بعد توالي الجمعيات العمومية للاتحادات القارية لكرة القدم، التي شكّلت محطات مهمة في طرح أفكار المرشحين لرئاسة الاتحاد الدولي (فيفا) في الانتخابات المقررة أواخر الشهر المقبل في زيوريخ، تشهد البحرين آخر المناسبات الكبيرة لاستقطاب الأصوات من خلال الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي. وتستضيف العاصمة البحرينية (الخميس) المقبل كونغرس الاتحاد الآسيوي، الذي يشهد انتخابات ساخنة على عضوية لجنته التنفيذية، وأيضاً على تمثيل القارة في اللجنة التنفيذية لل«فيفا». وسيحضر الجمعية العمومية بطبيعة الحال رئيس «فيفا» الحالي السويسري جوزيف بلاتر المرشح لولاية خامسة على التوالي، ونائبه الأمير الأردني علي بن الحسين منافسه في الانتخابات، ولم يؤكد المرشحان الآخران رئيس الاتحاد الهولندي مايكل دي براغ والنجم البرتغالي الدولي السابق لويس فيغو حضورهما حتى اللحظة. وفضلاً عن المرشحين للرئاسة، ستشهد البحرين حضور أهم الشخصيات الكروية في العالم، فكما يحضر بلاتر على رأس وفد كبير من «فيفا»، سيكون الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي حاضراً بقوة أيضاً مع وفد كبير من «الويفا»، وكذلك الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي ورؤساء الاتحادات القارية الأخرى أيضاً. وأكد رئيس اتحاد كروي في آسيا فضّل عدم ذكر اسمه لفرانس برس «قيادات كرة القدم في العالم تحضر الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لأنها ستتابع جيداً نتائج الانتخابات فيها». وأضاف «أن معطيات نتائج الانتخابات الآسيوية ستعطي قوة أكبر لبلاتر، لأن آسيا أعلنت سابقاً أنها ستدعمه، ولذلك فإن الاهتمام سيكون منصباً على معرفة اتجاه التصويت الآسيوي». وتكرر المشهد في الشهرين الأخيرين بين بلاتر ومنافسيه، الذين حضروا الجمعيات العمومية للاتحادات القارية الأخرى، بدءاً بأوروبا ومروراً بأميركا الجنوبية ثم أوقيانيا وأفريقيا وأخيراً الكونكاكاف. ويحاول منافسو بلاتر التركيز على التغيير والشفافية والفساد الذي لطّخ سمعة «فيفا» في الأعوام الماضية، ومنهم من طرح أفكاراً جديدة كزيادة عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم كفيغو مثلاً، وكانت ذروة هجومهم عليه في الجمعية العمومية للاتحاد الأوروبي، الذي سيحرم بلاتر من معظم أصواته على ما يبدو، كون القارة الأوروبية هي الأكثر مطالبة بالتغيير في رئاسة «جمهورية فيفا». لكن العجوز السويسري، الذي يقترب من ال80 عاماً نال دعماً واضحاً من الاتحادات القارية الأخرى، خصوصاً في أفريقيا وأوقيانيا والكونكاكاف، لكن الدعم العلني لهذه الاتحادات لا يعني بالضرورة التزام جميع الأعضاء بقرارات الجمعية العمومية، خصوصاً وأن التصويت يكون سرياً لممثل كل اتحاد وطني. وكانت الجمعية العمومية للاتحاد الاسيوي لكرة القدم برئاسة الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة أول من أعلن دعمه الاستقرار في رئاسة «فيفا»، وذلك في اجتماعها على هامش كأس العالم في البرازيل الصيف الماضي، ثم أكد المسؤولون الآسيويون البارزون ذلك مراراً على رغم إعلان نائب رئيس «فيفا» علي بن الحسين ابن القارة الآسيوية ترشّحه للرئاسة. ويقول علي بن الحسين عن الدعم العلني للقارة الآسيوية لبلاتر: «أعتقد أن دعم الاتحاد الآسيوي جاء قبل أن أعلن ترشيحي، لهذا أؤمن بوجود تفهم حقيقي في المجتمع الكروي بضرورة وجود تغيير حقيقي». ومن أبرز الداعمين لبلاتر في القارة الآسيوية فضلاً عن رئيس الاتحاد سلمان بن إبراهيم، الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ورئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك)، الذي سيدخل أيضاً معترك الانتخابات في الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي على مقعد في عضوية اللجنة التنفيذية لل«فيفا». وسبق أن أعلن الشيخ أحمد الفهد دعمه رسمياً لبلاتر منذ عام 2012. وقال مصدر آخر مطلع على الاتصالات المتعلقة بالانتخابات لفرانس برس: «إن نتائج مؤتمري الاتحاد الأفريقي واتحاد الكونكاكاف أعطت مؤشرات أولية بأن التوجه هو لصالح بلاتر». وتابع «جميع الاشخاص الذين فازوا بمناصبهم في الاتحادين المذكورين هم من المقربين من بلاتر». وأضاف «كما أن القارة الآسيوية أعلنت في الجمعية العمومية في ساو باولو العام الماضي وكوالالمبور 2013 أنها ستدعم بلاتر لولاية جديدة». وأكد المصدر «وبالتالي إذا أضفنا اتحادات أوقيانيا إلى اتحادات قارات آسيا وأفريقيا والكونكاكاف فإن بلاتر سيحصل على نحو 110 أصوات على اقل تقدير، هذا غير بعض حلفائه في اتحاد أميركا الجنوبية وبعض أصدقائه في الاتحاد الأوروبي».