في 22 أبريل من العام الماضي احتفل العالم بيوم الأرض رقم 44، وكان التركيز في ذلك الاحتفال على موضوع «المدن الخضراء» بهدف نشر الوعي والاهتمام بالبيئة والتأكيد على قضايا تنموية مهمة كالعمران والطاقة والمواصلات. وجاء الاحتفال هذا العام 2015م بيوم الأرض رقم 45 والذي ركز على موضوع «حان دورنا لنقود» بغرض نشر الوعي بأهمية دور الأفراد في تحمل المسؤولية بالمشاركة في حماية البيئة. ونشر بصحفنا المحلية الفعاليات المختلفة التي اقيمت بهذه المناسبة ومنها مشاركة إدارة حماية ومراقبة البيئة في الهيئة الملكية بالجبيل في الاحتفال ب «يوم الأرض»، بإقامة برامج وفعاليات في مركز المعرفة والإبداع بمدينة الجبيل الصناعية، على مدى يومين، شملت أنشطة ترفيهية وتعليمية، وجناح إعادة التدوير، ومعرض المسؤولية البيئية، والعروض المرئية، ومتحف الحياة الطبيعية، والمختبر البيئي، والمزرعة التعليمية البيئية، وركن إدارة حماية ومراقبة البيئة، إضافة إلى الاستوديو البيئي للطفل، ومسرح المسابقات والهدايا، بهدف تثقيف وتوعية المجتمع، بأهمية الحفاظ على كوكب الأرض، وتشجيع الجمهور على اتخاذ الخطوات المناسبة لحمايته، وترشيد استهلاك الماء والكهرباء، وتقليل النفايات وإعادة تدويرها وزيادة الرقعة الخضراء. وتزامناً مع هذا الاحتفال أقامت جمعية البيئة السعودية بمشاركة القطاعات العامة والخاصة وطلاب وطالبات المدارس والجامعات والخبراء والمهتمين بالمجال البيئي، ونحو240 غواصاً فعاليات بمدينة جدة موزعة على ثلاثة مواقع «أبحر الجنوبية - الكورنيش وخليج سلمان» وتضمنت الفعاليات مجموعة خيم لشركات النظافة، الصحة والبيئة، الرياضة والبيئة، الطفل والبيئة، ترشيد المياه، ترشيد الكهرباء، النفايات والتدوير، خيمة ساكن مسؤول والأمن والسلامة، الغوص، خيمة الاستزراع للمرجان. الاحتفال بيوم الأرض يساهم في لفت الأنظار إلى التحديات التي تواجه كوكب الأرض كما انه من الفرص التي تساهم في التثقيف بالمنجزات وأهمية تحمل المسؤولية بمراحل إحداث التغيير للحفاظ على بيئة أجيال الحاضر والمستقبل. ولمملكتنا الحبيبة جهود متواصلة نابعة من شريعتنا الإسلامية تدعو إلى إعمار الأرض والحفاظ على بيئتها حيث خلق الله كل شيء باتزان وخلق الإنسان واستخلفه في الأرض وحث على إعمارها والحفاظ عليها والعدل وعدم الإسراف والفساد قال تعالى «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون». تعيش مملكتنا الحبيبة خططا تنموية تؤكد على أهمية التنمية المتوازنة والمستدامة والمشاركة في اتخاذ القرار والاستخدام الرشيد للموارد والحفاظ على البيئة من الاستنزاف والتلوث، وتتطلب تثقيف الأجيال بها ورصد المنجزات والحفاظ عليها والاستمرار في المزيد من التطوير والإنجاز في ظل الدعم المستمر للتعليم والذي يعد أساس تأهيل الكوادر البشرية لمزيد من الإنجازات بمراحل تنمية الأرض وتخطيطها وتنميتها. وأخيراً وليس آخراً احتفل العالم الأسبوع الماضي في 22 أبريل 2015م بيوم الأرض وستكون هناك احتفاليات عالمية أخرى قادمة ذات علاقة بالأرض وهي الاحتفال «باليوم العالمي للمدن» في 31 أكتوبر 2015م، وكذلك الاحتفال «باليوم العالمي لتخطيط المدن» في 8 نوفمبر 2015م وجميعها احتفاليات مهمة تعكس أهمية الترابط بين الأرض وتخطيطها في مراحل التنمية المتوازنة والمستدامة.