قال الله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..» ونحن مقبلون على أيام عصيبة، هي أيام الاختبارات للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية (وأيدينا على قلوبنا) خوفا على أطفالنا من (أوقات الضياع) خاصة وإن مدراء المدارس والمدرسين والحراس وأولياء الأمور، والمارة أيضا، لا يهتمون لوقت خروج الطلاب بعد الاختبار وخاصة خروجهم في الوقت بعد الاختبار وبين الفترتين، وإهمالهم وقتا طويلا يزيد على الساعات، بما قد يعرض أكثرهم لضياع مستقبلهم كله وحياتهم كلها. يخرج الصغار بلا رقيب ولا حسيب يتربص بهم الخطر من كل مكان ومن كل صوب، بلا رحمة لبراءة طفولتهم ونقاء سريرتهم وفراغ ذواكرهم من التجارب المريرة، فالمدرسة تخرجهم بلا اهتمام ومنسوبوها يعرفون مايحدث بعد هذا. فمن الأخطار الأخلاقية التي لا تعد ولا تحصى، إلى الطامة الكبرى المخدرات ومروجيها والمعروف أنهم ينشطون- قاتلهم الله- في هذه الأوقات من السنة كما هو معروف، ولا اظنه يخفى على ادارة المدرسة بمن فيها، وعلى افراد المجتمع عامة. كلما مررت صباحا بمدرسة وبالأخص مدارس البنين، ألمح الضياع في هذا التجوال للتلاميذ اذ يمكن ان تتلقفهم ايدي المروجين، وغيرهم مما لا ذمة لهم ولا ضمير، بل يرسمون الخطط بكل شكل من الأشكال للإيقاع بضحاياهم من صغار السن السذج وعديمي التجربة والخبرة ليوقعوهم في مستنقعات الرمال المتحركة التي يصعب الخروج منها، والتي تترك ندوبا وجراحا في النفس، يصعب الإفلات منها ويصعب علاجها، والدليل حالات تقبع في السجون، وحالات مستشفيات الطب النفسي، والتي تأخذ معها أسرا وضحايا كثيرين ممن لهم علاقة بالانسان المتعاطي او القاتل وغيره ممن تدمرت نفسياتهم وصار من الصعب ترميمها، وأنّى يتأتّى لمن وقع في أتونها الخروج والافلات من مستنقعاتها القذرة وتدميره للإنسان ومعاناته الموجعة بسبب وقت ضائع لم يهتم أحد بمراقبة الصغار فيه، فتُركوا يستغل طفولتهم من لا يخاف الله. اتعجب ممن يرون الطلاب الصغار يلهون في مباني مهجورة يدخلون فيها ويمكثون وقتا ثم يخرجون، ولا يهتمون لهم ولا يزجرونهم او يحثونهم على الذهاب السريع للمنزل فويل ثم ويل لمن ترك مسؤوليته وتخلى عنها بدافع أنهم في أيام الاختبارات وكل تلميذ يكون حرا بعد خروجه من المدرسة. واعجب أكثر كيف لايكون هنالك نقل مدرسي للطلاب، كما هو الحال في مدارس البنات؟! فالطلاب أيضا في مرحلة عمرية يخشى عليهم فيها من الزلل وكسر شوكة كرامتهم لدرجة تتحول معها الحادثة إلى مجموعة عقد نفسية تمكث معه مدى الحياة وتؤثر في سلوكياته وفي حياته كلها ولا أود هنا الإسهاب في هذا الجانب الذي يسبب المشاكل ولا يمكن تجاوزه إلا بعلاج نفسي مكثف. اهتموا بالطفولة وبحفظها من كل شيطان رجيم يعبد المال ولا يهمه شيء سوى الحصول عليه لتحقيق مآربه الحمقاء وشهواته الأكثر حمقا، وفلذات أكبادنا هم الضحية. اللهم بلغت اللهم فاشهد. مهتمة بالشأن الاجتماعي