تلقى العراق أرتالا من الأسلحة الأمريكية خلال الأيام الماضية تمهيدا لتنفيذ خطة الهجوم على الموصل، فيما أعلنت قوة المهام المشتركة ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها نفذوا 15 ضربة جوية ضد تنظيم داعش منذ صباح الثلاثاء وحتى نهار أمس، بينها ست ضربات جوية قرب قاعدة الأسد والموصل والرمادي (الأنبار) وقصفت أربع وحدات إضافة إلى 11 مبنى للتنظيم المتطرف، والتسع الأخرى نفذت ضد قواعده في سوريا. كما أعلن مسؤولون أمنيون مقتل 14 شخصا بينهم داعشيون وأصيب 10 واختطف 4 في سلسلة حوادث عنف متفرقة شهدتها مناطق تابعة لمدينة بعقوبة (57 كلم شمال شرقي بغداد). ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المصدر إن عبوة ناسفة موضوعة بجانب الطريق في قرية زهرة شمالي بعقوبة انفجرت وأدت الى مقتل ثلاثة مدنيين. وأضافت إن قوات امنية تابعة لقيادة عمليات دجلة وبمشاركة عناصر من متطوعي الحشد الشعبي تمكنت من صد هجوم داعشي على قرية الطبهيج في ناحية العظيم شمالي بعقوبة وقتلت سبعة منهم بينهم قيادي داعشي. وأوضحت أن عبوة ناسفة موضوعة بالقرب من مقهى شعبي في ناحية مندلي جنوب شرقي بعقوبة انفجرت ما تسبب في مقتل أربعة مدنيين. واختطف مسلحون مجهولون أربعة مدنيين في حوادث متفرقة في مدينة بعقوبة وتم اقتيادهم الى جهة مجهولة. من جهة ثانية، وبحسب الشرطة ومصادر طبية، قتل 37 شخصا وأصيب عشرات في عمليات عنف الثلاثاء، بينها سبعة تفجيرات على الأقل في العاصمة العراقية أو بالقرب منها. وفي أعنف تفجيرين قتل 24 شخصا في منطقة جسر ديالى في جنوب شرق العاصمة. وقالت المصادر إن الانفجار الأول وقع في منطقة تجارية قرب مطاعم ومتاجر ومنصات بيع في الشارع. وحاولت الشرطة منع الناس من التجمهر في موقع الانفجار لكن بعد فترة وجيزة انفجرت سيارة ملغومة في المنطقة نفسها. وأضافت المصادر إن ثلاثة قتلوا في الانفجار الثاني. وفي وقت سابق وقعت خمسة انفجارات أخرى في أحياء في شمال وجنوببغداد. وصباح اليوم الأربعاء (25 فبراير شباط) تفقد سكان المنطقة الأضرار. وقال أحد السكان إن شخصا جاء وصف سيارته وسار وبعد بضعة دقائق انفجرت السيارة وعندما هرع مجموعة من الرجال كانوا يلعبون كرة القدم إلى المكان وقع انفجار آخر. وقد أعلن البنتاجون أن حوالي عشرة آلاف بندقية من طراز إم-16 وإمدادات عسكرية أخرى بقيمة حوالي 17.9 مليون دولار وصلت إلى العراق قبل أيام، فيما تعزز القوات الأمريكية تدريبها وإمدادها للقوات العراقية قبل تنفيذها خطة هجوم شاملة لطرد داعش من مدينة الموصل. وقال المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل ستيف وارن إن عشرة آلاف منظار و100 ألف مظروف ذخيرة ارسلت أيضا إلى العراق في إطار اتفاق عسكري عاجل اكتمل في 22 يوما أي في ربع الوقت الأصلي. وكان العراق قد تسلم بالفعل في يناير الآلاف من خوذات كيفلر والدروع بالإضافة إلى 250 مدرعة ومركبة مقاومة للألغام. وقال وارن إن الولاياتالمتحدة أرسلت 232 صاروخا من طراز هيلفاير للقوات العراقية في 15 فبراير شباط بالإضافة إلى 1570 صاروخا أرسلت العام الماضي. وأضاف ان