حظيت أنا وبعض زملائي من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل، وبتوجيه من الإدارة العليا بالجامعة بشرف الزيارة لمقر سجن محافظة الأحساء، وقد كنّا نهدف من زيارتنا تلك لإيجاد فرص أكبر للتعاون بين الطرفين ولنسهم معاً في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة. لكن تلك الزيارة وما حملته في طياتها كانت بالفعل فوق ما كنّا نتصور أو نتوقع، لم تكن زيارة عادية ولم يكن ما شاهدناه خلالها ليدور في خلدنا قبل ذلك الموعد، فقد أبهرنا حقا ما وصلت إليه إدارة السجون من مستوى التنظيم والإدارة وبحرفية عالية. كانت ممرات السجن أشبه ما تكون بممرات المستشفيات من حيث النظافة والترتيب وكنّا كلما توجهنا نحو أي مرفق لنزوره ينتابنا شعور لا يوصف، دخلنا المسجد فوجدناه بأجمل حلة، وذهبنا للمكتبة فوجدناها مزودة بأفضل الكتب ومهيأة لاستقبال مرتاديها على أفضل وجه. تفقدنا أماكن الترفيه وورش التدريب المهني فإذا هي مجهزة بأحدث التجهيزات. ورش للتدريب الميكانيكي وأخرى للكهرباء والتكييف والخياطة والنجارة والكمبيوتر وغيرها الكثير. راحة نفسية واطمئنان حقيقي وفرته إدارة السجن لنزلائها من خلال التعامل الحسن واستيعاب الجميع، وتوفير فرص التدريب والتطوير والدراسة للكثير من النزلاء. وكادر مؤهل ومدرب يقوم بعمله على أحسن وجه، تحت قيادة فذة وإشراف حكيم من سعادة العقيد جاسر العتيبي مدير السجن في الأحساء. انتهت الزيارة لكنها علقت في أذهاننا بما حملته من مشاهد وصور رائعة تعكس مدى التفاني في العمل والمتابعة الحثيثة لكل صغيرة وكبيرة، وأجبرتنا أن نبوح ببعض أسرارها عرفاناً من جامعة الملك فيصل بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الداخلية ممثلة بإدارة السجون. وفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، وولي ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله ورعاهما - والقائمين على إدارة السجون في بلدنا لكل خير وجعل أعمالهم في موازين حسناتهم يوم القيامة. ٭ المشرف على إدارة تطوير الشراكة المجتمعية وعميد كلية المجتمع بأبقيق