هذه دعوة للنظر إلى «عاصفة الحزم» نظرة عميقة وشاملة تتجاوز المعنى الحرفي للكلمة كرمز لعملية عسكرية. من نعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد أن هيأ لها قادة أوتوا من الحكمة وبعد النظر ما تتجاوز رؤيتها أحيانا الافق المنظور. وتاريخ المملكة العربية السعودية شاهد على ذلك، منذ قيام هذا الكيان على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله. لقد استلهم الملك سلمان بن عبدالعزيز الحزم من والده، وطبقه كأسلوب إداري منذ تولى مسؤوليات إمارة الرياض وهو في سن مبكرة. من هنا، فإن "عاصفة الحزم" لم تبدأ مع بداية العمليات العسكرية بل بدأت فور تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد عندما قام باصدار العديد من الاوامر والقرارات الملكية الخاصة بتعديل وتنظيم أعمال الدولة بما يحقق كفاءة أكثر في أداء الاجهزة الحكومية ويتماشى مع متطلبات المرحلة القادمة. لذلك، فان "عاصفة الحزم" تعكس رؤية قائد وفلسفة إدارية وفكرا إستراتيجيا ورسالة للداخل والخارج. فعلى الصعيد الداخلي مثلا، هناك حزم في متابعة أداء مسؤولي الدولة وفي أداء خطط ومشروعات الدولة وتنفيذها دون تأخير، أما على الصعيد الخارجي، فحزم في مواجهة من يهدد الإسلام ومقدساته وأمن واستقرار المملكة. كيف نتعامل كمواطنين مع مبدأ الحزم ونطبقه كنهج في حياتنا؟ الموظف مطالب بالحزم في إنجاز أعباء مسؤولية وظيفته، والطالب مطالب بالحزم والجدية في تحصيله العلمي والمواطن مطالب بالحزم والترشيد فيما يحصل عليه من خدمات ومرافق وهكذا. إن اتباع الحزم والجدية في جميع مناحي حياتنا سيخلق منا أمة مسؤولة وجادة مما يحسن أداءنا في اعمالنا وترتفع انتاجياتنا ويزدهر اقتصادنا. فهل وصلت الرسالة؟ رجل أعمال