يسدل الستار اليوم السبت على مهرجان البحرين للتراث في نسخته ال23 والذي تنظم فعاليته في القرية التراثية بجانب قلعة عراد في المحرق، وسجل عدد زواره نحو 40 ألف زائر خلال ثمانية أيام، فيما يستعيد المهرجان ضمن أنشطته المتنوعة، الحرف اليدوية والصناعات التقليدية البحرينية، التي شكلت فيما مضى جزءاً من الحياة الاقتصادية والاجتماعيّة البحرينية، وتشكّل إلى الآن عامل جذب للجمهور البحريني، ومحط اهتمام السائح الأجنبي، للتعرف على تاريخ وإرث مملكة البحرين. وينظم المهرجان تحت شعار (تراثنا ثراؤنا) ما بين الساعة 4:00 عصراً و9:00 مساء، حيث يستدرج هناك -من خلال أنشطة ورش عمل وحفلات فنية وغيرها- جمال الموروث الشعبي البحريني من موسيقى، قصص وألعاب شعبية، حرف يدوية وأكلات بحرينية مشهورة، تكوّن كلها توليفية متميّزة تعبّر عن الغنى الثقافي الذي تتمتّع به البحرين. ويبقى للأطفال نصيب هام من مهرجان التراث، حيث سيكون الصغار مع ذويهم اليوم أيضاً على مواعيد مع ورش عمل مختلفة كورشة عمل صنع اللعب الشعبية ما بين 4:00 و5:30 مساء، وورشة عمل الزي البحريني الشعبي عبر استخدام الصلصال ما بين 6:00 و7:30 مساء. كما يقدم المهرجان العروض مباشرة للحرف اليدوية كصناعة السلال، النسيج، صناعة القوارب، الفخار، الصناديق المبيتة، الخط، الآلات الموسيقية، الكورار، الحواج وغيرها، كما يترافق مع كل سوق تراثي أكشاك تقدم التمور، العطور، القهوة التقليدية، الأقمشة والفواكه والخضراوات التي تميزت بها البحرين منذ عصور قديمة، وغيرها. ويحتفي مهرجان التراث السنوي خلال أيامه أيضاً بالمأكولات البحرينية التقليدية عبر استقدام أماكن فريدة للطعام البحريني الأصيل مثل زعفران، قهوة بوخلف، نصيف وغيره من المحلات التي ستقدم مختلف أنواع الأطباق البحرينية. كذلك يتوافر في موقع المهرجان منطقة (الحوش)، والتي تشكل ملاذاً هادئاً للتجمّع، حيث يقع بالقرب من أكشاك الطعام وتحيط به أنواع مختلفة من أشجار الفواكه البحرينية الأصيلة، ليوفر لزوار القرية بذلك أجواء دافئة وحميمة أشبه ما تكون بالبيت لتناول الطعام وتجاذب أطراف الحديث مع العائلة والأصدقاء. صناعة الفخار كذلك، واحدة من الصناعات التي يستعرضها المهرجان، والتي اشتهرت بها مملكة البحرين منذ القدم، والأبحاث الأثرية على انتشارها منذ آلاف السنين، وذلك لتوافر المواد الصالحة لهذه الصناعة محلياً. ويمثل تنوّع منتجات الفخار المعروضة نموذجاً للتطور الذي بلغه الحرفي البحريني الذي تشرّب الصنعة من أجداده. كما أن الصناديق المبيتة التي خصص لها فضاء عرض في المهرجان لا تزال حاضرة كعنصر زخرفي في العديد من البيوت، وهي لا تزال تستخدم لتخزين وحفظ الملابس والأشياء الشخصية. تميزها المسامير المدقوقة فيها لصنع زخارف معينة، وهي عادة ما تصنع من الخشب الطبيعي وتقدم كجزء من جهاز العروس. وقد تم إعادة تأهيل تصميمات هذه الصناديق وتقديمها بطريقة عصرية وبألوان مختلفة. ومن بين الصناعات الخاصة والمميزة التي يقدمها المهرجان، صناعة أوراق النخيل، باعتبار النخيل مرتبطًا بالهوية البحرينية ارتباطا وثيقًا، وفي مبادرة لإعادة تأويل استخدام سعف النخيل، تقدم جمعية رعاية الطفل والأمومة ورشة ورق شجر النخيل لصنع مختلف أنواع الورق والبطاقات والدفاتر والرسومات. وكانت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار قالت في تصريح سابق إن «تواصل نسخة هذا العام من المهرجان استدراج لمكامن الجمال في الموروث الشعبي البحريني بأشكاله المختلفة من موسيقى، فنون بصرية، إضافة إلى استحضار قيم الجمال التي تكتنزها ثقافة البحرين، التي تحتفي بها هيئة البحرين للثقافة والآثار، ومن بينها العمارة التقليدية، استخراج اللؤلؤ وما يحيط به من إرث ثقافي واجتماعي، القصص الشعبية، الخط العربي، الألعاب الشعبية، الحرف اليدوية وغيرها». مشيرة إلى أن المهرجان سيكون مصدر إلهام لعرض 12 مكوّناً أصيلاً من حضارة وتراث البحرين، وهي: الآثار، العمارة، اللؤلؤ، الموسيقى، الرقص، الحرف، الثمار، الأزياء، المجوهرات، السيوف، الخيول والألعاب، وذلك باعتبارها مصانع ثقافية واجتماعية تؤرخ سيرة المكان وذاكرة شعبية. يشار إلى أن مهرجان التراث انطلقت نسخته الأولى في عام 1992، انطلاقاً من رؤية ثاقبة ترى في التراث قيمة تأسيسية، وبعداً حضارياً لمكونات الشخصية البحرينية العربية، وتجد فيه مرتكزاً للانطلاق نحو الآفاق المستقبلية.