واصل مؤيدو المعارضة المقدونية اعتصامهم في نحو 50 خيمة خيم أمام مقر رئاسة الحكومة في سكوبيا غداة مشاركة حوالى 20 ألفاً في تظاهرة كبيرة للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء نيكولا غروفسكي، فيما نظم أنصار السلطات تظاهرة كبيرة مضادة أمام مقر البرلمان ليلاً. وبضغط من الاتحاد الأوروبي الذي قدمت مقدونيا طلباً للانضمام إليه، التقى قادة أبرز 4 أحزاب في البلاد ليل أمس لمحاولة نزع فتيل أزمة الخلافات بين التشكيلات السلافية الرئيسية. لكن محللين يرون انه يصعب التوصل إلى حل، في وقت لا تزال البلاد تحت صدمة الاشتباكات الدموية التي اندلعت قبل أسبوعين بين الشرطة ومسلحين من أصل الباني وأسفرت عن 18 قتيلاً بينهم 8 شرطيين في بلدة كومانوفو (شمال)، في أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد منذ 2001، حين تجنبت نشوب حرب أهلية بعد انتفاضة للألبان الذي يشكلون نسبة 30 في المئة من السكان. وكان زعيم المعارضة زوران زايف طالب بعد التظاهرة الكبيرة بالبقاء في الشارع حتى استقالة الحكومة المتهمة بالفساد والتنصت غير الشرعي، علماً أن رئيس الوزراء غروفسكي يتولى السلطة منذ تسعة أعوام. وأشادت الصحف المقربة من المعارضة بتظاهرة أول من أمس، فيما انتقدت وسائل الإعلام الحكومية محاولات «زعزعة الاستقرار»، ولفتت وسائل الإعلام الناطقة بالألبانية إلى وجود عدد كبير من الألبان في التظاهرات.