بعد انقضاء الجولة الثانية من منافسات دوري أبطال آسيا لكرة القدم، اختلفت ردود الفعل بالنسبة للمشاهدين والمتتبعين لحال الأندية السعودية الأربعة، والتي بدأت ظهور ملامح المنافسة لبعض الأندية بالإضافة إلى الضبابية في حال مستويات بعض الأندية الأخرى. فالهلال السعودي، والذي استطاع الفوز في مباراته الأولى على أرضه وبين جماهيره كان يطمع في الخروج بالتعادل على الأقل لضمان الصدارة واللعب بنوع من الارتياح قليلاً في الجولة الأخيرة من تصفيات الدور الأول للبطولة، إلا أن الخسارة المستغربة أمام السد القطري ألقت بظلالها على المستوى الفني الهابط والمخيف لنادي الهلال الذي يمر حالياً بأزمة فنية خانقة جعلت من الهلال فريقاً يبتعد لأول مرة عن المنافسة في الدوري السعودي منذ ما يقارب عشر سنوات، بالإضافة إلى أن كبار رجالات الهلال قد ذكروا عبر حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، أن الهلال بهذا المستوى لن يصل بعيداً في هذه النسخة تحديداً. ومن دون أي تقليل في شأن نادي السد القطري، زعيم الكرة القطرية هناك، إلا أن نادي السد ليس هو بذلك النادي الذي يستطيع أن يقف حجر عثرة في مشوار الهلال الآسيوي، ففي الموسم الماضي استطاع الهلال أن يحرز في مرماه ثمانية أهداف، كانت خمسة منها في مباراة واحدة حينما كان المدرب سامي الجابر مدرباً للفريق قبل أن يستبعد - لأسباب غير فنية - من على هرم الجهاز الفني، بالإضافة إلى أن النادي تأهل عن طريق الملحق وبصعوبة من أمام الوحدة الإماراتي، فكان من الأجدر - على الأقل - أن يتم إشراف الجهاز الفني المؤقت في هذه المباراة تحديدا قبل أن تتم إسناد مهمة التدريب إلى اليوناني جورجوس دونيس، الذي تلقى خسارته الأولى منذ أول إشراف فني على الفريق، وهي نتيجة سلبية لأي مدرب جديد يقدم على فريق متهالك فنياً ونفسياً، فالهلال وبعد أن اتضحت ملامح أسباب التدني والهبوط في مؤشر الفريق الفني، يبدو أن لعنة إقالة سامي الجابر تلقي بظلالها على الفريق الذي تحول الهلال بين ليلة وضحاها إلى لقمة سائغة في فم جميع الأندية التي تواجهه، بعد أن كان الخروج بالتعادل من أرض الهلال (بطولة). أما النصر، فالتعادل في مباراتين نتيجة سلبية نوعاً ما في ظل الوضع الراهن الذي يمر فيه النادي من تصدره للدوري السعودي، فالمدرب خورخي داسيلفا وإن كان يتميز أسلوبه بالتركيز الهجومي، إلا أن النواحي الدفاعية مهملة جداً، حيث كان من الأفضل له لو أنه تقمَّص شخصية كانيدا قليلاً أحياناً، فالنصر أصبح مطالبا بالفوز في مباراته القادمة ولا غير ذلك من أجل ضمان الاستمرار على المنافسة للحصول على إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة، إلا أن الخسارة الكبرى لنادي النصر هي إصابة اللاعب ابراهيم غالب، والتي ستؤثر وبكل صراحة على خانة المحور في الفريق في ظل اعتبار اللاعب أحد ركائز لاعبي الوسط، وأحد أعمدة الفريق التي وبكل صراحة لن يتم تعويضه بأي لاعب وذلك بسبب الاعتماد بشكل كلي وأساسي على إمكانيات إبراهيم غالب، وهي إصابة ستبعده عن الملاعب لفترة طويلة، وقد يجد الجبرين فرصته الكاملة الآن تحت بند زرع الثقة التي يحتاجها الآن من قبل الجهاز الفني والإداري وجمهور نادي الشمس.