تلقت إدارة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم خطاباً من اللاعب الدولي وقائد المنتخب سعود كريري يعلن فيه رغبته اعتزال اللعب دولياً، متمنياً في الوقت نفسه التوفيق للأخضر السعودي في جميع الاستحقاقات القادمة. من جانبها، قدمت إدارة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم شكرها للاعب سعود كريري على ما بذله وسطره طوال مشواره الرياضي في خدمة الكرة السعودية والدفاع عن ألوان المنتخب الوطني في العديد من المنافسات، معتبرة إياه نجما من نجوم الكرة السعودية. «مسيرة حافلة بالعطاء» سعود كريري صاحب ال(35) عاماً دافع عن ألوان المنتخب السعودي في 133 مباراة بواقع 9533 دقيقة، وسجل للمنتخب 7 أهداف، وطوال تمثيله المنتخب الوطني لم يحصل على البطاقة الحمراء إطلاقاً، وشارك في 21 بطولة هي: تصفيات كأس العالم 2006، تصفيات كأس العالم 2010، كأس آسيا 2007- أندونيسيا، ماليزيا، تايلاند وفيتنام، تصفيات كأس العالم 2014، كأس الخليج 2003- الكويت، تصفيات كأس آسيا 2004، تصفيات كأس آسيا 2010، كأس الخليج 2014- السعودية، كأس الخليج 2009- عمان، كأس العرب 2002 - الكويت، كأس العالم 2006- ألمانيا، كأس الخليج 2004- قطر، كأس الخليج 2007- الامارات، تصفيات كأس آسيا 2007، كأس آسيا 2015- أستراليا، كأس آسيا 2004- الصين، كأس آسيا 2011- قطر، كأس الخليج 2013- البحرين، أس أو إس إن 2013 - السعودية، دورة الألعاب العربية 2007 - مصر، البطولة الودية الدولية 2007- سنغافورة، بالاضافة إلى عدد كبير من اللقاءات الودية. بداية كريري مع الأخضر السعودي كانت مع المدرب الهولندي فاندرليم من خلال بطولتي العرب وخليجي 16 بالكويت، ورغم تغيير الأجهزة الفنية للأخضر إلا أن نجم الهلال الحالي والاتحاد السابق سعود كريري حافظ على مكانته في تشكيلة المنتخب السعودي بشكل منتظم منذ عام 2003، عندما خاض أول مباراة دولية له في لقاء ودي أمام اليابان، وذلك بفضل حضوره المميز وسط الميدان والتزامه بتعليمات المدربين طوال تلك الفترة ،فهو لاعب تكتيكي من الطراز الأول، ومنذ ذلك الوقت لم يغب عن صفوف الأخضر سوى لفترات قصيرة وبداعي الإصابة. ويمارس كريري دوره المعتاد في ضبط ايقاع خط وسط المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، والضغط على الخصم وافتكاك الكرة في المباريات التي خاضها مع الأخضر. «موهبة فذة» ويملك سعود كريري موهبة فذة ساهمت في جعل دوره داخل الملعب دورا مزدوجا، فهو إلى جانب مساندة الشق الهجومي وتسجيله الأهداف هو كذلك من النجوم الذين يجيدون مساندة الدفاع بأعلى درجة من الاتقان؛ لما يتمتع به من لياقة بدنية عالية، وهو من النجوم القلائل في الوطن العربي الذي يجيد التسديد من مسافات بعيدة. ويعد سعود كريري أكبر لاعبي المنتخب السعودي سنا، حيث يبلغ من العمر 35 عاما فهو من مواليد يونيو 1980، ويصنف كأفضل لاعب محور سعودي حاليا ويحظى باهتمام جماهيري وإعلامي لا محدود، وتعد المحطة الأهم في حياة سعود كريري مع عالم الساحرة المستديرة هي المشاركة في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا، ولقبه النقاد الرياضيون السعوديون بتيجانا العرب لتشابه دوره وأدائه داخل المستطيل الأخضر مع نجم فرنسا الشهير في الثمانينيات تيجانا. «ترعرع في القادسية» ولد النجم سعود كريري في 8 يونيو 1980، وكان في طفولته صغير الحجم ولم يكن بذلك الطول الذي عليه حاليا، نشأ وترعرع في نادي القادسية كلاعب جمباز لمدة عامين قبل أن يتحول لفريق الناشئين حيث بدأ مشواره مع عالم الساحرة المستديرة، وكان سعود يلعب في الناشئين في خط الهجوم ثم تحول إلى لاعب محور وثبت في هذا المركز ونجح، وعندما كان عمره (17) سنة كان يلعب لفريق شباب القادسية وتعرض لاصابة خطيرة عبارة عن كسر في الحوض كادت تدمر مستقبله الكروي، الا انه تم تثبيت مسامير في جسده النحيل ومنع من اللعب 6 شهور، لكن ارادته القوية اعادته مرة اخرى إلى الملاعب وتدرج حتى وصل للفريق الأول. ساهم كريري مع زملائه ياسر القحطاني وسعيد الودعاني وزكريا الهداف وغيرهم في صعود القادسية من الدرجة الأولى إلى دوري الأضواء، ولفت كريري الأنظار في ذلك العام بمستواه المتطور وبأدائه الذي أذهل الجميع فكانت المكافأة بعد ذلك اختياره للمنتخب السعودي الأول، وتهافتت العروض المحلية عليه. ويمثل اللاعب سعود كريري نموذجا للاعب المحترف حيث عرف بالانضباطية الفنية، وقد يبدو دوره غير جذاب حيث إن مهمته بإيقاف الخصم وضعته في مأزق دوما مع الحكام. «محطة الهلال» أصبح سعود كريري لاعب فريق الهلال الأول لكرة القدم أول لاعب سعودي يصل لنهائي دوري أبطال آسيا بمسماه الجديد 4 مرات في انجاز يحسب لقائد المنتخب السعودي المعتزل دولياً، وذلك بعد التأهل لنهائي النسخة الماضية مع فريقه الجديد. وسبق لكريري أن تأهل مع فريقه السابق الاتحاد لنهائي المسابقة ثلاث مرات، توج خلالها باللقب مرتين عامي 2004و2005، فيما خسر النهائي الثالث عام 2009. ويخوض كريري موسمه الثاني مع الهلال بعدما انتقل إليه في فترة الانتقالات الشتوية بالموسم الماضي في صفقة لامست ال18 مليون ريال بعد 10 سنوات قضاها في معقل النمور، حيث تسببت الأزمة المالية التي كان يمر بها الاتحاد في رحيله عن النادي الذي انتقل إليه في العام 2003 قادماً من القادسية القابع في دوري ركاء حالياً. وفضل كريري حينها شراء المدة المتبقية من عقده مع الاتحاد والبالغة 6 أشهر لينتقل للهلال بعدما وصل لطريق مسدود مع مسئوليه من أجل التجديد مقابل التنازل عن 7 ملايين ريال كانت عبارة عن مستحقات متأخرة في عقده. ما وصل إليه سعود كريري من نجومية لم يكن نتاج يوم وليلة، بل كان نتيجة جهد ومثابرة منذ الصغر إلى أن بات واحدا من أبرز النجوم ليس على المستوى المحلي بل الخليجي والعربي وأيضاً القاري.