لا يزال لاعب المنتخب السعودي سعود كريري يقدم عطاءات مميزة في ملاعب كرة القدم على الرغم من تجاوزه ال 34 عاماً، ويعتبر كريري من أفضل اللاعبين الذين ركضوا في الملاعب السعودية خُلقاً وأداء، ويستحق النجم الأسمر أن يُضرب به المثل في الاحترافية والمحافظة على النفس كونه نموذجاً مشرفاً للاعب كرة القدم المحترف، لأن كثيرا من اللاعبين لا تدوم موهبتهم ويجبرون على الاعتزال عند اقتراب أعمارهم من ال 30 عاماً بسبب عدم احترافيتهم مما يساهم في عدم قدرتهم على الإنتاج. ولأنه يطبق الاحتراف جيداً فإن كريري الذي ولد في جيزان عام 1980م استطاع التأقلم عندما انتقل من القادسية للاتحاد عام 2004م، ولعب للأخير تسعة أعوام كانت حافلة بالإنجازات، لعل أبرزها تتويجه بكأس اسيا مرتين (2004-2005م)، ومشاركته في كأس العالم للأندية 2005م إذ شارك في ثلاث مباريات، وحقق لقب الدوري السعودي للمحترفين مع الاتحاد مرتين (2008-2009م)، بالإضافة إلى كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال مرتين أيضاً (2010-2013م)، وعلى الرغم من مسيرته الذهبية مع "العميد" إلا أن عالم الاحتراف أجبر كريري على الانتقال للهلال منتصف الموسم الماضي وذلك بعد الظروف المالية التي تعرض لها ناديه وجعلت المدرب سامي الجابر يوصي الإدارة بضرورة التعاقد معه. ولم تكن البداية كما يحب ويأمل الهلاليون إلا أن كريري تأقلم مع الزعيم وثبت اسمه في الخانة الأساسية وكان رقماً صعباً في الوسط الهلالي مع المدربين السعودي سامي الجابر والروماني ريجيكامب، وهو ماجعله يواصل التمسك بخانته أساسياً في المنتخب السعودي خلال المشاركة الأخيرة في كأس الخليج التي أقيمت في الرياض. ويعد سعود كريري من أهم اللاعبين في خارطة الأخضر السعودي ولم يتغيب عنه منذ مشاركته الأولى عام 2003م أمام اليابان ودياً إلا بسبب الإصابة، وشارك رسمياً لأول مرة بشعار المنتخب عام 2004م وبالتحديد في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006م، ولعب كريري 131 مباراة دولية، شارك أساسياً في 105 مباريات، استبدل في 32 مباراة بينما لعب 73 مباراة كاملة، وسبق لكريري أن شارك في نهائيات كأس العالم 2006م إذ لعب المباريات الثلاث في دور المجموعات. وعلى الصعيد الآسيوي لعب كريري في كأس آسيا 2004م الذي أقيم في الصين، وساهم خلال البطولة التي أقيمت عام 2007م في وصول منتخبنا للمباراة النهائية التي خسرها على يد العراق، وتواجد كريري أيضاً في النسخة الماضية التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، وتوج كريري مع الأخضر ببطولتين فقط (كأس العرب والخليج). الجماهير السعودية تعقد آمالاً عريضة على نجم خط الوسط الذي عُرف بأدواره التكتيكية التي تخدم المدربين كثيراً وهي التي جعلته لاعباً مفضلاً بالنسبة لهم، ولعل أبرز مايميز كريري عن غيره من لاعبي المحور أن لديه قدرات كبيرة في استخلاص الكرة بعيداً عن الخشونة، وهو ماتفسره إحصائية البطاقات الملونة خلال مسيرته مع الأخضر إذ لم يتحصل على أي بطاقة حمراء طوال تاريخه، ويأمل السعوديون في أن يوفق كريري في المساهمة مع زملائه اللاعبين لاستعادة هيبة الكرة السعودية وتحسين الصورة التي ظهر بها المنتخب خلال الأعوام الأخيرة. النسخة الحالية من كأس آسيا هي الأخيرة للاعب الوسط سعود كريري، وفيها سيضاعف بلا شك مجهوداته في سبيل أن تكون نهايته سعيدة وعلى أمل أن يتذوق طعم الذهب الآسيوي على صعيد المنتخبات بعد أن تذوقه مع الاتحاد، وبالتأكيد أن حمله شارة الكابتنية ستزيد من مسؤوليته كونه قائد كتيبة الأخضر، لكن الخبرة والإمكانيات التي يتمتع بها كريري ستساعده للظهور بما هو مأمول ومتوقع منه.