نؤمن بالقضاء والقدر، ونسلم بأن كل شيء مقدر ومكتوب من رب العالمين، ولكن رغم ذلك كله نصرخ في دواخلنا بين الحين والآخر «خلاص كافي يا موت» بمجرد أن نفجع بفقد قريب أو عزيز غيبه الموت واختطفه من بين أيدينا دون أن يكون لنا حول ولا قوة. بالأمس القريب فجعنا بوفاة الزميل العزيز حمد الصغير -رحمه الله- والذي وافته المنية إثر نوبة قلبية، لينتقل بعدها إلى رحمة ربه بعد مسيرة حافلة بالعطاء وطيبة القلب التي اتسم بها طوال حياته -رحمه الله-. علاقتي بالراحل بدأت منذ أكثر من عقد من الزمان ونيف، عندما دلفت باب اليوم قادما من عكاظ، وكنا نلتقي آنذاك بين الفينة والأخرى في ديوانية أستاذنا الغالي والعزيز محمد البكر، ومن خلالها تعرفت أكثر على الفقيد -رحمه الله-، والذي لم أعهد منه إلا التسامح ولين الجانب. ذهبنا برفقة أبو أريج للصلاة عليه ووداعه الوداع الأخير، وكنا نستذكر سويا صفاته الحميدة ونقاء سريرته وطهارة قلبه، وكيف أن هذه الدنيا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما شغلتنا فهي أتفه من أن تكون همنا وشغلنا الشاغل. منذ وفاة الزميل الصغير -رحمه الله- وأنا أردد بيني وبين نفسي وعند حديثي مع بعض المقربين أن الحياة لا تستحق كل هذه البغضاء والتشاحن والحروب، خاصة بين زملاء المهنة ومنسوبي الوسط الرياضي الذي اتسم وبكل أسف بهذه الخلال البغيضة حتى باتت السمة الأبرز له. حياتنا قصيرة وأعمارنا لها أجل محدد، ولا ندري متى تحين تلك الساعة، فلماذا ننغص الحياة بتلك الأمور التي لا تقدم ولا تؤخر، تمرض ولا تشفي، تشقي ولا تسعد، دعونا نفكر ولو للحظة واحدة في كل من رحل منا دون سابق إنذار. دعوة من القلب إلى القلب، دعونا نعيش حياتنا بهدوء ونبنيها على النية الصادقة، دعونا نعمرها بالحب والوفاء والتضحية، فاليوم نذكر أحبابنا الراحلين وغدا سيذكرنا غيرنا بعد أن نكون في عداد الأموات. أعرف أن الحديث عن الموت أمر مقزز عند البعض، ولكنه حديث نفس يتردد صداه بين فترة وأخرى، خاصة بعد فقدان من نحب، رحم الله حمد الصغير وأسكنه فسيح جناته، وأحسن الله عزاءنا جميعا فيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله. في عناية الرحمن في الوقت الذي فجعنا فيه بخبر وفاة الزميل الصغير كنا قد فجعنا قبله بيوم وليلة بتعرض زميلنا الآخر محمد الثبيتي لغيبوبة إثر خطأ طبي في أحد المستشفيات الحكومية، دعواتنا للزميل العزيز الثبيتي بأن يمن الله عليه بالعافية والسلامة، وأن يحفظه ويسلمه لأهله وأحبابه فهو القادر على كل شيء سبحانه. قبل الطباعة يالموت لك هيبه تِهِزّ السلاطين ولك حزّةٍ ما تدري الناس عنها ولك ضربةٍ ولك طعنةٍ ما غيرك اللي طعنها تقطع حبال الشرايين وعلى دروب الخير ألتقيكم بحول الله في الأسبوع القادم ولكم تحياتي