تظاهر 30 ألف مؤيد للسلطة المقدونية في سكوبيي دعما لرئيس الوزراء نيكولا غروفسكي، على مقربة من مكان تجمع فيه حوالي ألف معارض طالبوا باستقالته واتهموه بالفساد. وهتف الموالون للسلطة باسم بلادهم، ورئيس الوزراء، أثناء احتشادهم في باحة البرلمان، مساء الإثنين. وعلى بعد كيلومترين، أمام مقر الحكومة خيم حوالى ألف من مناصري المعارضة للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء بدعوة من زعيم المعارضة زوران زايف. وكانت المعارضة اليسارية جمعت، الأحد، أكثر من 20 ألف شخص بحسب تقديرات صحافيي فرانس برس في المكان، متهمة غروفسكي بالفساد والتنصت غير المشروع. كما يطالب زايف بتشكيل حكومة انتقالية تعمل على تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة. وصرح تودي ملادينوفسكي، الخمسيني المناصر لرئيس الوزراء "جئت لأن بلادي مهددة. الغيوم السوداء تلبدت وجئنا لتبديدها"، رافعا علم مقدونيا. واعتبر المحلل السياسي علاء الدين دميري أن غروفسكي يريد عبر تجميع أنصاره "تعزيز موقعه في السلطة. إن نجحت التظاهرة فسيواصل الحكم بالرغم من الواقع والظروف الجديدة". وأضاف، إنه "بالنسبة إلى غروفسكي مفهوم الاستقالة غير موجود"، مضيفا أن رئيس الوزراء "قومي يقود كل شيء بيد من حديد، فيما يرعى فسادا لا يمكن تخيله". وأكد رئيس الوزراء الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية من أربع سنوات في انتخابات تشريعية مبكرة في نيسان/أبريل 2014 أنه لا ينوي الاستقالة إطلاقا تحت ضغط الشارع، متهما الاستخبارات الأجنبية بالوقوف وراء المعارضة. والتقى قادة الأحزاب الرئيسية الأربعة في مقدونيا الإثنين، من معارضة وموالاة، للمرة الثانية منذ الخميس، في مسعى لحل الأزمة السياسية. وتتهم السلطة المعارضة "بالتجسس" والعمل على "زعزعة استقرار" البلاد. وتشهد مقدونيا، الجمهورية اليوغوسلافية السابقة التي تعد 2,1 مليون نسمة غالبيتهم من السلاف، منذ بداية السنة أزمة سياسية خطرة بسبب خلافات بين التشكيلات السلافية الرئيسية. ويشكل الألبان حوالى ربع عدد سكان مقدونيا. ولا تزال البلاد تحت الصدمة، إثر الاشتباكات الدامية التي وقعت في وقت سابق هذا الشهر، بين الشرطة ومسلحين من أصل ألباني، ما أدى إلى مقتل 18 شخصا، في أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد منذ 2001 حين تجنبت الدخول في حرب أهلية بعد انتفاضة للألبان. وبضغط من الاتحاد الأوروبي الذي قدمت مقدونيا طلبا للانضمام إليه، يجتمع قادة أبرز أربعة أحزاب في البلاد مجددا، الإثنين، في محاولة لنزع فتيل الأزمة، لكن محللين يرون أنه من الصعب التوصل إلى حل. ولفتت وسائل الإعلام الناطقة بالألبانية إلى وجود عدد كبير من الألبان في التظاهرات التي تأتي بعد أسبوع على مواجهات عنيفة بين قوات الأمن المقدونية ومجموعة من أصل ألباني مما أسفر عن سقوط 18 قتيلا بينهم ثمانية شرطيين في كومانوفو (شمال). ولم تنجح سكوبيي المرشحة منذ عشر سنوات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي في تحقيق تقدم في هذين الملفين بسبب معارضة اليونان التي تنكر على جارتها حق استخدام اسم مقدونيا الذي تعتبره اسما يونانيا تاريخيا.