من يتحدث في القنوات الفضائية أو خلافها عن فساد الرياضة وتعصبها فلابد أن يرى ما قدمه من رؤى منغمسة بالتعصب وتعتبر الخطوة الأولى للفساد الكروي في بلدنا. وبما أن سقف الحرية في الرياضة عال جدا إلا أن البعض استغله لبث سمومه وتجاوزاته غير المبررة لإشعال المجتمع الكروي بصورة فاضحة ووقحة تستحق الوقوف عندها والمحاسبة عليها . هناك من جعل رياضتنا جسر عبور لتحقيق مآرب مشبوهة وفرقة المجتمع الرياضي بمساعدة من المحيطين به، فقط لأن التعصب أعماهم عن واقع يجب أن يكون مثاليا. التعصب تجاوز كل الحدود المنطقية، والعقلانية، حتى أصبحت كرتنا موبوءة يسري في جسدها المرض العضال لتقف على حافة الهاوية والانهيار . الجميع يتبرأ من التعصب وينادي بنبذه، والواقع مؤلم يشير بأصبع الاتهام لمعظمهم، إن لم يكن جميعهم، ولكنهم يحاولون ذر الرماد بالعيون والتباهي الزائف بثوب المثالية . هناك من دخل في نفق التكفير، وآخر بتجريد البعض من وطنيتهم، بينما الثالث يلعن ويشتم، وإعلام يصفق ويدعم ويعزز تلك الممارسات فقط، من أجل توحيد اللون والميول !!. خرج لنا من ينادي بالإنقاذ من الفساد، ويعلنها صريحة جارحة فضائيا بأن الفساد ضرب أطنابه جذور الكرة السعودية، ويُقابل نداءه بالعقوبة وتكميم الأفواه، بدلا من التحقيق وأخذ الأمر على محمل الجد حتى وإن كانت اتهامات . حان الوقت للوقوف بحزم أمام كل التجاوزات، ومحاسبة المتعصبين ومن يحاولون بث سمومه في جسد الكرة السعودية والنيل من شبابنا بالضغينة والحقد والفرقة والخلافات الواهية التي يجسدونها بتعصبهم الأعمى . ولابد من إعادة النظر بما يُطرح في بعض البرامج الفضائية التي تبثّ الفكر الخاطئ وعززته في فكر الكثير من الجماهير حتى أصبح التعصب نهجا وفكرا له مناصرةن ومدافعون. لابد أن تتوحد الجهود من خلال المقام السامي، ووزارة الإعلام، والرئاسة العامة لرعاية الشباب لقمع ذلك الفكر ومؤيديه ومناصريه ومن يحاولون تغذيته من أجل مصالحهم الشخصية. الجهود لابد أن تكون مدروسة وفاعلة وعاجلة ولديها القدرة والصلاحية لتغيير الواقع بفكر استراتيجي مقنن، وقبل كل ذلك لابد من دراسة الواقع بعيدا عن المؤثرات التي تحاول الجنوح بتلك الجهود إلى غياهب الضياع. نداء لكل من لديه أمر، قدرة، صلاحية، في إصلاح الكرة السعودية أن يبادر بكل قوة والدفاع عن مبادرته من أجل الوطن الكبير الذي يستحق منّا الكثير.