قال الائتلاف الوطني السوري المعارض: ان انتصارات الثوار في ادلب سيمتد لكل سوريا وهو نتيجة طبيعية لمسار الأحداث. فيما سيطر تنظيم داعش على الجزء الشمالي من مدينة تدمر الاثرية بوسط سوريا، فيما اعلنت الحكومة الفرنسية ان اجتماعا دوليا حول العراقوسوريا سينظم في باريس في 2 يونيو. وكان جيش الفتح (المشكل من مجموعة كتائب اسلامية مقاتلة) أعلن الثلاثاء السيطرة على حاجز المسطومة، أقوى ما تبقى من معاقل النظام في محافظة ادلب شمالي البلاد. واضاف الائتلاف في بيان الاربعاء: «يمثل تحرير معسكر المسطومة، آخر معسكر لنظام الأسد في ريف إدلب بما له من أهمية عسكرية واستراتيجية، انتصاراً كبيراً للثوار يندرج ضمن سلسلة من الهزائم التي لحقت بالنظام في محافظتي حماة وإدلب خلال الشهور الماضية». وقال ائتلاف المعارضة المعترف به دوليا: «إننا إذ نشيد ببطولات الثوار وننحني أمام شجاعتهم فإننا نؤكد أيضاً أن ما يجري هو المسار الطبيعي للأحداث، خاصة عندما تتحد كلمة الثوار وتتضافر جهودهم، إذ لا يمكن لنظام يرتكب ما ارتكبه نظام الأسد ضد السوريين إلا أن يخسر كل شيء، وما من شك أن صدى هذه الانتصارات سيمتد إلى جميع أرجاء سوريا». واعتبر الائتلاف الذي يتخذ من مدينة اسطنبول التركية مقرًا له أن «إرادة الثوار تستمر في فرض نفسها، وهي ترسخ من خلال ذلك واقعاً سياسياً جديداً يؤكد أن تحرير سورية أمرٌ حتمي لا محيد عنه، واقع يجدد الثقة بقوى الثورة التي تدافع عن المدنيين وتلتزم بمبادئ الثورة وأخلاقها وتحترم العهود والمواثيق الدولية، وتسعى لتحقيق الخيار الذي تحلقت حوله تطلعات السوريين». اجتماع باريس اعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول الاربعاء ان اجتماعا دوليا حول العراقوسوريا سينظم في باريس في 2 يونيو. واوضح ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال في جلسة الحكومة ان «اجتماعا سيعقد في باريس حول مجمل الوضع في سورياوالعراق» مؤكدا ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيحضره. واضاف لوفول ان فرنسا تعتزم توجيه «تذكير بالغ الوضوح بموقفها ومطالبة رئيس الوزراء والحكومة العراقيين بانتهاج سياسة جامعة للاطياف السياسية في هذا البلد». ويأتي هذا الاعلان بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة الرمادي الاستراتيجية التي تبعد اقل من مئة كم عن العاصمة بغداد. كما سيطر تنظيم داعش ايضا الاربعاء على الجزء الشمالي من مدينة تدمر الاثرية بوسط سوريا على ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «تمكن مقاتلو تنظيم داعش من السيطرة على كامل الجزء الشمالي من مدينة تدمر، ولاذت القوات النظامية بالفرار من هذه المنطقة التي تمثل ثلث المدينة». وأقرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) نبأ دخول التنظيم الى المدينة اذا اوردت ان «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تتصدى للمجموعات الارهابية التي تسللت الى اطراف الحي الشمالي للمدينة وتوقع بين افرادها قتلى ومصابين». ويأتي هذا الهجوم للتنظيم بعد استيلائه صباح الاربعاء على مبنى امن الدولة على حاجز في المنطقة، بالقرب من احد الابنية الذي يضم القيود المدنية لسكان المدينة. وأكد الناشط محمد المتحدر من تدمر عبر الانترنت ان «عناصر النظام قد فروا بعد استيلاء التنظيم على مبنى أمن الدولة». وأضاف الناشط ان عناصر قوات النظام لجأت الى فرع المخابرات العسكرية الواقع في جنوب غرب المدينة بالقرب من