أحيا الفلسطينيون أمس، الذكرى التاسعة والثلاثين ليوم الأرض، وعمت المظاهرات والاشتباكات المناطق الفلسطينية كافة, وأصيب أمس 35 مواطنًا بقمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات يوم الأرض في مناطق متفرقة من أنحاء الضفة الغربيةالمحتلة, وأفاد تقرير فلسطيني رسمي بأن إسرائيل تسيطر على أكثر من 85 بالمائة من أرض فلسطين التاريخية في حدود عام 1948، وصادقت الحكومة الإسرائيلية على بناء 142 وحدة استيطانية في جبل أبو غنيم، واستأنف المستوطنون المتطرفون صباح أمس اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة. وقال أحد موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدسالمحتلة، إن مجموعات صغيرة من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى، وتجولت في باحاته، وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في أحياء وقرى القدسالمحتلة، طالت عشرة مقدسيين بينهم أسرى محررون. دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية امس المجتمع الدولي والأطراف الراعية لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى «فرض حل عادل على إسرائيل يضع حداً نهائياً لاحتلالها وتنكرها للشرعية الدولية». واتهمت اللجنة في بيان صحفي بمناسبة الذكرى السنوية 39 ليوم الأرض الفلسطيني، إسرائيل بمواصلة «جرائم تهجير واقتلاع واستيطان معالم الوطن الفلسطيني وتهويده». واعتبرت اللجنة أن الممارسات الإسرائيلية «تستهدف تحطيم الكيانية السياسة الفلسطينية، وإلغاء الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية من الجغرافيا السياسية للمنطقة». وأكدت أن إحياء الشعب الفلسطيني الذكرى السنوية ليوم الأرض «يأتي تأكيدا منه على مواصلة الكفاح الشعبي الفلسطيني ضد الاحتلال ومستوطناته والتمسك بالأرض». وأشارت إلى أن إحياء هذه الذكرى لهذا العام «يأتي وقد سقطت آخر الأوهام والذرائع التي سيقت في مجرى عملية السلام التي قتلها اليمين الإسرائيلي في ظل رفضه لقيام دولة فلسطينية مستقلة». واعتبرت أنه في ضوء نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة ومواقف اليمين الإسرائيلي المعلنة تجاه الدولة الفلسطينية المستقلة «فإن استمرار التعامل الدولي مع إسرائيل بالطريقة ذاتها لن يسفر إلا عن المزيد من العنف وسيطوي بلا رجعة أية آمال بتسوية سلمية بالمنطقة تقوم على حل الدولتين». يوم الأرض وفي يوم الأرض، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت بكثافة على المشاركين في المسيرة التي انطلقت في حوارة بنابلس ورشتهم بالفلفل الحار، مما أدى إلى إصابة العشرات. وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على الطواقم الطبية التي حاولت الوصول إلى المصابين لتقديم العلاج لهم، كما حاولت منع الصحفيين من التغطية الصحفية. كما اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان والنشطاء ضد قوات الاحتلال خلال فعالية في نابلس لإغلاق مفرق "يتسهار" ووقف حركة المستوطنين في الشارع المؤدي من جنوب نابلس إلى قلقيلية. وقال شاهد عيان: إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إلى البلدة وأغلقت حاجز حوارة، عقب اندلاع مواجهات معها. وفي سياق متصل، أصيب طفلان خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة سلواد شرق مدينة رام الله، خلال فعالية توقيع عريضة ضد الاستمرار في الاستيطان وبناء الجدار الفاصل قرب مستوطنة "عوفرا" بفعاليات يوم الأرض. ونظم الحراك الشبابي الشعبي في القدسالمحتلة عصر أمس، مظاهرة حاشدة إحياءً للذكرى السنوية ال39 ليوم الأرض الخالد من مدرجات باب العامود لتجوب شوارع القدس، تحديًا للاحتلال الإسرائيلي وسياساته المستمرة بالمدينة من استيطان وهدم للبيوت ومصادرة للأراضي، بالإضافة للاعتقالات. الاستيطان وبإيعاز من الحكومة الإسرائيلية، صادقت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في القدسالمحتلة، صباح أمس، على بناء 142 وحدة استيطانية في مستعمرة 'هار حوما' في جبل أبو غنيم في القدسالمحتلة. وكان نتنياهو أصدر قبل شهور تعليمات بدفع مخططات لبناء حوالي ألف وحدة سكنية استيطانية في القدس في أحياء استيطانية واقعة في المناطق المحتلة عام 1967. وتشمل المخططات بناء 660 وحدة في الحي الاستيطاني 'رمات شلومو' و400 وحدة سكنية في الحي الاستيطاني 'هار حوما' في جبل أبو غنيم. كما أصدر نتنياهو تعليمات بدفع مخططات لمشاريع بنى تحتية واسعة في المستوطنات في الضفة الغربية. وفي سياق ذي صلة، قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في تقرير له بمناسبة ذكرى يوم الأرض الفلسطينية، أنه في ظل إجراءات إسرائيل لتقسيم الأراضي الفلسطينية إلى عدة مناطق بلغت نسبة الفلسطينيين أكثر من 48 بالمائة من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية"ما يقود إلى الاستنتاج بأن الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من خمس المساحة التي يستحوذ عليها الفرد الإسرائيلي من الأرض"، فيما تسيطر إسرائيل على 85% من فلسطين التاريخية.