أجهزة اللاسلكي للعربات المدرعة ستصل الشهر المقبل. وفي الأسبوع الماضي قال مسؤول بالقيادة المركزية للجيش الأمريكي للصحفيين إن القوات الأمريكية وقوات التحالف ستبدأ قريبا تدريب القوات العراقية التي من المقرر أن تشارك في هجوم لاستعادة السيطرة على الموصل. وأضاف المسؤول ان هناك حاجة لقوة عراقية وكردية قوامها من 20 ألفا إلى 25 ألفا لشن الهجوم الذي قد يبدأ في أبريل / نيسان أو مايو / أيار إذا كانت القوات جاهزة. وشكا العضوان الجمهوريان بمجلس الشيوخ الأمريكي جون مكين وليندسي جراهام في رسالة للرئيس باراك أوباما من أن الجيش «كشف عن خطط الحرب للعدو». ورفض وارن التعليق على ما إذا كانت الإفادة كشفت معلومات أكثر من اللازم أو وصفها بالخطأ. وقال «اعتقد أنه كان من المهم أن تجري القيادة المركزية الإفادة الأسبوع الماضي. من المهم أن نتحلى بالشفافية بقدر الإمكان مع الصحافة والرأي العام الأمريكي لفهم ما نحاول القيام به». ولا تصدر القيادة المركزية إفادات بشكل معتاد عن الحملة على تنظيم «داعش» باستثناء عدد الضربات الجوية اليومية. في هذه الأثناء أفادت مصادر عسكرية عراقية أمس الاربعاء ان القوات العراقية وضعت في حالة تأهب قصوى استعدادا لشن عملية واسعة النطاق لتحرير محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم «داعش». وقالت «إنه من المتوقع أن تبدأ العملية في غضون الساعات ال72 المقبلة» فيما شرعت المدفعية العراقية بدك مواقع مسلحي تنظيم داعش في مناطق شرقي وشمالي سامراء تمهيدا للعملية. وأوضحت المصادر أن عمليات القصف شملت مناطق شيخ محمد وسور شناس والبوخدو وجميع القرى الواقعة الى الشمال من سامراء وإن القصف جاء لإعادة انتشار القوات في المنطقة وأخذ المواقع النهائية للشروع بالهجوم المرتقب لطرد مسلحي التنظيم من جميع مناطق محافظة صلاح الدين. وأن دبابات من طراز تي 55 وناقلات جند مدرعة من طراز «1 بي أم بي» و«آر تي بي» قد وصلت من محافظة ديالى لتعزيز محور الهجوم الشرقي الذي سيبدأ من جنوبي جبال حمرين نحو منطقة الفتحة من اجل قطع خطوط الامداد عن عناصر داعش. وأشارت إلى أن الهجوم سيكون كاسحاً وسريعاً وسيشمل جميع محاور القتال في الدور والعلم وتكريت وبيجي ومكيشيفة بهدف منع عناصر التنظيم من المناورة بما بقي من عناصره. من جانب اخر، دعا محافظ صلاح الدين رائد الجبوري موظفي الدولة وخصوصاً الاطباء والعاملين في مجال الخدمات كالماء والكهرباء الى الاستعداد للعودة الى اعمالهم في تكريت والمدن الاخرى من اجل اعادة الحياة اليها استعداداً لعودة النازحين. وتقوم القوات العراقية بقصف كثيف على مناطق تكريت والدور والعلم استعداداً للهجوم ما أدى الى نزوح العوائل المتبقية من مناطق الدور والبوعجيل وتكريت نحو مركز ناحية العلم. ورجحت مصادر في الجيش العراقي عدم حدوث معارك طاحنة خلال عملية التحرير بسبب انسحاب معظم عناصر داعش وعوائلهم الى خارج محافظة صلاح الدين وأنهم تركوا فقط مجاميع من الانتحاريين والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة بهدف عرقلة تقدم القوات وإيقاع اكبر قدر من الخسائر بها.