اختتمت البارحة فعاليات ملتقى الإعلام البترولي الثاني بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وخرج الملتقى ب12 توصية، من أهمها العمل على إنشاء جمعية مستقلة بمسمى «جمعية الإعلاميين البتروليين» تضم الإعلاميين الخليجيين والعرب والأجانب المختصين بشؤون البترول والطاقة في منطقة الخليج. وناقش الملتقى تحت شعار «الإعلام البترولي الخليجي.. قضايا وتحديات عدة موضوعات ذات علاقة بالإعلام البترولي» توزعت على حلقة نقاش شارك فيها وزراء البترول والطاقة بدول المجلس، وورشة عمل قدمها نخبة من المختصين في البترول والطاقة، وشارك فيها 140 متدرباً، إضافة إلى ست جلسات توزعت على يومين. وشملت التوصيات إنشاء جائزة مخصصة للعاملين المتميزين في الإعلام البترولي، تمنحها الدولة المضيفة، أثناء حفل افتتاح ملتقى الإعلام البترولي، الذي يعقد كل سنتين في إحدى دول الخليج، والعمل على تصحيح صورة دول مجلس التعاون الخليجي في الإعلام العالمي، وإبراز الدور الإيجابي الذي تقوم به دول المجلس نحو استقرار السوق البترولية، وتوفير الإمدادات عند حدوث أي عجز مفاجئ، والإسهام في نمو الاقتصاد العالمي، بالذات اقتصادات الدول النامية، وعقد ورش عمل محلية وخليجية، ودورات تدريبية متخصصة في مجال الإعلام البترولي، سواء عبر وزارات البترول والطاقة، أو شركات البترول الوطنية، ومعاهد التدريب الصحفي المتخصصة، وحث وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والإلكترونية بدول المجلس الخليجي، على الاهتمام بتوفير الكوادر الصحفية المختصَّة والمدرَّبة في مجال البترول والطاقة، والتأكيد على أهمية تنظيم المؤتمرات والملتقيات في دول المجلس التي تركز على شؤون الطاقة والبترول، وإبراز الدور الإعلامي فيها، وحث شركات البترول والطاقة في دول المجلس على إبراز دورها في المسؤولية الاجتماعية، في الجوانب البترولية وغير البترولية من أنشطة اجتماعية وثقافية واقتصادية. كما أوصى بتهيئة إعلام بترولي متخصص ومواكب للحداثة الرقمية يعرض طبيعة الصناعة البترولية بدول المجلس، ودورها التنموي، ويبسّط تناول القضايا المتعلقة بالبترول للمجتمع،وتوفير مصادر إعلامية بترولية تؤمّن وصول المعلومات الرسمية المتاحة إعلامياً لوسائل الإعلام، مما يوقف الشائعات والمعلومات غير الصحيحة، وتوطيد العلاقة بين وزارات البترول والطاقة بدول المجلس، وشركات البترول الوطنية من جهة، وبين الجامعات والمراكز العلمية والبحثية، وشكر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على جهودها في الإعداد الجيد لهذا اللقاء وإعداد الإستراتيجية الإعلام البترولي، والمشاركة في الإعداد لهذا الملتقى، كذلك شكر الإمارات في التوصية الأخيرة على مبادرتها لتنظيم ملتقى الإعلام البترولي الثالث على أراضيها في 2017م. وفي الجلسة الأولى بعنوان: «صورة العرب والبترول في الإعلام الأجنبي» أكد الدكتور بسام فتوح مدير برنامج النفط والشرق الأوسط في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة بالمملكة المتحدة أن بعض وسائل الإعلام الغربية لا يزال يحشر السياسة النفطية العربية في إطار عفى عليه الزمن متجذر في الحظر النفطي العربي عام 1973. وأشار إلى أن تغطية المسائل النفطية في بعض الصحافة في السنوات الأخيرة اتسعت عن السابق، مبيناً أنه بعض وسائل الإعلام الغربية يحلو لها وضع السياسة النفطية العربية في إطار معركة مستمرة بين الغرب، وكذلك «بلدان الشرق الناشئة» و«أوبك» التي نعاها كثر بدعوى أنها لا يمكن أن تتراجع عن موقفها على رغم أن التجارب السابقة تشير إلى خلاف ذلك.