن مياه الشبكة العامة في مدينة الرياض جيدة ومطابقة للمواصفات والمقاييس السعودية للمياه غير المعبأة من ناحية العكارة والخواص الميكروبية والكيميائية، وتصل للمستهلك في المنزل صالحة لجميع الاستخدامات اليومية دون أدنى ضرر أو خطورة، وأن متابعة الكشف وفحص المياه داخل خزانات المنازل ومتابعة المؤشرات الميكروبية ضرورة ملحة خاصة، لعدم اهتمام اصحاب المنازل بنظافة خزاناتهم، وتركها عرضة للتلوث، مما يعرض صحة السكان للخطر، ولا بد من متابعة وتشديد الرقابة على محطات بيع المياه والصهاريج الناقلة لهذه المياه، والفحص الدوري لها، حتى لا يحدث تلوث للخزانات بما يؤثر على الصحة العامة للمواطنين، مع ضرورة متابعة الكشف على الخزانات ومطابقة مكان تواجدها للمواصفات الهندسية والإنشائية، وإِبعادها عن المصادر المحتملة للتلوث بمياه المجاري، والكشف على الخزانات الأرضية والعلوية دورياً وتنظيف جدرانها للتخلص من إمكانية تكون أغشية حيوية عليها تزيد من فرص نمو الميكروبات الممرضة في المياه بتلك الخزانات، والبحث عن أفضل الحلول لمنع انقطاع المياه عن الأحياء فترة طويلة، وذلك لتقليل اعتماد السكان على صهاريج المياه من الآبار السطحية غير المعروف مدى جودتها، وتقليل فرص التلوث للشبكة العامة وتوعية السكان بأهمية رفع غطاء الخزان الأرضي عن مستوى السطح قليلاً، وإحكام تغطية الخزانات سواء العلوية أو السفلية بشكل محكم؛ منعاً للتلوث من أي مصدر داخل المنزل.