سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير تركي الفيصل يؤكد على التعاون بين مكتبة الإسكندرية ومركز الملك فيصل في مجالات النشر والمخطوطات تشهد افتتاح الدورة الحادية عشرة لمعرضها الدولي للكتاب
أكد الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، على عمق العلاقات السعودية المصرية، مشيرا الي أن الروابط بين البلدين وثيقة في الجوانب الدينية والسياسية والاقتصادية. وأضاف في كلمته، خلال افتتاح معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الحادية عشرة، أول أمس، الخميس، أن المملكة العربية السعودية وقفت إلى جانب مصر في المحنة المعاصرة، وذلك نهج الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله-، ويسير عليه الملك سلمان، مبينًا أن أحدث تلك المواقف كانت في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ. وعن التعاون الثقافي والتعليمي بين الدولتين، قال: إن المملكة اعتمدت على مصر في مجال التعليم، حيث قامت في الخمسينيات بإرسال البعثات لتلقي العلم من جامعاتها، كما أن أغلب المعلمين الذين درسوا في المدارس والجامعات السعودية كانوا من المصريين، وأن أول مسؤول ترأّس أول جامعة سعودية كان مصريًا، وهو الدكتور عبدالوهاب عزّام. وقال: إن مكتبة الإسكندرية هي درة البحر الأبيض وجامعة الحضارات. وهنّأ القائمين على المكتبة لما تقدمه للعالم من العلوم والتقنية مما يجعلها مفخرة العرب والمسلمين والبشرية جمعاء. وأكد أن العلاقة بين مصر والسعودية تتجذر في أعماق التاريخ، وتعود لمراحل سابقة على رسالة الإسلام وفقًا لبعض النقوش المكتشفة حديثًا. وتناول الأمير تركي الفيصل في حديثه، التعاون بين مكتبة الإسكندرية ومركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، مؤكدًا أن المركز يُعد من أكبر الداعمين للمكتبة، كما أنه يشرف بعضوية مجلس أمنائها. وأعلن أن المركز قام بإهداء المكتبة مخطوطات نادرة، لكي تحظى بإيواء لها يحفظ عزتها وكرامتها كنتاج نادر للفكرين العربي والإسلامي، كما أن المركز يحتفظ بالنسخة الوحيدة لكتاب «تكملة تاريخ الجبرتي» ويسعى لنشره مع المكتبة. وأضاف أن المركز سيهدي المكتبة نسخا كاملة من المخطوطات التي يحصل عليها فور الانتهاء من ترميمها، كما أن المركز يسعى لإتاحة إصدارات المكتبة على موقعه، بالإضافة إلى العمل على إتاحة مجموعات المركز لجمهور المكتبة. وقام الأمير تركي الفيصل، بتسليم درع وميدالية المركز للدكتور إسماعيل سراج الدين وللمهندس هاني المسيري، كما قام سراج الدين بتقديم نسخة نادرة من كتاب «وصف مصر في عهد الملك فؤاد» للأمير تركي الفيصل، بالإضافة إلى موسوعة «ديوان الخط العربي في مصر»، ونسخة من كتاب «التجديد والتأصيل في عمارة المجتمعات الإسلامية» كإهداء خاص. من جهته، قال الدكتور إسماعيل سراج الدين إن الإقْبَال المُتزايد عامًا بعْدَ عام على مَعْرض مكتبة الإِسْكَنْدَرِيَّة للكتاب من قِبَل الجمهور والناشرين، أحيانًا يجعَلُنا نتمنَّى أن يكون في الإِسْكَنْدَرِيَّة قاعة دولية للمعارض تتناسَبُ مع مُتطلبات النُّمُوِّ والإقْبال المتزايِد علَى مَعْرَضِ مَكْتَبةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ للكِتَابِ. وأكد أن مَكْتَبَةَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ تَحْرِصُ مِنْ خِلالِ هَذِهِ المُظَاهَرَةِ الثَّقَافِيَّةِ الكُبْرَى على أنْ تُؤَكِّدَ اِهْتِمَامَهَا بِالْكِتَابِ فِي هَذَا العَصْرِ الَّذِي تسيطرُ عليه ثقافةُ «الصورة»، ويَسبَحُ الخيالُ في فَضَاءِ الإنْتَرنِت الذِّي يمُوجُ بِكُلِّ الأفْكَارِ مِنَ الانْدِماجِ إلى التفكِيكِ، ومنَ اليقينِ إلى التمرُّدِ، ومِنَ الدَّعْوةِ إلى التَّطَرُّفِ والانغِمَاسِ في المَادِيَّةِ المُفْرِطَة. وتابع: «لا غَرَابَةَ أن يَكُونَ ضَيْفَ هَذَا المَعْرَضِ هُوَ سُمُوُّ الأَمِيرِ تَرْكِي الفَيْصَلِ، وَكَذَلِكَ مَرْكَزُ المَلِكِ فَيْصَلِ لِلْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الإِسْلامِيَّةِ، فَسُمُوُّ الأَمِيرِ رَجُلٌ يَعْتَزُّ بِدِينِهِ وَبِثَقَافَتِهِ، فَضْلاً عَنْ كَونهِ مُفَكِّرًا مُنْفَتِحًا عَلَى ثَقَافَاتِ العَالَمِ متَفَاعِلاً مَعَهَا، يَسْمَعُ لِلرَّأْيِ وَالرَّأْيِ الآخَرِ وَيَلْتَزِمُ بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ فِي المُوَازَنَةِ بَيْنَ الأُمُور». وانتقل بحديثه إلى قضية حُرِّيَّة التَّعْبِيرِ، مشددًا على أنه بدون حرية التعبير لا مَعْنًى لِلْبَحْثِ عَنِ الحَقِيقَةِ، وَلا جَدْوًى مِنْ التَّوَصُّلِ إِلَى هَذِهِ الحَقِيقَةِ، لا تُوجِدُ الشَّفَافِيَّةُ، وَلا تَتِمُّ المُسَاءَلَةُ، لا يُسْمَعُ الصَّوْتُ المُغَايِرُ، وَلا يَأْتِي الجَدِيدُ، لا بَحْثَ عِلْمِيَّ، وَلا اِكْتِشَافَات تُفِيدُ، ولا تُبْنَى المَعْرِفَةُ وَلا تَتَقَدَّمُ المُجْتَمَعَاتُ. ومن جانبه، قال المهندس هاني المسيري محافظ الإسكندرية: إن مشاركة العديد من الدول خاصة المملكة العربية السعودية وبصفة خاصة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث ضيف شرف المعرض، تؤكد رغبة الاسكندرية العارمة في أن تكون هي العاصمة الثقافية لمصر. وشدد على أهمية دمج الثقافة في التعليم، مؤكدًا أن ذلك هو ما يشكل الهوية. وأضاف: «أحلم معكم بإسكندرية مختلفة، ولن يكون ذلك دون تضافر الجهود، لذا سعيت من أول لحظة توليت فيها المسؤولية إلى التعاون مع مكتبة الإسكندرية وجامعة الإسكندرية، وغيرهما من المؤسسات على أرض هذه المحافظة، متطلعا أن نقيم سويا مشروعات تحدث نقلات نوعية في مستقبل هذه المدينة العريقة». وأعلن الدكتور خالد عزب، أن مكتبة الإسكندرية أهدت كافة مطبوعاتها لمركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، كما قام المركز بإهداء مطبوعاته للمكتبة. وقام الدكتور صديق عبد السلام صديق؛ نائب رئيس جامعة الإسكندرية، بتسلم إهداء المركز للجامعة. وقام الدكتور خالد عزب، بعرض صور نادرة يتيحها موقع ذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الإسكندرية للملك فيصل بن عبد العزيز أثناء زيارات قام بها لمصر، وصور لقائه مع عدد كبير من الزعماء المصريين. كما تم عرض فيلم نادر حول زيارة الملك فيصل بن عبد العزيز لمصر، لدعمها بعد نكسة 1967، وصور لقائه مع الرئيس جمال عبد الناصر. الامير تركي الفيصل يلقي كلمته شهادة تكريم للامير تركي يتسلمها من مدير مكتبة الإسكندرية