قد يعود التنافس من الخليج مرة أخرى ليطارد الناقلات الجوية المحلية، بحسب تحذير الثلاثة الكبار في الولاياتالمتحدة. إذا كان عليك السفر من نيويورك إلى نيودلهي في الأول من أبريل، بإمكانك الحجز عن طريق واحدة من شركات الطيران الأمريكية الكبرى الثلاث بمبلغ 1100 دولار على الأقل لرحلة ذهابا وإيابا. أو يمكنك ركوب واحدة من طائرات الإيرباص الإماراتية الفاخرة بأقل من 900 دولار. يعد هذا الخيار في جوهر الشكاوى التي أثارتها شركات دلتا وأمريكان ويونايتد كونتيننتال مع المنظمين في الولاياتالمتحدة، حيث يقولون إن المنح الصادرة عن حكومات الخليج العربية تسمح للناقلات الخليجية الرئيسية بتقديم أسعار منخفضة بشكل مصطنع وإغراق السوق بالطائرات كبيرة الحجم التي لديها مقاعد أكثر بكثير مما يمكن أن تملأها من أسواقها المحلية وحدها. وصف رئيس طيران الإمارات تيم كلارك التأكيدات بأنها «جعجعة وأكاذيب»، بينما قالت الاتحاد للطيران إنها تقوم باستعراض الأدلة، والخطوط الجوية القطرية لم يكن لديها أي تعليق. سوف يسافر كلارك إلى واشنطن هذا الشهر ليقدم طعنه، يشار إلى ان شركات الطيران الخليجية الثلاث تنفي جميعا منذ فترة طويلة حصولها على إعانات من حكوماتها. فيما تقوم الولاياتالمتحدة باستعراض الشكاوى، إليكم بعض الأسئلة والإجابات التي تهم المسافرين جوا. أليست الأجور الأرخص والمزيد من الخدمات أمرا جيدا للمستهلكين؟ تقدم الناقلات الخليجية الثلاث في المتوسط 25 رحلة يوميا ذهابا وإيابا إلى الولاياتالمتحدة، إلى مدن تشمل نيويوركوواشنطن ولوس أنجلوس وميامي. جماعيا، تقدم شركات الطيران الأمريكية فقط رحلتين جويتين يوميا إلى دبي. لذلك بفضل شركات الطيران العربية، هناك خيارات أكثر في الوصول إلى المدن الرئيسية في الخليج العربي. هذا الأسبوع، أضافت الإمارات شيئا جميلا للاتفاقية بتقديمها عرض رحلة ذهاب وإياب بقيمة 1299 دولارا إلى دبي من أي من المدن الأمريكية التسع لشخصين للتذاكر التي تم شراؤها قبل الثاني عشر من مارس. هل هناك جانب سلبي بالنسبة للمسافرين؟ تقول الخطوط الجوية الأمريكية إن الشركات المنافسة في الشرق الأوسط تقوم بمجرد أخذ حصة السوق من شركات الطيران الأخرى، بدلا من الاستجابة للطلب الجديد. وهي تحذر من أنه في الوقت الذي تقوم فيه شركات الإمارات والاتحاد وقطر بتقويض شركة دلتا وأمريكان ويونايتد في بعض الطرق الدولية، ستكون الشركات الأمريكية مضطرة لتخفيض الخدمة المقدمة. تدعي الشركات الأميركية أن التذاكر الأرخص سعرا إلى الوجهات الدولية يمكن أن ينتهي المطاف بها إلى إيذاء الركاب المسافرين. إذا لم يكن بمقدور شركات الطيران الأمريكية التنافس مع شركات الطيران الخليجية على بعض الخطوط الدولية، فسينتهي بها الحال بعدد أقل من الركاب المسافرين في الرحلات الجوية المحلية الرابطة. هذا يمكن أن يجعل الرحلات الجوية إلى المدن الصغيرة ومتوسطة الحجم غير مربحة، بحسب ما يقولون. هل قامت شركات الطيران الخليجية حقا بتغيير سلوك السفر في الولاياتالمتحدة؟ لقد ضاعفت شركات الطيران الخليجية منذ عام 2008 الحصة إلى 40%، التي تمتلكها هي وشركاؤها الأوروبيون في حجوزات الولاياتالمتحدة إلى الهند. انخفضت حصة الناقلات الجوية الأمريكية خلال تلك الفترة، حيث قفزت ضمن مدى يتراوح بين 36% إلى 39% لعدة سنوات قبل أن تنخفض إلى 34%، بحسب ما يقول تقرير شركات الطيران. حصلت الإمارات على المرتبة ال 30 عالميا في القدرة الدولية لعدد المسافرين في عام 1998 واليوم تحصل على المرتبة الأولى، وفقا لتقرير شركات الطيران الأمريكية. ارتفعت قطر في التصنيف العالمي إلى المرتبة العاشرة بعد أن كانت تحتل المرتبة التسعين في ذلك الوقت، بينما تحتل شركة الاتحاد، التي لم تكن موجودة في عام 1998، اليوم المرتبة الثالثة عشرة. مصدر القلق الآخر بالنسبة لشركات الطيران الأمريكية هو شركات الطيران الخليجية التي تسافر بين الولاياتالمتحدة وأوروبا دون توقف في منطقة الشرق الأوسط. ماذا تريد شركات الطيران الأمريكية؟ اجتمعت شركات الطيران الأمريكية الرئيسية الثلاث مع إدارة أوباما في يناير لتقديم نتائجها المتعلقة بما تقول إنه مبلغ 42 مليار دولار من الإعانات المالية المقدمة لشركات الطيران الخليجية، وقد طلبت أن تقوم الحكومة بفتح مجال المحادثات مع قطروالإمارات العربية المتحدة حول المعاهدات الجوية. وافقت وزارتا الخارجية والنقل على أكثر من 100 من اتفاقات «الأجواء المفتوحة» تلك مع عدة بلدان على مدى العقدين الماضيين، ما يسمح للرحلات الجوية بين الدول أن تكون أساسا خالية من تدخل الحكومات. كما تريد شركات الطيران الأمريكية أيضا من الإدارة الأمريكية أن تحظر الناقلات الخليجية من إضافة أي مسارات جديدة أثناء نظر الحكومة الأمريكية في القضية. الشركات الكبرى الثلاث عرضت تقرير التحقيق على الاتحاد الأوروبي لمساعدة مثل شركائها من قبيل شركة إير فرانس-كيه إل إم وشركة لوفتهانزا الألمانية. تمتلك تلك الخطوط الجوية الأوروبية شكاوى خاصة بها المتعلقة بالمنافسة غير العادلة من قبل شركات الطيران الخليجية. لكن في الحقيقة، إذا لم تكن هناك رحلات كبيرة تقوم بها شركات الطيران الأمريكية إلى الإمارات العربية المتحدةوقطر، من سيهتم؟ إن السفر إلى الخليج العربي بحد ذاته ليس هو القضية، وفقا للخطوط الجوية الأمريكية، التي تقول إن معظم المسافرين إلى المنطقة فعليا لا يبدأون أو ينهون رحلاتهم هناك. إن هدف ناقلات الخليج الجوية هو ربط الولاياتالمتحدة وأوروبا بآسيا وإفريقيا، مستخدمين مدنهم الأصلية كدبي وأبو ظبي والدوحة كنقاط يقوم المسافرون فيها بإتمام رحلاتهم للوجهة التي يقصدونها. في حين تسير طيران الإمارات المزيد من المسافرين من مومباي أو سنغافورة إلى دبي ومنها إلى نيويورك، إلا أنها تستبعد شركات الطيران الأمريكية والأوروبية ومطاراتها المهمة خارج الصورة. تجادل شركات الطيران الأمريكية الكبيرة بأنه على الأمد الطويل فإن هذه الترتيبات ستعود لتؤذي المسافرين الأمريكيين.