كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في شهر فبراير من العام الماضي لليابان حينما كان ولياً للعهد، تتويجاً للعلاقات الاستثنائية التي تجمع البلدين منذ عقود طويلة، وتأكيداً على التعاون الاقتصادي بين المملكة العربية السعودية واليابان، حيث أصبحت العلاقة بين البلدين تتخطى مجرد التبادل الاقتصادي والتجاري، بين دولة ناهضة ومارد صناعي يفتش عن أسواق ومصادر للطاقة. ويأتي تعزيز أعمال أرامكو السعودية في اليابان، مع إطلاق شركة «أرامكو آسيا - اليابان» منذ 3 سنوات، كمرحلة جديدة في تجسيد رؤية الشركة للتحول إلى عنصر رئيس للطاقة والكيميائيات في الشرق الأقصى. حيث يُسهم نمو الأعمال الآسيوية في تحقيق هدف أرامكو السعودية الإستراتيجي، لتصبح شركة عالمية رائدة، ومتكاملة في مجال الطاقة والكيميائيات، وذلك ضمن برنامج التحول الإستراتيجي المتسارع لأرامكو السعودية الذي سيكتمل في العام 2020م. ورغم حداثة عمرها، فقد شهدت شركة «أرامكو آسيا اليابان» قفزات هائلة من النمو والتوسع. ورحب الشركاء الإقليميون هناك بإنشائها، مُعربين عن رغبة قوية في التعاون معها، واصفين قرار إنشائها بأنه جاء في الوقت المناسب ويمثل خطوة مهمة لتسهيل الفرص المتزايدة للعمل المشترك للمملكة العربية السعودية، والشرق الأقصى، وكذلك لأرامكو السعودية، والشركات المحلية. تتواجد أرامكو السعودية في اليابان منذ ما يقارب 35 عاماً، وهو ما جعلها تصل إلى درجة عالية من النضوج العملي والمهني في تكريس مهمتها الأساسية وهي بيع وتسويق النفط الخام ومشتقاته لليابان ودول آسيا الأخرى. ورغم ذلك فإن الأعمال الأخرى لا تقل أهمية عن بيع النفط بل هي مكملة لها. بل يمكن القول إن أعمال أرامكو السعودية في اليابان عاشت أفضل التجارب المهنية والعملية من ناحية الاستيراد والتصدير خلال الثلاثة العقود الماضية. وتصدر المملكة ما مجموعه مليون ومائتي ألف برميل من الزيت الخام يومياً إلى كل من اليابان وتايوان (والتي تقع أيضا تحت مسؤوليات شركة أرامكو آسيا - اليابان)، وبالرغم من أن تواجد أرامكو السعودية في اليابان كان في الأساس من أجل بيع النفط الخام، إلا أنه توجد الكثير من المجالات والأعمال التي تمارسها هناك خاصة في الوقت الذي تتجه أرامكو السعودية للتطور والتغير من خلال تطبيق برنامج التحول الإستراتيجي المتسارع، والذي طرح العديد من المبادرات التي تشكل العناصر الأساس في عملية التحول. وتستخدم أرامكو السعودية موقعاً لخزن الزيت الخام التجاري في اليابان في جزيرة أوكيناوا، وذلك منذ ديسمبر 2010م، حيث وقعت كل من أرامكو السعودية وشركة الزيت والغاز والمعادن الوطنية اليابانية عقداً لتخزين الزيت الخام، لمدة ثلاثة أعوام، والذي تم تجديده في ديسمبر 2013م لثلاث سنوات إضافية. وتبلغ السعة الجديدة الإجمالية لخزانات الزيت الخام المستأجر 6.2 مليون برميل، وتستورد اليابان من المملكة 30% من إجمالي الزيت الخام الذي تستورده، وهذا الاتفاق يعزز بدون أدنى شك العلاقة بين المملكة العربية السعودية واليابان من جهة، وكذلك يخدم خطط أرامكو السعودية التسويقية مع اليابان والدول المطلة على المحيط الهادئ، وذلك في تطبيق مباشر لأهداف برنامج التحول المتسارع والقاضية بأهمية تطوير ودفع التسويق لمنتجاتنا البترولية عالمياً. وأحد مهام الشركة في اليابان هي المتابعة مع شركة الزيت والغاز والمعادن الوطنية اليابانية لوصول الناقلات المحملة بالزيت الخام من المملكة ومن ثم وضع تلك الكميات في الخزانات ثم التنسيق مع الشركة في عملية قدوم ناقلات الزبائن وتحميلها للزيت ومن ثم مغادرتها.