وأضاف: "كل من وسائل الإعلام الغربية وصانعي السياسات العربية يضطلعون بمسؤولية مشتركة وهي تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة وتجنُب تلك التي بدأت بالظهور، وهذه مهمة صعبة بالتأكيد أن طريقة الترويج للسياسة والتعامل مع وسائل الإعلام الغربية أنتجتها خبرات قديمة ومناهج تقليدية لا تزال جامدة. واستطرد بقوله: «الخبرات القديمة وكذلك المناهج يحول دون تعاملها مع التحديات والتعقيدات الجديدة التي تطرحها سوق النفط، كما أن التحول إلى الوسائط الافتراضية في وسائل الإعلام الغربية يشكل جزءًا جاء ردًا على غياب الثقافة فيما يتعلق بصناعة السياسات في الدول العربية». وأكد الدكتور فتوح وجود سوء فهم في الإعلام الغربي فيما يتعلق بسياسات المملكة، لافتًا في نفس الوقت إلى وجود استراتيجية في خطاب المملكة ذات بعد سياسي حيث إن سياسية السعودية تتماشى مع السياسية العامة للدول الأعضاء في منظمة الأوبك وذلك بهدف تحقيق مكاسب سياسية. من جهته أبدى الدكتور سليمان الحربش المدير العام والرئيس التنفيذي لصندوق «أوبك» للتنمية «أوفيد» في مداخلته استياءه من مقال «حرب المضخات» التي تناولت نظرية المؤامرة والتحكم بأسعار النفط لخدمة اللعبة السياسية مؤكدًا بعد المملكة وسياستها الاقتصادية عن ذلك، مشدداً على أهمية دور الإعلام البترولي الخليجي في التصدي لمثل هذه التحليلات الخاطئة، وزاد «ليعرف كاتب المقال تخصصه وليترك الحديث عن النفط». ولام الدكتور حمزة بيت المال من قسم الإعلام بجامعة الملك سعود أثناء حديثه في الحلقة الإعلام العربي الذي نقل فكرة التآمر من الإعلام الغربي الذي تناولها بهدف الإثارة الإعلامية، محددًا المشكلة الإعلامية فيما يتعلق بموضوع النفط الآن بالاعتماد المطلق على وكالات الأنباء العالمية.وطالب بضرورة إدارة القضايا الخاصة وتبني سياسة استراتيجية للإعلام البترولي مؤكدًا أن الخطاب السعودي فيما يتعلق بسياسة النفط مبني على قرارات اقتصادية بحته، وعدت السيدة ديالا صباغ عدم شفافية المعلومات أبرز معوقات نقل الأنباء بالإضافة إلى الحد من قدرة التحليل نظرًا لفقدان البيانات. وخلال جلسات اليوم الأخير، قال مسؤول في شركة أرامكو السعودية: إن النفط يواجه تحديات عديدة كثير منها مشكلة الإعلام غير الدقيق الذي يفتقر إلى المعرفة والدراسة، فينقل صورة غير صحيحة على مستوى العالم، مبيناً أنه ليس هناك أفضل من مواجهة هذه التحديات من وجود إعلام بترولي واعٍ ومسئول يدافع عنه ويوضح حقيقة دوره وينقل الصورة الحقيقية عن واقعه. وبيّن عصام زين العابدين مدير عام الشؤون العامة في أرامكو أن الإعلام يضخم تارة من تأثير النفط على البيئة وكأنه مسؤول عن مشاكلها رغم أن تأثيره يقل كثيراً عن تأثير بدائل الطاقة الأخرى كالفحم مثلًا، وتارة أخرى يثير تساؤلات ساذجة عن قرب نضوبه أو نجاح تقنيات أخرى في الحلول محل مصادرة التقليدية. وأشار إلى أن دعوة رجل البترول في العالم المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية لإنشاء جمعية للإعلام البترولي تنمي قدرات الإعلاميين البتروليين ويتبادلون من خلالها خبراتهم، ويطورون فيها إمكانياتهم في توصيل صورة هذه الصناعة العالمية، تأتي لتصنع أساساً متيناً لإعلام بترولي مميز ومبدع ويعد بمستقبل مشرق لهذا المجال الإعلامي الواعد. وبيّن الدكتور رمضان الشراح أمين عام اتحاد شركات الاستثمار بدولة الكويت أهمية تولي الحكومات في دول مجلس التعاون موضوع الثقافة النفطية أهمية خاصة في هذه المرحلة الدقيقة في ظل انخفاض أسعار البترول بشكل لم يسبق له مثيل. المشاركون أثروا الملتقى بأفكار وطروحات علمية للواقع النفطي