انطلقت أمس الأول فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الحادية عشرة، والتي تستمر حتى 8 إبريل بمشاركة 60 دار نشر مصرية، بالإضافة إلى مشاركات من دول عربية وأجنبية، من ضمنها مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، والذي يقدم مجموعة من المحاضرات التي تثري البرنامج الثقافي، بدأت بندوة عن العلاقات الثقافية المصرية السعودية، تحدث فيها كل من الدكتور يحيى بن جنيد وحلمي النمنم والدكتور عبد الحكيم الطحاوي والدكتور عبدالله التطاوي، وذلك بحضور الأمير تركي بن الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث والدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية. وأكد الدكتور يحيى بن جنيد أمين عام مركز فيصل للدراسات الإسلامية خلال الندوة أن العلاقات المصرية السعودية تمتد منذ مئات السنوات، فيما تزداد عمقا عاما بعد عام، مشيرا لدور المصريين في الأدب السعودي، وكيف أثروا الحركة الأدبية قبل تأسيس المملكة. وتطرق الدكتور بن جنيد للدور المصري في سرد الحركة الحجازية عن طريق مطابعها التي تعتبر الاقوى والاشهر على مستوى الوطن العربي، لتمتد أواصر العلاقات إلى ما بعد تأسيس المملكة على مستويات عديدة أهمها حركة النشر والتي دعمها الملك عبدالعزيز آل سعود لسنوات عديدة. وقال الدكتور عبد الحكيم الطحاوي الأستاذ بمعهد الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق: إن العلاقات التاريخية السعودية المصرية نموذج ليس له مثيل، والتي توطدت منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية والذي وضع الأسس التي لا تزال تنير طريق هذه العلاقة التاريخية. بعدها تحدث رئيس دار الكتب المصرية حلمي النمنم عن العلاقات الثقافية بين البلدين والتي تمتد منذ أكثر من ستين عاما، مستعرضا زيارة الكاتب حسين هيكل في عهد الملك فاروق عندما كان يحكم مصر، وكيف استطاع هذا الكاتب الحصول على لقاء مع الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة الذي تحدث عن قوة العلاقات وعدم زعزعتها حتى لو كان هناك بعض الخلافات -حيث كان في ذلك الوقت خلاف في الرأي بين الملك عبدالعزيز والملك فاروق حاكم مصر-، وهذا الحوار الثري الذي أذاب الجليد بين القمتين نشر في مقدمة كتاب "في منزل الواحة". ومن ثم عرج الدكتور الطحاوي على مرحلة الدولة الحديثة، والتي شهدت نشر الكتب المصرية في السعودية، وعكسها من خلال طباعة الكتب السعودية في مطابع مصرية، مما يدل على أن الفكر وأسس الثقافة التي بنيت بين البلدين متقاربة لأبعد الحدود، وتتضح بشكل جلي في حركة النشر سواء بمعارض الكتاب في الرياض والقاهرة والإسكندرية. وفي الختام، طالب الدكتور الطحاوي بضرورة استحداث مؤسسات ثقافية تجمع الأدباء والمثقفين من البلدين؛ لمناقشة القضايا الثقافية العربية المطروحة على الساحة والوصول لنتائج موضع التطبيق. الأمير تركي بجانب مدير مكتبة الإسكندرية