ليسمح لي صديقي الأديب الأستاذ محمد بن عبدالله الحمدان في استعارة عنوان موضوعه الطريف الذي ينشره بين حين وآخر في جريدة الجزيرة، بعنوان (أكثر من موضوع )، يتناول فيه عدداً من الصور والمواقف والملاحظات الاجتماعية واللغوية والسلوكية التي يرصدها، وبخصوص ما يلاحظه من بعض المصَلِّين في المسجد وبعض السائقين وغيرهم. وهنا التقي مع الأحبة القراء هذا الأسبوع في (أكثر من موضوع) بشكل مختصر.. واتكاء على المقولتين الشهيرتين: خير الكلام ما قل ودل، وإن اللبيب من الإشارة يفهم. الموضوع الأول: يحار المرء مع (داعش).. هؤلاء الوحوش الهمج الذين شوهوا الإسلام، ولم يسلم من إجرامهم وإرهابهم أي شخص بغض النظر عن دينه ومذهبه وبلده.. فما زال الناس مصدومين بنبأ اغتيال وحرق الطيار الأردني، وما زال الحديث عنه قائماً.. وفيما هم مشغولون به إلا والأنباء تأتي بجريمة نحر 21 مصرياً اختلطت دماؤهم البريئة بمياه البحر.. فماذا يمكن أن يقال، وماذا ينفع القول، وما الحل تجاه هذه العصابة التي لا تمت للدين بصلة؟ لطفك يا إلهي، فقد (مسنا وأهلنا الضر)، فاحمنا، والطف بنا من داعش ومناصريهم. الموضوع الثاني: والكلام يجر الكلام.. فقد أهدتني المهندسة السيدة (ضحى عبدالرحمن الكواكبي) حفيدة الشيخ المجدد عبدالرحمن الكواكبي (1276-1859 / 1320-1902) صاحب كتاب (طبائع الاستبداد) نسخة مجلدة من الأعمال الأدبية الكاملة لجدها الكواكبي (الذي يكون جدّ أبيها) فهي: ضحى بنت عبدالرحمن بن محمد بن عبدالرحمن الكواكبي، ويشتمل الكتاب على مقالاته في صحيفتي (الشهباء) و(اعتدال)، وكذلك نصوص كتابيه الشهيرين (أم القرى) و(طبائع الاستبداد)، وإنني أجزم أن أيا من أبناء هذا الجيل وبخصوص من يدعي أنه على ثقافة واطلاع بِقَدْر أو بآخر.. لم يصل إلى كتاب الكواكبي وما يتضمنه من أفكار ومطارحات ورؤى استشرافية، يتسم بها السيد الكواكبي الذي ينتهي نسبه بحسب ما جاء في الكتاب إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. وفي هذا الكتاب ينقلك الكواكبي إلى صور ما زالت تعج بحضورها ووجودها رغم حدوثها قبل نحو مائة عام، ودونك ما جاء في هذا الكتاب من وقائع وأحداث لا تسمح هذه المساحة المحدودة بعرضها. الموضوع الثالث: أطلب العذر أيضاً من جميع أحبتنا المصريين الذين يقرؤون هذه النقطة.. وهي أنني لا أحب كلمة (ماعليش) التي يستخدمونها بكثرة، في أغلب أقوالهم وأعمالهم، وهي تأتي في صور عدة منها: إذا تأخر أحدهم على موعد وما أكثر ما يحصل هذا أو أخطأ بعمل ما، أو تساهل في أمر معين.. فتجد كلمة (ماعليش) حاضرة.. ومعناها:.. لا بأس، أو عذرا، أو لا تهتم، أو لا تغضب، أو انس الأمر.... إلخ. إن هذه الكلمة تمحق الوقت، وتدعو إلى التغاضي عن الخطأ، وتشجع على الإهمال، وتهمل في معاقبة المسيء والمخطئ.. وأن من يستمرئها يعرف أنه (أَمِنَ العقوبة).... إلخ. الموضوع الرابع: ليت طرقنا وشوارعنا خالية تماماً من (الدوارات) فكم أخاف منها، وليتنا نعود إلى نظام إشارات المرور التي استُبدلت بها، ونظرة فاحصة ومتأملة فيما يجري من داخل الدوارات في أغلب المدن.. تجد صواب ما أقوله.. قد يرى القائمون على نظام السير والطرق أن الدوارات هي أفضل من الإشارات من حيث حركة وانسياب السيارات وغير ذلك.. لكن الواقع يحكي العكس، فتكدس السيارات في جهة ما من الدوار، وخروجها من اليمين وعدم صبر السائق واعتقاده بأنه له الأولوية والأحقية في كل جهة من الدوار وعدم وجود لوحات إرشادية كافية في جوانب الدوار وعدم وجود ثقافة مرورية صحيحة لدى السائقين وانعدام صبر الناس وعدم تنازلهم للآخرين. كل هذه الأسباب وغيرها تجعل من الدوار مكمن خوف وإزعاج وترقب وعدم جدوى بعكس وجود إشارة المرور التي تجبرك على الضبط والانضباط والنظام وأن تعبر التقاطع لا ظالماً ولا مظلوماً. وهناك موضوعات أخرى كثيرة قد نأتي عليها مستقبلا. حمانا الله إياكم من كل سوء وداعشي واستبدادي ودائري. * شاعر وكاتب، عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي، والمدير الإداري