نعم سلمان للحزم والعزم والرأي والمشورة عنوان. نفتخر به ونفتخر ونعتز به قائداً ملهما يستمد قوته وقراراته من كتاب الله وسنة نبيه. وخبرته وحنكته التي اكتسبها من مدرسة والده الملك عبدالعزيز واخوانه الملوك يرحمهم الله واستطاع ان يوحد كلمة العرب ويكسب تأييد العالم أجمع. ويشاء الله العزيز الحكيم ان يتسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم ليشرع باتخاذ الإجراءات الحكيمة والصارمة، المتصفة بالحزم والحلم والحكمة والقوة ما جعله محبوبا عند العرب والمسلمين، محافظاً على دور المملكة على الصعيد الدولي، وكذلك توضيح رؤية المملكة ودورها الفاعل في كافة القضايا العالمية، وهذا الدور والرؤية محل الاحترام من كافة القوى الدولية. كانت إعادة ترتيب البيت العربي، واعاد الهيبة للعرب والعروبة وكرامتهم بحيث يتولى العرب أمورهم بأيديهم من الأمور الأساسية التي عزمت حكومة المملكة الرشيدة على تنفيذها. وقد استمر خادم الحرمين الشريفين في سياسة التلاحم مع شعبه، ليكون خير خلف لخير سلف، فتعامل كأب حان وزعيم بان بروح الشباب وحكمة الشيوخ وحنكة العمالقة وهمة أولي العزم. فالسعودية التي أرسى دعائمها المغفور له الملك عبدالعزيز ال سعود رحمه الله بلد ودولة ونظام لا ترضى أبداً عن تدخلات حثيثة تريد بالأمة العربية أو احدى دولها الخراب والتدمير، وأن تجد لها منفذاً للنيل من كرامة وعروبة ونهضة ومستقبل أبناء الأمة العربية. إن العرب جميعاً ليشعرون بكل الفخر بالقرار الحكيم الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية – حفظه الله – لتنفيذ عملية "عاصفة الحزم" بعد المشورة من اخوانه ملوك وامراء الخليج وأصحاب الرأي والمشورة من كبار المسئولين في المملكة. بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية، من أجل نصرة الشعب اليمني وحماية شرعية قيادته التي استغاثت بالمملكة وما كان من المملكة إلا لتلبي نداء الاستغاثة. حاولت المملكة العربية السعودية في أكثر من مناسبة وبأكثر من طريقة ومع مختلف الأطراف الفاعلة على الساحة اليمنية التهدئة عن طريق الحوار السلمي في الرياض، إلا أن هذه المحاولات أجهضت بفعل عناد وتكبر من طرف رأى أنه يستطيع ابتلاع اليمن وفرض إرادته بقوة السلاح متجاهلاً كافة أبناء اليمن، ومتجاهلاً القيادة الشرعية اليمنية وكبار شيوخ القبائل اليمنية. إن الموقف المشرف الذي عبّر عنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله – مع الشعب اليمني الشقيق ليس بمستغرب من الملك سلمان رجل الإنسانية والحكمة والحنكة والخير، حيث لبى على الفور نداء استغاثة الرئيس الشرعي لليمن عبدربه هادي منصور، وشعب اليمن من أجل حمايتهم. إن الملك سلمان بن عبدالعزيز قدم في كلمته التي ألقاها في القمة العربية الأخيرة رؤية المملكة الإستراتيجية نحو قضايا الأمة العربية، وحرصها الدائم على إحلال السلام في المنطقة، وفي مقدمة ذلك كله معالجة القضية الفلسطينية التي تعد قضية العالم العربي أجمع، والتأكيد على اللحمة العربية ونبذ الإرهاب والتطرف، والوقوف بجانب اليمن الشقيق في أزمته السياسية، لأن الملك سلمان – رعاه الله – يستشعر ما يؤلم المسلمين، ويؤلمه ما يؤلمهم. لم يكن هناك من خيار آخر غير عاصفة الحزم كحل أخير لدفع كافة الأطراف المعاندة إلى حوار سلمي حقيقي لا تغلب فيه كلمة السلاح لطرف على طرف آخر، وظهر هذا الأمر واضحاً جلياً في دعوة الملك سلمان بعد بداية عمليات عاصفة الحزم أن المملكة العربية السعودية تفتح أبوابها أمام اجتماع يضم جميع الأطياف السياسية اليمنية "الراغبة في الحفاظ على أمن اليمن واستقراره". وأن يكون مثل هذا الاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون (الخليجي) في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وبما يكفل عودة الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية وإعادة الأسلحة إلى الدولة وعدم تهديد أمن الدول المجاورة." يعيد النشاط الذي تعيشه الرياض، التأكيد من جديد على أن المملكة تشكل محوًرا للقضايا العربية والدولية وثقًلا سياسيًا في المنطقة، هذا الزخم السياسي الذي شهدته الرياض خلال الأيام الماضية له ما يبرره خاصة وأن المنطقة العربية تعيش أوضاًعا مضطربة للغاية تهدد النسيج الاجتماعي العربي والإسلامي على حد سواء. إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يواصل مهمة سلفه الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في رفع شعار تنظيف المجتمع الإسلامي من خطر الفكر المتطرف للجماعات الإرهابية، لأن سياسة المملكة دائما في خدمة الأمتين العربية والإسلامية كونها قائمة على العدل والإنصاف والحيادية منذ عهد الملك المؤسس، عبدالعزيز آل سعود رحمه الله إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله. حفظ الله بلادنا وخليجنا وامتنا الإسلامية من كل مكروه انه سميع مجيب. * خبير الشئون الإعلامية والعلاقات العامة