شدد مختص شرعي في قطاع الأوقاف في المملكة، على أهمية تحويل العمل الوقفي إلى عمل مؤسسي، يدار بنظام ورؤية وأساليب الشركات والمؤسسات التجارية، وقال "أتعجب من نظار يديرون الأوقاف لسنوات طويلة بنظرة تقليدية وأسلوب واحد". وأكد المشرف على مركز واقف والباحث الشرعي المتخصص في مسائل الوصايا والأوقاف الشيخ سليمان بن جاسر الجاسر، خلال لقاء جاء بعنوان «عوامل ومقومات نجاح الأوقاف» نظمته لجنة الأوقاف في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة، النظرة الحديثة للأوقاف من حيث أساليب الوقف ومصارفه وإدارته وتنميته، يعتمد على أهمية وجود هيكل تنظيمي للوقف يضم محاسبين ومستشارين وإدارة تنفيذية. وأضاف الجاسر في اللقاء الذي جمع مهتمين في قطاع الأوقاف: "لا بد أيضاً من التوسع في تدريب العاملين وتوفير الحوافز لهم، ومنها إعطاء نسبة للنظار في حالة بيع أو استبدال الوقف للأفضل، واختيار الناظر المميز، وتوزيع الأعيان الوقفية جغرافيا ونوعيا، مبينا أن العمل الوقفي مؤسسي لا فردي، وله لوائح وأنظمة مع أهمية التنوع في مصارف الأوقاف التي يحتاجها المجتمع المسلم. وتناول الجاسر البطاقة التعريفية للوقف من حيث المعنى والمشروعية، وبين أن الأوقاف تنقسم إلى نوعين خيري وذري أو الأهلي. وقدم الباحث الشرعي المتخصص في مسائل الوصايا والأوقاف مقارنة بين العمل الوقفي الفردي وبين العمل الوقفي المؤسسي في مجال الرؤية والبرامج الاستثمارية والضبط والصرف والدقة، مشيرا إلى أن العمل الوقفي الفردي تتضح فيه العشوائية في العمل، في حين أن العمل الوقفي المؤسسي مأمون من الاحتيال. وعن استبدال الأوقاف في مكةالمكرمة في ظل موجة إزالة العقارات الوقفية لصالح المشاريع التنموية الحكومية، قال الجاسر "نحتاج إعداد دراسة لرفعها لوزير العدل ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف، بما يحقق تجاوز تعطل الأوقاف وتحقيق الاستفادة منها".