كيف ينبغي أن ننظر إلى تويتر، ومستخدميه، والناس الذين يرون كل هذه التغريدات؟ نحن نعلم أنه يعمل كما يلي: ينضم الناس إلى الشبكة، ثم يكتبون مواضيع عليها، وكلما ازداد حجم الشبكة ازداد إغراؤها في أعين المعلنين الذين يريدون مخاطبة أكبر جمهور ممكن، لذلك هم يدفعون المال مقابل نشر إعلاناتهم في مختلف جوانب المنصة، وهكذا. فيسبوك هو أبرز الشبكات الاجتماعية، ونطاقه الضخم يذهل المعلنين، فلديه 1،4 مليار مستخدم، مع جميع بياناتهم، وبالتالي فإنه يوفر النطاق الواسع والاستهداف من قبل المعلنين، هذا النموذج رائع من وجهة نظر وول ستريت، ولذلك فإن الحي المالي في نيويورك يكافئ هذا النموذج. لكن تويتر لا ينطبق عليه هذا النموذج، وهو ما دفع كثيرا من المساهمين إلى بيع أسهمهم في السنة الماضية، وحين أبلغت الشركة عن نتائجها الأخيرة، قال التنفيذيون في تويتر إن لديهم 228 مليون مستخدم نشط في مختلف أنحاء العالم، وهذا الرقم، على ضخامته، لا يكفي ليعطي المعلنين نطاقا هائلا، كما أن نمو المستخدمين في تويتر بدأ يتباطأ. لكن إيرادات تويتر ارتفعت بشكل جيد على مدى السنة الماضية، وبالتالي فإن سوق الأسهم تكافئ الشركة، حيث ارتفع سعر سهمها في الفترة الأخيرة بأكثر من 17%، هذا الارتفاع له أسبابه القوية، لأن مستقبل تويتر يتمتع ببعض النقاط المضيئة التي أخذت تظهر منذ فترة، على الرغم من الإدارة المتقلبة من قبل ديك كوستولو، الرئيس التنفيذي للشركة. لا شك أن كوستولو يحاول التعامل مع عدد من المشاكل الصعبة، منها مثلا أن الواجهة البينية مع المستخدمين في تويتر ليست سهلة وبسيطة، كما أن الجهد المبذول من أجل الحصول على معلومات مفيدة ومسلية على الشبكة يخيف بعض المستخدمين الجدد. أطلقت شركة تويتر صفحة رئيسية جديدة لعملية التسجيل، ومن المفترض أنها ستساعد المستخدمين في العثور على المواد التي يريدونها في حال لم يعرفوا من الذين يريدون متابعته؟ أو كيف يقومون بالتغريد؟، كذلك أقر كوستولو أن الاستخدام الواسع للملاسنات والشتائم العنصرية على الموقع أثارت نفور المستخدمين، وهو يريد أن يوقف هذا أيضا. وإلى أن تُحَل كافة هذه القضايا تماما، فربما لا ينظر المستخدمون إلى شركة تويتر على أنها من الأمور الأساسية في عالم الشبكات الاجتماعية، على سبيل المثال، بعد عملية تحديث أجريت في نهاية السنة الماضية لنظام التشغيل في أبل، أدت سهوا إلى مسح مؤقت لتويتر من أجهزة أبل الجوالة، اختفى مليون مستخدم؛ لأنهم لم يكترثوا بتنزيل تطبيق تويتر أو استخدام كلمات سر جديدة، (لكن لن يكون هذا بالضرورة هو شعور العدد الهائل من مستخدمي فيسبوك حين تتعطل الشبكة مؤقتا). لكن شركات التسويق تزداد حماسا بشكل متزايد لتكون على تويتر؛ ربما لأن المستخدمين منخرطون بصورة نشطة في ترويج التغريدات، وفي حين أن هذه الشركات تنفق مقابل كل مستخدم على فيسبوك (41،02 دولار) أكثر مما تنفق مقابل كل مستخدم على تويتر (23،40 دولار)، إلا أن شركة أبحاث السوق eMarketer تقول إن المبالغ التي تُنفَق على الإعلانات في تويتر ترتفع بصورة سريعة، تقدر الشركة أنه بين 2013 و2016 سوف يزيد المعلنون إنفاقهم بمعدل 45% تقريبا كل سنة، في مقابل 29% على فيسبوك. وعلى ما يبدو فإن المساهمين يفكرون في أنه ربما قد آن الأوان للتفكير بصورة جديدة في العلاقة بين تويتر والناس الذين يغردون عليه والمعلنين، وأنه ربما يكون هناك أكثر من نموذج للشبكة الاجتماعية الناجحة.