المعالم الاثرية الشهيرة. ويأتي تقدم التنظيم اثر اشتباكات عنيفة استمرت منذ ليل الثلاثاء في محيط الاحياء الشمالية للمدينة، بحسب المرصد الذي اشار الى ترافق الاشتباكات «مع قصف متبادل بقذائف الهاون والمدفعية». وكان التنظيم سيطر السبت على اجزاء واسعة من شمال المدينة الا ان القوات النظام تمكنت من صده في اقل من 24 ساعة. وبدأ التنظيم المتطرف في 13 مايو هجومًا في اتجاه تدمر التي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي بالنسبة اليه، اذ تفتح له الطريق نحو البادية المتصلة بمحافظة الانبار العراقية. كما انها مهمة من الناحية الدعائية، كونها محط انظار عالمية بسبب آثارها المدرجة على لائحة التراث العالمي. وتعرف هذه الآثار باعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة. واعربت منظمة اليونيسكو عن قلقها ازاء اقتراب تنظيم داعش منها. وتمكن التنظيم من السيطرة على مناطق قريبة من المدينة بينها حقلان للغاز. خسائر داعش وفي جبهة قتال اخرى مع داعش قال مسؤول كردي والمرصد السوري لحقوق الإنسان: إن القوات الكردية السورية المدعومة بغارات جوية ينفذها التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة شنت هجومًا ضد تنظيم داعش في شمال شرق سوريا وأن 170 على الأقل من مقاتلي التنظيم قتلوا هذا الاسبوع. وقال المسؤول الكردي: إن وحدات حماية الشعب الكردية السورية والقوات المتحالفة معها طوقت مقاتلي داعش في 12 قرية قرب بلدة تل تمر في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا. والمنطقة مهمة في المعركة ضد التنظيم المتشدد لأنها تقع على حدود أراض يسيطر عليها مسلحو التنظيم في العراق. وقال مدير المرصد: إن قوات حماية الشعب الكردية تحاول فيما يبدو طرد مقاتلي داعش من معقل لهم في منطقة جبل عبدالعزيز الواقعة جنوب غربي تل تمر. وتنسق قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة التي تقصف التنظيم في سوريا حملتها الجوية في الحسكة مع قوات حماية الشعب بعد ان نجحت بالتعاون مع الاكراد في طرد مقاتلي داعش من بلدة كوباني في يناير. وقال المسؤول الكردي ناصر حاج منصور: إن نحو 80 من مقاتلي داعش قتلوا في كمين حين حاولوا الفرار من منطقة تل تمر الى جبل عبد العزيز في وقت سابق من الاسبوع. كما قتل عشرات في الضربات الجوية. وقال منصور خلال اتصال هاتفي من سوريا: «العدد المؤكد لقتلى داعش يتراوح بين 170 و200». وأضاف ان نحو مائة آخرين ما زالوا محاصرين في قرى قرب تل تمر. وأكد عبدالرحمن ان القوات الكردية تحاصر مقاتلي داعش في قرى قرب تل تمر، وأضاف «قوات حماية الشعب تستعد لشن هجوم على جبل عبدالعزيز». ويعتقد ان داعش لا تزال تحتجز نحو 200 سوري مسيحي خطفوا في فبراير من تل تمر. انتهاكات على صعيد آخر، وثقت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا 20 ضحية فلسطينية جديدة جراء التعذيب في سجون نظام الأسد من بينهم أطفال ونساء. وأعلنت المجموعة التي تتخذ من بيروت مقرًا لها في بيان امس عن حالات جديدة للاجئين فلسطينيين قضوا تحت التعذيب في السجون نظام الأسد من خلال الصور المسربة لضحايا التعذيب وأخرى من خلال إبلاغ ذويهم. وكانت مجموعة العمل قد وثقت أسماء 390 ضحية من اللاجئين الفلسطينيين قضوا تحت التعذيب في سجون نظام الأسد، كما وثقت مجموعة العمل عدة حالات من العائلات والأشقاء ما زالوا معتقلين في السجون السورية في حين وثقت المجموعة أسماء 868 معتقلاً فلسطينياً خلال الصراع في سوريا.