مضى قرابة 75 يوما منذ أن نقلت (اليوم) هموم المواطنين القاطنين بحيي الروضة والزهور ببقيق ومعاناتهم مع المستنقعات المحيطة بهما، والتي تعد بيئة ملائمة لتكاثر الحشرات والبعوض، وكذلك الروائح الكريهة والتي حولت حياة أهالي الحيين إلى جحيم لا يطاق. ورصدت اليوم في جولة ثانية لها للمنطقة بالكلمة والصورة واقع الحيين والمستنقعات المحيطة بهما حيث اتضح ورغم مضي فترة على نقل مشاكل الحيين أن وضع المستنقعات لم يتغير بل زاد سوءا. وقال المواطن مساعد المطيري إن المستنقعات التي تحيط بحيي الروضة والزهور نشأت من ري الحزام الاخضر التابع لشركة ارامكو. وأننا لم نجد آذانا مصغية لنا في بلدية بقيق ولا في شركة ارامكو لايجاد حل ينهي معاناتنا مع المستنقعات التي بقيت على وضعها منذ سنوات طويلة والغريب في الامر ان المسؤولين لم يكترثوا بها ولم يعيروا طلباتنا حول ردم تلك المستنقعات اهتماما لدرجة انها اصبحت بحيرات ونحن ما زلنا نعاني من البعوض الذي ينمو ويتكاثر بها ويتسبب بنشر الأمراض. وأشار المواطن إلى زيارة المسؤولين اصحاب الاختصاص في قضية المستنقعات الشائكة في مكاتبهم من اجل الوقوف عليها وايجاد حلول سريعة لتجفيفها ولم نجد أي استجابة حقيقية حتى الان، مستدركا أن هناك مشكلة اخرى وهي وجود أعمدة خطوط الضغط العالي التابعة لشركة الكهرباء وسط المستنقعات ونتخوف من سقوطها مع مرور الوقت ووقوع كارثة اخرى مشابهة لحادثة عين دار. من جهتهم، تذمر قاطنو حيي الروضة والزهور ببقيق من انتشار البعوض بشكل كبير؛ بسبب المستنقعات التي تحيط بمنازلهم، وتتسبب في نشر الأمراض، فضلا عن اختفاء فرق رش المبيدات التابعة للبلدية -حسب كلامهم- منذ فترة، مؤكدين أنهم راجعوا بلدية بقيق والمحافظة عدة مرات وقدموا طلباتهم؛ من أجل ردم تلك المستنقعات التي تمتد على مساحات كبيرة وفي مواقع متفرقة دون جدوى. وأضافوا ان سكان الحي ظلوا في حال مطالبات متواصلة للبلدية والمجلس البلدي، منذ ثلاث سنوات، بردم تلك المستنقعات، لكن دون جدوى حتى اليوم، رغم مخاطرها، مبين أن انتشار المستنقعات شمال المحافظة وكثرة بؤر الوباء على حالها دون معالجة من قبل الجهات المختصة سبب في انتشار البعوض بشكل لافت للانظار حيث إنه من أهم أسباب إصابة صغار السن بحمى الضنك مشيرين الى ان المستنقعات جاءت بفعل تسرب مياه الصرف الصحي شمال المحافظة دون رقيب. وقال احد اهالي الحي ان انتشار البعوض في هذا الحي نتج لقربه من المستنقعات وتكرير الصرف الصحي الذي أصبح يهدد حياة السكان والاطفال، والخطر يتزايد بسبب كثرة عدد البحيرات والمستنقعات القريبة من الأحياء. وطالب الأهالي أمانة المنطقة الشرقية وشركة ارامكو السعودية بتكثيف الجولات الميدانية على حيي الروضة والزهور، مؤكدين ان بعض سكان الحي بدأوا بمغادرته بسبب إصابة أبنائهم بالمرض. يذكر أن الموقع الذي تكثر فيه المستنقعات ببقيق تقدر مساحته الإجمالية بمليون ونصف المليون متر مربع، وبأعماق مختلفة، ويقع غرب مدينة بقيق وحدوده شمالا: طريق الدمامالأحساء السريع، وجنوبا محطة معالجة المياه التابعة لأرامكو السعودية ومحجوزاتها، وشرقا المناطق السكنية - مخطط الأندلس، وغربا المخطط المعتمد رقم 12/16 والدفاع الجوي. وقد حاولت «اليوم» التواصل مع الجهات المختصة بأمانة المنطقة الشرقية أكثر من مرة، بيد أنها لم تجد منها ردا منذ أكثر من اسبوعين وحتى اعداد التقرير. في حين أكد المجلس البلدي في وقت سابق (لليوم) أن شركة ارامكو قامت في وقت سابق بردم المستنقعات التي تعتبر المصدر الرئيس لتوالد البعوض والحشرات، لافتا في الوقت نفسه إلى تلقي المجلس شكاوى من الأهالي بهذا الخصوص، كاشفا عن مناقشة المجلس في إحدى جلساته أهمية ردم تلك المستنقعات؛ للقضاء على مصدر ناقلات الأمراض؛ علما بأن أرامكو وبمشاركة البلدية تقومان بصفة مستمرة برش ومكافحة بؤر تكاثرها ومصادرها. وتطرق رئيس بلدية بقيق خلال لقاء المجلس البلدي بالأهالي الذي أقيم مؤخرا بأن سبب المستنقعات المنتشرة في بقيق يرجع إلى المياه الجوفية، مشيرا إلى أن لها مصادر متعددة، ومنها ري وسقيا الحزام الأخضر التابع لشركة أرامكو، لكنه لفت إلى أن هذه المستنقعات تقع في أراض محجوزة ومخططات تملكها شركة أرامكو، وأكد أن البلدية ليست مسؤولة عن تلك المستنقعات، بل هي مسؤولية شركة أرامكو.