قال متحدث باسم البيت الأبيض، الجمعة: إن الرئيس باراك أوباما سيلتقي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في البيت الأبيض، يوم الأربعاء، قبل قمة موسعة مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي. وقال المتحدث إريك شولتز للصحفيين المسافرين مع أوباما على طائرة الرئاسة: إن أوباما وخادم الحرمين "سيواصلان مشاوراتهما بخصوص نطاق واسع من القضايا الإقليمية والثنائية". فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن واشنطن تعد مع دول الخليج لسلسلة من المبادرات الأمنية في الشرق الأوسط، سيتم التباحث بشأنها خلال القمة الأمريكية الخليجية. والتقى كيري في باريس، نظراءه من السعودية وقطر والكويت والبحرين وعمان والإمارات، من أجل التحضير للقمة التي يشارك فيها زعماء هذه الدول بدعوة من الرئيس الأميركي في 13 مايو. وتريد واشنطن أن تزيل مخاوف دول الخليج العربي بأن الولاياتالمتحدة تبتعد عن المنطقة التي تشهد نزاعات، وأن إيران سيظل بوسعها تطوير سلاح نووي بموجب الاتفاق النهائي الذي تحاول الدول الكبرى التوصل إليه مع طهران. وركز الاجتماع في باريس على الأزمات في الشرق الأوسط وعلى مخاوف دول الخليج من تزايد نفوذ إيران في المنطقة. وأعلن كيري أن قمة كامب ديفيد ستركز على "التهديد الذي يمثله الإرهاب في المنطقة وتوسع مختلف التنظيمات الإرهابية، والتحدي الناجم عن الدعم الإيراني في بعض هذه النزاعات". وأضاف: "نحن في صدد إعداد سلسلة التزامات ستنتج تفاهما أمنيا جديدا بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون الخليجي، سيقودنا إلى مستوى أعلى من كل ما سبق". ومع أن كيري لم يعط أي تفاصيل حول هذه المبادرات، إلا أنه أشار إلى أن الجانبين يعملان سوية على "تقوية المعارضة المعتدلة في سوريا" ضد تنظيم داعش ونظام بشار الأسد. كما طمأن كيري نظراءه من دول الخليج حول المحادثات مع إيران، بشأن ملفها النووي ومدى التزام واشنطن إزاء المنطقة. وأضاف: "سأكون واضحا جدا: إن جهودنا من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للملف النووي الإيراني ليس مردها أي تراجع في اهتمامنا بكل العوامل المزعزعة للاستقرار في المنطقة. ومن البديهي أنه من الأسهل مواجهة هذه العوامل بعد إزالة أي سلاح نووي محتمل من المعادلة". وتبدي دول الخليج قلقا إزاء النفوذ المتزايد لإيران في العراقوسوريا ولبنان واليمن. وتزود إيران المتمردين الحوثيين في اليمن بالأسلحة، كما تشارك النظام مع نظام بشار الأسد وحزب الله اللبناني في قتل الشعب السوري. وفي إطار تأييده للهدنة الإنسانية في اليمن التي أعلنتها السعودية لمدة خمسة أيام، اعتبارا من الثلاثاء، حثّ كيري "الجهات المؤيدة للحوثيين"، في إشارة إلى إيران، على تشجيعهم على تسليم أسلحتهم. وسيستقبل أوباما قادة دول مجلس التعاون الست في البيت الأبيض، الأربعاء، قبل أن يلتقيهم، الخميس، في المقر الرئاسي في كامب ديفيد التي تبعد حوالى مائة كلم إلى الشمال من واشنطن. وسيحاول أوباما طمأنة شركائه العرب لجهة فوائد الانفتاح على إيران مع احتمال التوصل إلى اتفاق نهائي حول برنامجها النووي. وبالإضافا إلى القلق حيال البرنامج النووي الإيراني والمخاوف إزاء امتلاك طهران سلاحا ذريا في نهاية المطاف مع حصولها على رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها، تشعر الدول الخليجية بأن الأميركيين يريدون الابتعاد عن المنطقة.