الرئيس اللبناني السابق: لم يتوقع الخبراء أن سُلوكَ أفرادِ الشعبِ وتَطَوُّرَ ذِهنيّاتِهِم سيبلُغُ هذا الحدَّ القاسمي: سرعة نقل المعلومات والتأثير على الرأي أصبح يشكل تحدياً لبعض الحكومات قال حاكم أمارة الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، هناك فرق بين التواصل الحكومي والتواصل العمومي، موضحاً أن الفرق يكمن بأن العمومي والذي يبدأ من عامة الناس إلى السلطة فيما يبقى التواصل الحكومي على العكس، مؤكدا وجود خلط بين الاثنين عند عامة الناس. وبين الشيخ القاسمي في افتتاح جلسات المنتدى الدولي الخامس للاتصال الحكومي، أن التواصل العمومي يقوم على عدد من المهمات، منها تنشيط الحياة الديمقراطية، والعمل على تطوير سلوك السكان للاحترام المحيط، كذلك إعطاء قيمة للمواطن بالإضافة لمساندة المبادرات الوطنية. من جهته ابتدأ ضيف المنتدى الرئيس اللبناني السابق الثاني عشر للجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، حديثه بمقولة لجان جاك روسو "أنَّ الدولةَ والسُّلطةَ هي نِتاجُ اتّفاقٍ عَقَدَتْهُ الجَماعَة، تقومُ بمُوْجِبِه الحكومةُ بإدارةِ حياةِ أفرادِها وتقديمِ الخَدَماتِ لهُم وفضُّ نزاعاتِهِم، وحمايتِهِم منَ الأخطارِ الداخليّةِ والخارجيّة". وواصل حديثه أنه وعندما أصبَحَتْ نظريّةُ العَقْدِ الاجتماعيّ، نظريَّةً علميّةً مُتَكَامِلًة، لم يتبادرْ إلى ذِهْنِ واضعيها، أنَّ سُلوكَ أفرادِ الشعبِ وتَطَوُّرَ ذِهنيّاتِهِم النّاتِجَة مِنَ التقدُّمِ العِلميّ، سيبلُغُ هذا الحدَّ الذي نشْهَدُه اليوم. كما أنّ تَنَامِيَ الحاجاتِ البشريّةِ في أشكالِها المُختَلِفَة، سيَتَطًلَّبُ من الحُكُوماتِ مُمارَسَةَ أسلوبٍ مُمَيّزٍ في الحَوْكَمَة، يَعتَمِدُ بشكلٍ أساسِيٍّ على الاتّصال، في وقتٍ سَتَجِدُ هَذِهِ الحُكُوماتُ نَفْسَها مَدعُوَّةً الى جَبْهِ تحدِّياتٍ جَمَّة، في مُناخٍ من العَوْلَمَةِ وتَسابُقِ الإنسانِ مَعَ الآلَة. وبين العماد سليمان، أن تطوُّرَ المُجتَمَعِ النَّاتِجَ مِنَ التقدُّمِ العلمَّي، وبخاصَّةٍ في مجالَيْ تِكنُولوجيا المعلوماتِ وتِقْنِيَّاتِ الاتّصال، أثَّر بشكْلٍ فعَّالٍ على أسلوبِ حياةِ الأفرادِ وذِهْنيّاتِهِم وتصنيفِ القِيَمِ لَدَيْهِم، مبيناً أن المجتمعُ المُعاصِرُ هُوَ مجتمعٌ استِهْلاكيٌّ مُعَوْلَم، تطوَّرَتْ فيهِ روحُ الانتقاد، وتنامَتْ كَذَلكَ الحاجةُ الى فَهْمِ الأمورِ والمُعْضِلات، وأنَّ نَزْعَةَ الانْتِقادِ هذه، غالِباً ما تَنْقَلِبُ الى روحٍ عَدائيَّةٍ تِجاهَ الحكوماتِ والقادَة، فيما أصبَحَ التَسلُّط مرفوضاً، فالتهاوُنُ وقِلَّةُ الاكتِراثِ والديماغوجِيَّة، باتَتْ مرفوضَةً بشكلٍ أكبَر. وواصل حديثه ومع تَنَامِي نَزْعَةِ الإرهابِ والتطَرُّفِ وإلغاءِ الآخَرِ وقَتْلِه، التي قُوبِلَتْ بالانْعِزَالِ والتَّقَوْقُعِ ورَفْضِ الآخَرْ، إلّى انعكاسٌ سَيِّئٌ لهذا الدَّفْقِ منَ الأنباءِ والمَعلُوماتِ والإِعلام. هذا التحوُّلُ في السلوكِ العامّ، فَرَضَ تَغَيُّراً في طبيعةِ العلاقاتِ بيْنَ الشَّريكَيْن، الحُكُومَةِ والجُمهور، ورَسَمَ أسلوباً مُميَّزاً في ممارَسَةِ الحُكْم، يَعتَمِد بشكلٍ أساسيٍّ على الاتّصالِ بينَ الشريكَيْنْ. وفي كلمة لرئيس مركز الشارقة الإعلامي الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، قال فيها: "نجتمع اليوم تحت ظروفٍ اقتصادية وجيو سياسية تضعُ على الحكومات العالمية والإقليمية مسؤوليةً أكبر من أجل شرح مواقفها.. وإقناع شعوبها بسياساتها الداخلية والخارجية بصراحة وشفافية". وأضاف الشيخ القاسمي أن الوقت الذي كانت الحكومات تسيطر فيه على نوع ومصادر المعلومات قد ولّى.. وحل مكانه عصر التفاعل والحوار.. الذي أصبح فيه للمواطنين في كافة أقطار العالم قدرة على التعبير عن رأيهم في الأحداث الداخلية والخارجية لبلدانهم والبلدان الأخرى. وأكمل حديثه بقوله: "اليوم، كل واحد منا أصبح صحفياً متجولاً، وهناك البعض من حضور الحفل يقومون الآن بنقل ما يجري في هذا المنتدى لحظة بلحظة إلى العالم أجمع باستخدام هواتفهم الذكية". مبيناً أن هذه السرعة في نقل المعلومات والتأثير على رأي الشعوب يشكل تحدياً لبعض الحكومات، لأن الحكومة بصفة عامة أبطأ في الحركة نظراً لطبيعتها الإدارية. يذكر أن المنتدى انطلقت فعاليات صباح أمس في أمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بنسخته الخامسة، والذي يستمر لمدة يومين يناقش في ثمان جلسات، قضايا الاتصال الحكومي وكيفية تطويرها لمواجهة التطورات الحديثة في وسائل التواصل الاجتماعي، والتغيرات المصاحبة. شرح الصورة 1- حاكم الشارقة يلقي كلمته 2- العماد ميشيل سليمان 3- القاسمي أثناء حديثة 4- جانب من الحضور والجلسات