اشترك وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي وأستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود الدكتور مطلق بن سعود المطيري في اقتراح إنشاء جمعية للإعلاميين البتروليين، وجائزة للمتميزين، خلال ختام فعاليات ملتقى الإعلام البترولي الخليجي الثاني مساء أمس الثلاثاء، الذي نظمته وزارة البترول والثروة المعدنية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وفرق بين الاقتراحين ساعات قليلة ونالا الاستحسان وتم تضمينهما في توصيات ختام الملتقى قبل انطفاء الكهرباء في قاعة الملتقى خلال مداخلة سليمان الحربش في الجلسة الأولى ليحل الظلام لثوانٍ كانت كافية لتلطيف جو النقاش، خاصة أن الحربش علق ضاحكاً أن الإعلام البترولي وراء الانقطاع. وكان الملتقى قد ناقش عدة مواضيع ذات علاقة بالإعلام البترولي، وخلص الملتقون إلى عدد من التوصيات، وهي العمل على إنشاء جمعية مستقلة بمسمى جمعية الإعلاميين البتروليين تضم الإعلاميين الخليجيين والعرب والأجانب المختصين بشؤون البترول والطاقة في منطقة الخليج، كذلك التوصية بإنشاء جائزة مخصصة للعاملين المتميزين في الإعلام البترولي تمنحها الدولة المضيفة أثناء حفل افتتاح ملتقى الإعلام البترولي الذي يعقد كل سنتين في إحدى دول الخليج، والعمل على تصحيح صورة دول مجلس التعاون الخليجي في الإعلام العالمي، وإبراز الدور الإيجابي الذي تقوم به دول المجلس نحو استقرار السوق البترولية، وتوفير الإمدادات عند حدوث أي عجز مفاجئ والإسهام في نمو الاقتصاد العالمي، بالذات اقتصادات الدول النامية والعمل على عقد ورش عمل محلية وخليجية ودورات تدريبية متخصصة في مجال الإعلام البترولي سواء عبر وزارات البترول والطاقة أو شركات البترول الوطنية ومعاهد التدريب الصحفي المتخصصة، وحث وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والإلكترونية في دول المجلس الخليجي على الاهتمام بتوفير الكوادر الصحفية المختصَّة والمدرَّبة في مجال البترول والطاقة، وأيضاً من التوصيات التأكيد على أهمية تنظيم المؤتمرات والملتقيات في دول المجلس التي تركز على شؤون الطاقة والبترول وإبراز الدور الإعلامي فيها، وحث شركات البترول والطاقة في دول المجلس على إبراز دورها في المسؤولية الاجتماعية في الجوانب البترولية وغير البترولية من أنشطة اجتماعية وثقافية واقتصادية، وأيضاً من التوصيات تهيئة إعلام بترولي متخصص ومواكب للحداثة الرقمية يعرض طبيعة الصناعة البترولية في دول المجلس ودورها التنموي، ويبسّط تناول القضايا المتعلقة بالبترول للمجتمع، توفير مصادر إعلامية بترولية تؤمن وصول المعلومات الرسمية المتاحة إعلامياً لوسائل الإعلام مما يوقف الشائعات والمعلومات غير الصحيحة، وتوطيد العلاقة بين وزارات البترول والطاقة في دول المجلس وشركات البترول الوطنية من جهة وبين الجامعات والمراكز العلمية والبحثية. وبين مدير برنامج النفط والشرق الأوسط في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة (OIES) بالمملكة المتحدة الدكتور بسام فتوح أن بعض وسائل الإعلام الغربية لا تزال تحشر السياسة النفطية العربية في إطار عفا عليه الزمن متجذر في الحظر النفطي العربي عام 1973 مفيدًا أن تغطية المسائل النفطية في بعض الصحافة في السنوات الأخيرة اتسعت عن السابق. وقال الدكتور فتوح بخصوص صورة العرب والبترول في الإعلام الأجنبي «يحلو لبعض وسائل الإعلام الغربية وضع السياسة النفطية العربية في إطار معركة مستمرة بين الغرب (وكذلك بلدان الشرق الناشئة) و»أوبك» التي نعاها كثر بدعوى أنها لا يمكن أن تتراجع عن موقفها على الرغم من أن التجارب السابقة تشير إلى خلاف ذلك». وأبان أن كلاً من وسائل الإعلام الغربية وصانعي السياسات العربية يضطلعون بمسؤولية مشتركة وهي تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة وتجنُّب تلك التي بدأت بالظهور، وهذه مهمة صعبة بالتأكيد. وأفاد أن طريقة الترويج للسياسة والتعامل مع وسائل الإعلام الغربية أنتجتها خبرات قديمة ومناهج تقليدية لا تزال جامدة، ما يحول دون تعاملها مع التحديات والتعقيدات الجديدة التي تطرحها سوق النفط، لافتًا إلى أن التحول إلى الوسائط الافتراضية في وسائل الإعلام الغربية يشكل رداً على غياب الثقافة فيما يتعلق بصناعة السياسات في الدول العربية. وأبدى المدير العام والرئيس التنفيذي لصندوق (أوبك) للتنمية «أوفيد» الدكتور سليمان الحربش في مداخلته، استياءه من مقال «حرب المضخات» الذي تناول نظرية المؤامرة والتحكم بأسعار النفط لخدمة اللعبة السياسية، مؤكدًا بُعد المملكة وسياستها الاقتصادية عن ذلك. وشدد على أهمية دور الإعلام البترولي الخليجي في التصدي لمثل هذه التحليلات الخاطئة، وزاد «ليهرف كاتب المقال في تخصصه وليترك الحديث عن النفط». من جانب آخر كشف رئيس قسم العلاقات العامة في شركة أرامكو السعودية الدكتور عبدالله المغلوث أن الشركات الكبرى تنفق نحو 11% من ميزانياتها المتعلقة بالعلاقات العامة والإعلام على الاستثمار في شبكات التواصل الاجتماعي سواء عبر إعلانات تجارية أو مشاريع أو حملات، مبيناً أن الرقم سيرتفع بشكل ضخم خلال الخمس سنوات المقبلة حسب دراسة نشرتها جامعة سالفورد البريطانية في الربع الأخير من عام 2014. وأشار المغلوث خلال ورقة عمل حول «البترول والإعلام الجديد» إلى أن ميزانية الاستثمار على الإعلام الاجتماعي ستتضاعف وستصل إلى 64% عام 2019 وستتوقف عن الإنفاق على المنصات التقليدية، مما يعكس أهمية وضرورة وضع استراتيجيات وخطط لاستثمار هذا التحول الاستراتيجي في التعاطي مع وسائل الإعلام.