كشف وزير الزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، عن إدراك الوزارة لخطورة آفة سوسة النخيل الحمراء وأثرها على أشجار النخيل التي بلغ عددها بالمملكة أكثر من 20 مليون نخلة تنتج أكثر من مليون طن سنوياً من التمور لافتا الى انه ومن هذا المنطلق بذلت الوزارة جهوداً حثيثة لمكافحة هذه الآفة من خلال استخدام الطرق والأساليب الحديثة، وتعاونت مع جميع الشركاء من بيوت الخبرة من داخل المملكة وخارجها. وأكد المهندس الفضلي خلال رعايته امس فعاليات ورشة عمل «مكافحة سوسة النخيل الحمراء على أهمية توحيد الجهود والمتابعة المستمرة وسرعة اتخاذ القرارات مبينا ان الوزارة أنشأت مركز النخيل والتمور ليعنى بجميع شؤون النخيل وإنتاج التمور ومن أبرز مهامه إدارة مكافحة سوسة النخيل الحمراء، والتركيز على البحوث التطبيقية في مجال النخيل والتمور. وتأتي الورشة في إطار برنامج التعاون الفني بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وتهدف للتعرف والاستفادة من تجارب الدول المشاركة والتقنيات المرتبطة باكتشاف ومكافحة السوسة، وتستمر الورشة على مدار ثلاثة أيام بفندق الماريوت في الرياض. من جهته، اكد المنسق الوطني لبرنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الدكتور خالد الفهيد ان سوسة النخيل الحمراء اكتشفت في المملكة قبل حوالي 30 عاما انتشرت خلالها إلى أغلب مناطق زراعة النخيل في المملكة نتيجة إلى ممارسات خاطئة من أهمها نقل النخيل غير المصرح تداوله نظاماً. وأشار الى أن وزارة الزراعة تستشعر الآثار السلبية الاجتماعية والاقتصادية التي تسببها هذه الآفة، والاستفادة من إشراك بيوت الخبرة من داخل المملكة وخارجها وبعض المزارعين الذين حققوا نجاحات في مكافحتها، حيث تبنت الوزارة تفعيل روح التعاون مع القطاع الخاص والجمعيات التعاونية الزراعية لتحقيق تطلعاتها في الحد من أضرار هذه الآفة. وعلى صعيد متصل اوضح مدير برنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لدى المملكة ورئيس البعثة، الدكتور أبو بكر عبدالعزيز محمد ان المنظمة بدأت في مكافحة سوسة النخيل الحمراء منذ بداية التسعينيات من خلال إحضار خبير في الفرمونات من كوستاريكا إلى المملكة العربية السعودية، كما نفذت مشروع إقليمي في مكافحة سوسة النخيل الحمراء في شمال أفريقيا، حيث تعمل المنظمة حالياً ضمن برنامج التعاون الفني الحالي على بناء القدرات الوطنية للمملكة في مجال الإدارة المتكاملة للآفات عن طريق تطوير السياسات والأطر المؤسسية ونقل التكنولوجيا ونشر الممارسات الزراعية الجيدة لضمان الإنتاج. وتطلع الدكتور أبو بكر من خلال تنظيم هذه الورشة للاستفادة والتعرف على قصص النجاح والممارسات الجيدة والدروس المستفادة في مكافحة سوسة النخير الحمراء وكذلك تحديد وفهم العوامل والظروف اللازمة لنجاح البرامج والخطط في هذا المجال مقترحاً رسم ملامح للاستراتيجية وخطة متكاملة عملية يرعى فيها التفكر خارج الصندوق حتى نتمكن من إيجاد حلول ذكية، ومعرفة ان الحلول الفنية والتقنية ضرورية ولكنها ليست كافية، إشراك المزارعين في إيجاد الحلول، الأخذ بالاعتبار السياسات والأطر القانونية والتشريعات المحفزة للمزارعين على التبليغ المبكر عن الإصابات والاستخدام الأمن للفسائل السليمة والصحية، إشراك القطاع الخاص والجامعات والمؤسسات البحثية والشركاء ذات العلاقة لضمان تضافر الجهود، مصاحبة الخطط والبرامج حملات توعوية إعلامية. عقب ذلك دشن وزير الزراعة قاعدة بيانات مكافحة سوسة النخيل الحمراء، والتي تهدف لجمع بيانات حول طرق المكافحة، وإدخالها في جهاز الكتروني في الميدان، حيث ترسل إلى النظام المركزي، ليتم تحليلها وإعداد تقارير يومية لاستخلاص الإجراءات الواجب اتخاذها يوميا، وإرسال التقارير للمديريات العامة لتنفيذها.