افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، مؤخراً، مركز الأبحاث وتطوير استخدامات المنتجات، للشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات «سبكيم»، بحضور معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية، وذلك في وادي الظهران للتقنية بالظهران. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة سبكيم المهندس أحمد العوهلي، أن القيادة الرشيدة وضعت الخطط الإستراتيجية لتنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة، وعلى رأسها قطاع الصناعة، واتباع أسلوب التخطيط في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مستفيدةً من مواردها المتزايدة الناتجة عن استثمار النفط لبناء مخططات التنمية. مشيراً إلى أن الخطط المتوالية أكدت أهمية التصنيع؛ كونه البديل الأمثل للإسراع في تحقيق أهداف التنمية؛ لتنويع القاعدة الاقتصادية وتخفيف الاعتماد على إنتاج النفط الخام وتصديره، وزيادة اسهام القطاع الخاص في التنمية، وتوفير فرص وظيفية جديدة للقوى العاملة الوطنية، وارساء قاعدة وطنية صلبة. مؤكداً أن الصناعة محور أساس للتنمية في المملكة، ومحور تكوين قطاع صناعي قوي قادر على المنافسة على الصعيدين المحلي والعالمي. ولأن خلق وتنمية ثقافة البحث والتطوير لمواكبة الدول المتقدمة وتوطين هذه الثقافة والخبرات في المملكة أحد أهم أهداف الدولة، ولأنه لا يمكن لأى صناعة أن تنمو وأن تبدع بدون ممارسة حقيقية للبحث والتطوير؛ جاءت مبادرة وزارة البترول والثروة المعدنية بإنشاء هذا المركز، والإشراف المباشر من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية، والذي كان خير عون لإنشاء هذا الكيان في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بوادي الظهران للتقنية، والذى يعد مجمعا فريدا من نوعه في العالم، إذ انه في مساحة محدودة يضم أكبر عدد لشركات النفط والغاز في العالم، مثل: شلمبرجير وبيكرهيوز ووذرفورد وهونويل وغيرها من كبرى شركات العالم، مما يشير إلى دور المملكة الرائد وقيادتها لصناعة النفط والغاز في العالم. وتقوم الدولة -وفقها الله- بدعم الصناعة البتروكيماوية وغيرها، بتوفير اللقيم بأسعار لا تنافس بالعالم أجمع، وذلك من أجل دفع صناعة البتروكيماويات بالمملكة؛ لتحتل مرتبة متقدمة عالمياً. وتدعم الدولة «سبكيم» وغيرها من الشركات السعودية للبتروكيماويات بكل ما هو غال ونفيس، وتطالب هذه الشركات بدعم البحث والتطوير في المملكة، من خلال إنشاء البحوث في مختلف الجامعات السعودية، مثل: مركز سابك في جامعة الملك سعود بالرياض، ومركز سبكيم في جامعة الملك فهد. وبدوره، أكد مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ورئيس مجلس إدارة شركة وادي الظهران للتقنية الدكتور خالد بن صالح السلطان، أن وادي الظهران للتقنية هو من البرامج الطموحة لتطوير قطاع البحث وتحديد تخصصات التميز البحثي للجامعة، ويعد إحدى الخطط الإستراتيجية للجامعة؛ لتنويع مصادر الاقتصاد الوطني والتحول إلى اقتصاد معرفي. الأكيد أن افتتاح مركز الأبحاث لشركة سبكيم يمثل بعدا إستراتيجيا جديدا لصناعة البتروكيماويات في المملكة، ولا سيما أن هذه الصناعة تعد من الصناعات الإستراتيجية للمملكة، بحكم الثروة النفطية وثروة الغاز الطبيعي الذي تقوم سبكيم بتحويله إلى منتج الميثانول الإستراتيجي، والذي يستخدم كوقود لوسائل النقل في الصين، ويستخدم أيضاً في الصناعات المختلفة مثل صناعة الدهانات وغيرها. وكلنا أمل أن ينتج عن هذا المركز المجهز بأحسن المعدات والعقول، اختراعات وتقنيات جديدة، تساعد المملكة بالتحول من تصدير المنتجات البتروكيماوية الأساسية مثل: الميثانول، والذي لا يتعدى سعر الطن منه الآن أكثر من 300 دولار إلى منتجات كيميائية متخصصة، تكون أحد روافد الصناعة الوطنية، وتساعد على توظيف أكبر عدد من الشباب السعودي، وترفع القيمة الاقتصادية للغاز الطبيعي المنتج بالمملكة.