نسمع دائماً قصص نجاح تبث بداخلنا روح الحماس، للمضي قدماً نحو التغيير، ولو تمعنا بها لوجدنا خلفها شخصيات قيادية هي المرتكز الذي تسبب في هذا النجاح، ولنا في رسولنا الكريم المثل الأعلى في ذلك، ولو تمعنا كيف استطاع رسولنا الكريم هذا النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب يتيم الأبوين -عليه الصلاة والسلام- أن يوحد هذه الأمة، ويجمعهم على كلمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» في ظل وجود الجهل والحروب وحجم المعاناة في إيصال هذه الرسالة النبوية الشريفة، والتي نحمد الله أن فضلنا على كثير من خلقه بهذه النعمة (نعمة الإسلام). ومن جانب آخر، وفي نفس السياق، هناك عوامل كثيرة تحدد لنا كيف تصنع القيادة في الأشخاص، سوف نتطرق إليها في هذا المقال، من أهمها: العوامل الأيدلوجية في كل شخص، فهناك أشخاص قياديون بالفطرة بحسب نظرية السمات والتي تعتبر إحدى نظريات القيادة الإدارية، فبعض الاشخاص يتمتع بسمات قياديه فطرية كالشجاعة والخطابة وغيرها من السمات، وقد تطور علم القيادة واصبح هناك نظريات جديدة تعزز القيادات في المنظمات، ومن أهمها أيضا نظرية السلوك القيادي، وقد ظهرت هذه النظرية بعد الملاحظات التي جاءت على نظرية السمات، حيث إن أصحاب هذه النظرية لم يكتفوا بالسمات فقط لوجود قائد ناجح، ولكنهم أضافوا لنا أن القيادة فن ومهارة يجب أن تتوفر بالقائد والتي يستخدم فيها القائد أسلوبا يتوافق مع طبيعية عمل المنظمة، وهو أسلوب المشاركة في بعض القرارات مع مرؤوسيه أو الاتباع أو منهم تحت إدارته ويتخذ القرار بناء على ما يراه المرؤوسون بما لا يتعارض مع سياسات واستراتيجية المنظمة. فهناك فرق بين القائد والمدير والفرق بينهم كبير جداً، فالمدير ينفذ ويطبق ويدير المنظمة بناء على البيروقراطية التي تعود عليها مرؤوسوه واتباعه حتى ولو كان النظام المتبع قديما، والذي تضمن استقرار المنظمة ولا يهتم بالأداء بالمقام الأول. بينما القائد يحرص على الابتكار وتحقيق الاهداف والذي يتطلب منه تجويد أداء الاتباع كي يستطيع تحقيق اهدافه، ويمكن ان يكون هناك قائد مدير والعكس ليس صحيحا، فالقيادة كما ذكرنا سابقاً فن ومهارة يكتسبها الشخص بناء على ما يدار من حوله من احداث، فالقائد يجب ان يتعامل مع اسوأ الظروف، وكذلك يجب ان يحرص على علاقاته مع اتباعه؛ لأن نجاحهم من نجاحه فهو يتعامل مع اتباعه بأنهم في مركب واحد إذا غرق غرق الجميع ويستخدم أساليب للحفاظ على أداء الفريق، ومن هذه الأساليب اسلوب الثواب والعقاب، كأن يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، دون تحيز أو ظلم لأحد فهو أيضاً يحرص على تطوير أدائهم كأن يعطيهم دورات تدريبية مستمرة على حسب حاجة العمل، ويبث بداخلهم روح الحماس والتنافس. في النهاية، كل شخص فينا يعرف نقاط القوة ونقاط الضعف التي بداخله، ويعمل على تعزيز نقاط القوة ويعالج نقاط الضعف، وبناء على خبرتي العملية في بعض الشركات هناك نقاط ضعف شائعة في بعض الأشخاص، من أهمها: عدم ثقة الشخص في نفسه، وفي إمكانياته ويستطيع الشخص معالجتها بنفسه فقد قال الله -تعالى- في كتابه الكريم ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) صدق الله العظيم، يجب ان يكون هناك دافع بداخل الشخص للتغير وينظر للنقاط الإيجابية التي لديه، ويستمد ثقته بناء عليها ويعمل على نقاط الضعف بالدورات التدريبية، وهناك مراكز كثر يستطيع الشخص الالتحاق بها ويستثمر في نفسه بالمال؛ كي يضع لنفسه هذه الصبغة القيادية التي يستطيع من خلالها الانطلاق بقوة ورسم مسار وظيفي يتيح له الوصول لما يطمح إليه.
"لو فكرت في إمكانية اتمامك هذا الأمر من عدمه، فهذا في حد ذاته نجاح" هنري فورد. * جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية دراسات عليا - ماجستير علوم إدارية