كان يوم الخميس الماضي يوماً حاسماً، بعد أن وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أمره ببدء عمليات "عاصفة الحزم" لإعادة الشرعية لليمن الشقيق، وإنهاء أطماع الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين التي باتت تنفث سمومها بكل شراسة دون رحمة أو هوادة. ولعلي أرى أن مقياس العملية نبع من حكمة وحنكة القيادة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - حيث سبق إطلاق هذه العملية سيل من الاتصالات واللقاءات الخليجية والعربية والدولية، التي تبين مدى قوة حكومتنا الرشيدة، وعمق علاقاتها مع الجيران في دول الخليج والعرب والعالم. ولكل من تابع سياسات المملكة ومواقفها الدولية والاقليمية، يعلم أنها - منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، ومروراً بأبنائه حتى وصلت إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله - كانت كالصفحة البيضاء التي لا تتلون أبداً، فلم تبادر المملكة يوماً بالعداء أو التدخل في شؤون غيرها، بل كانت المساند لأشقائها في دول الخليج والعرب والعالم، في كل محنهم وقضاياهم. ويعلم الجميع أن المملكة هي رمز من رموز السلام والمحبة، وتبني المبادرات الإنسانية، ولم الشمل وتوحيد الصف، وما أقدمت عليه - ولو كان خيار لا تحبه - إلا أن تعنت الآخر فرضه أمر لا مفر منه. ما أظهرته عملية "عاصفة الحزم" من تأييد دولي عال، هو خير دليل على شرعية ما تقوم به المملكة من سياسات، ويدل على أنها مثل ما سبق ووصفت أنها صفحة بيضاء نقية تنشر السلام لا تتلون مواقفها، ولا تقدم المصالح الشخصية، بل تقف مع الأخ والجار والصديق وتحميهما في محنهما، لتبقى المملكة العربية السعودية رمزاً للنقاء والإنسانية وحماية المظلوم. وآخر حديثي هنا أسأل الله أن يديم على هذا البلد نعمة الأمن والأمان والاستقرار، ويغدق عليها من خيراته، ويجعلها دائماً وأبداً مناراً يهتدي به العالم بأسره، وأن ينصر اخواننا في القوات المسلحة في أداء واجبهم في عملية "عاصفة الحزم" وأن يعيد لليمن الشقيق شرعيته وأمنه.