في ملكوت الله حيينا، وبأقدار الحكيم قنعنا فرضينا. وبرحمته نعلم أننا لا نضيع، وبظلمة اليأس نتذكر أنه نور السماوات والأرض، رفق بك حين غيب شمسه ليجعل لك قمرا منيرا فكيف تتساقط دموعك قهرا، ظلما، حاجة، وقد أخبرك ان ادعني أستجب لك. نحتاج كثيرا وبصدق فطرتنا أن نثق بمن نتوكل عليه. فعندما يبتليك لحكمة. فلا تسخط لاختياره لك، ولا تتكبر بما أكرمك الله به فتنسى نعمه، لتجحد، وتطغى، وتفسد. فاختباره لك ليس بالضراء فقط ومدى صبره عليك بالسراء فتلك الأعظم. إن الإنسان مجبول بطبيعته على حب المال المزين بالشهوات، فكثيرا ما تزهق الأرواح لقضاء المنافع وللاستمتاع بها. لقد استودع الله عز وجل الخيرات أصحابها ليرى ما يفعلون. أيشكر أم يكفر. فله الخيار بذلك والله بصير بالعباد. فالحياة جهاد لا ينتهي والإنسان متقلب بأحداث لا تتوقف حتى تكف أنفاسه. ولتتذكر دائما أيها الانسان أن لا تسعى للانتقام وأنت مظلوم، ولا تكذب خوفا والله منجيك ، ولا تعتد فالله لا يحب المعتدين. فكثيرة هي أخطاؤنا، وقليل منا يشعر بالندم.. نتجاهل، ونستمر بما نحن عليه، حتى نتفاجأ بلحظات تصعقنا لم تكن مرفقة بأوراق حساباتنا، لتحدث زلزالا بقاع ذاكرتنا، لتتناثر أمام أعيننا خطايانا ،فنعيد حينها سنين وأيام وساعات ودقائق كل من أذنبنا بحقهم لنذرف دموع الندم والحسرة. فالسؤال ينتظرنا هناك، وتصور مكان بقائنا الأبدي يزيدنا رعبا الآن فقط نستسلم للشعور بضعفنا وبأننا لا نملك من أمرنا مثقال ذرة. وربما هي ثوانٍ لا نستطيع فيها طرق باب التوبة أو حتى طلب عفو من آذيناهم. لتطوي أكفاننا ذلك الجسد الصامت راحلين عن الجميع بلا عودة ليتبعنا قوله سبحانه (كل نفس بما كسبت رهينة).