تلقى لبنان خبر العمل الارهابي الذي طال بلدة القديح في محافظة القطيف بعد صلاة الجمعة، بأسى وحزن كبيرين، حيث دانت شخصيات لبنانية من شيوخ ونواب عبر "اليوم"، هذا الحادث الأثيم الذي نتج عنه قتلى وجرحى في مشهد آثم وأليم وجبان، مؤكدين وقوفهم الى جانب المملكة التي تكافح الارهاب وتدفع اثماناً باهظة للقضاء عليه وما حصل في مسجد القديح خير دليل على ذلك. منطقة مستهدفة أشار مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الى انه "لا يخفى على أحد أن المنطقة العربية بصورة عامة منطقة مستهدفة وكثير من بلدانها أصابه الغليان الداخلي نتيجة فتن؛ ربما كان خارجه السبب الأساسي له". وقال: "كما لا يخفى على احد أن المملكة العربية السعودية وهي مملكة الخير وسند العرب والمسلمين بدأها الاستهداف منذ أن طالت الأيادي الفارسية جوار المملكة اليمن السعيد وهو بلد عربي شقيق". وشدد على ان "ما حدث في القطيف بداية المحاولات التي ربما تطال أمن المملكة لا قدر الله"، مؤكداً ان "أي اعتداء على حبة تراب من رمال صحراء المملكة فضلاً عن مدنها ومساجدها هو قضية خطيرة لا يجوز لأحد أن يغض النظر عنها او ان يتجاوزها وإنما الى جانب وقوفنا الى جانب مملكة الخير ومليكها وولي عهدها الأمين وولي ولي عهده وحكومتهم الرشيدة وشعبهم الأبي، فإننا الى جانب كل حبة من صحراء المملكة وحدودها وأرضها وترابها". إشعال الفتنة أوضح العلامة السيد علي فضل الله في بيان، ان "هذا العمل الإجرامي بعيد كل البعد عن القيم والتعاليم الإسلامية والإنسانية، ويعبر عن المدى الخطير الذي بلغه الاستهداف للواقع الإسلامي الذي وصل إلى حد إستباحة دماء المصلين في المساجد". وقال: "إننا لا نرى في ذلك إلا سعيا لإشعال فتنة مذهبية، ومحاولة لإيجاد شرخ في العلاقة بين المسلمين الذين عرفوا التعايش والتواصل طوال الفترة الماضية، وعملا لإدخالهم في أتون الفتن المتنقلة في أكثر من بلد". وأضاف: "نحن على ثقة بوعي أهلنا الكبير في القطيف، وبأنهم سيفوتون الفرصة على المصطادين في الماء العكر، وسيحولون دون تحقيق الاهداف الدنيئة لمن هم وراء هذا التفجير". الاسلام بريء من جهته، رفض عضو كتلة "المستقبل" النائب خضر حبيب في حديث خاص ل"اليوم" اي عمل ارهابي يمس أيا من كان وخصوصاً في الجوامع، مشدداً على ان "العمل الارهابي الذي طال المملكة يمس كل الديانات السماوية وخصوصاً الاسلامية". وأكد ان "الدين الاسلامي بريء منه". وقال: "المملكة العربية السعودية من أكثر الدول التي تحارب الارهاب اليوم"، لافتاً الى ان "الارهاب يطال الجميع ولا أحد محمي منه، وما حصل اليوم في صلاة الجمعة يؤكد ضرورة محاربة الارهاب والارهابيين والمتطرفين الذين يسيئون الى الاسلام وللأمة الاسلامية والعربية"، مشدداً على ان "المملكة تدفع ثمن محاربة هذا الارهاب وأكبر دليل على ذلك ما حدث في تفجير المسجد". ثقة ووصف عضو حزب "القوات" اللبنانية النائب جوزيف المعلوف في تصريح ل"اليوم"، ما حدث في مسجد القديح قائلاً: "هنالك عنصران اساسيان يشكلان خطرا علينا اليوم، الاول يتجسد في الأيادي الخبيثة التي تسعى الى تأجيج نار الطائفية التي تغلي في المنطقة والثانية تتمثل بالتصرفات الارهابية من فصائل النظام الايراني التي تؤكد يوماً بعد يوم ان الامور كلها مرتبطة ببعضها". وأضاف: "من المؤسف ان نظام الاسد من خلال تعاطيه مع الثورة السلمية التي انطلقت جعل سوريا منبتا للإرهاب، وثمة من يغذي هذه الروحية من خلال التصرفات المتطرفة". وختم: "كلنا ثقة بأن القيادة السعودية لديها الوعي والادراك لاحتواء هذه الامور الخبيثة والمدسوسة من خارجها". حلقات التآمر شدد رئيس المركز الاسلامي للدراسات وللاعلام في بيروت القاضي الشيخ خلدون عريمط في حديث ل"اليوم" على ان "ما تعرضت له منطقة القطيف من تفجير اجرامي هو حلقة من حلقات التآمر والاجرام الذي تمارسه المجموعات الضالة ضد أرض العرب والإسلام في مملكة الخير المملكة العربية السعودية، وهذا التفجير الآثم والمجرم الذي أدى الى هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى إنما هو موجه الى المملكة شعباً وحكومة وموجه ضد القيم الإسلامية، هذه القيم التي أمرنا الله بها. وقال: "لا شك أن السعودية وقيادتها وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده وولي ولي عهده وحكومته الرشيدة وشعبها العربي المسلم، قادرة بإذن الله على تفشيل كل هذه المؤامرات وهذه المجموعات الضالة، هذه المملكة الآن التي تقود العمل العربي والإسلامي لوضع حد للإرهاب الفارسي في المنطقة العربية، فهي لا شك بإذن الله قادرة على ان تضع حداً للإرهاب المشابه لإرهاب إيران وعصائب الحق وإرهاب "داعش" واخواتها، ان الإرهاب الذي تمارسه "داعش" والقاعدة و"حزب الله" وايران وعصائب الحق وقوات "أبو الفضل العباس" و"حزب الله" في العراق هي جميعها من مدرسة واحدة تهدف الى تشويه الإسلام والى الإساءة للمسلمين ودورهم الحضاري والإنساني. حمى الله المملكة العربية السعودية وقيادتها وحمى الله هذا الشعب العربي المسلم الذي يعطي ويخدم أمة العرب والإسلام في كل مكان ويخدم المجتمع البشري ويعطي الصورة الحضارية لدور المسلمين في العالم".