عودة النصر للبطولات لم تكن عادية، وان كان غيابه عنها طبيعيا في ظل المتغيرات الادارية والفنية والتدريبية ومستويات اللاعبين والمال ... فمثل ما غاب النصر عن البطولات سنوات طويلة فقد غاب قبله الاتحاد والاهلي وغيرهما! وعندما أقول إن عودة النصر للبطولات غير عادية أو طبيعية، فلأنها جاءت من الطريق الصعب والكايد (والكايد أحلى) عبر بوابة العدو الصديق اللدود (الهلال)... كانت آخر بطولة للنصر في كأس الأمير فيصل بن فهد من أمام الهلال قبل سنوات، وها هو بالأمس يحقق كأس ولي العهد من أمام الهلال، وها هو يتصدر دوري جميل بفارق عدة نقاط عن أقرب منافسيه الهلال... وكان قد فاز عليه في الدور الأول من دوري جميل ايضا وسيلتقون لاحقا ووراك وراك يا هلال!!! لقد ظهر لاعبو النصر وهم يتقدون حماسا واخلاصا وابداعا، فأعاد حسين عبدالغني اكتشاف نفسه، وساهم بفاعلية في قوة النصر بعد أن ابتعد عن النرفزة والعصبية، وأصبح جل وقته في المباراة لتوجيه زملائه وتشجيعهم لقد ظهر النصر في هذا العام مختلفا في الاداء واللعب والانضباط التكتيكي والقوة والحماس حتى انعكس هذا الاداء على الرياضة السعودية بشكل عام، فاختلف نمط التشجيع عند جمهور الشمس، وتعددت ألوان التشجيع عنده، وانهمك في التشجيع الايجابي وخلق للمدرجات حياة وحركة غير عادية، ورسم في المدرجات لوحات فنية مبهرة وأبهر بأناشيده كل الجماهير في داخل السعودية وخارجها حتى صعب على مخرجي مباريات النصر التقاطها أثناء اللعب... وما أن يلعب النصر حتى تشتعل المنافسات في كل وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي!! لقد ظهر لاعبو النصر وهم يتقدون حماسا واخلاصا وابداعا، فأعاد حسين عبدالغني اكتشاف نفسه، وساهم بفاعلية في قوة النصر بعد أن ابتعد عن النرفزة والعصبية، وأصبح جل وقته في المباراة لتوجيه زملائه وتشجيعهم، واستغل خبراته الطويلة في صنع الاهداف، وحافظ على لياقته العالية، فكان من تركيزه أن عاد بالفعل الفتى الذهبي... واتقن مدرب النصر العملاق كارينيو في خلق توليفة عالية ومنسجمة بين اللاعبين، واستطاع أن يصهر الشباب والحيوية في بوتقة الخبرة من خلال استقطاب لاعبين ذوي خبرة كمحمد نور، وعبد عطيف، وحسن الراهب، والجيزاوي اضافة إلى عناصر جمال الاداء عند السهلاوي، ويحيى الشهري، وغالب وغيرهم، ومن خلفهم الحارس المبدع عبدالله العنزي!! لم يكن ليتحقق هذا النجاح المبهر لفاكهة الكرة السعودية (النصر) لولا العمل المخلص الدؤوب من ربانه الأمير فيصل بن تركي، وتركيزه العقلاني والمنطقي في ناديه وتصريحاته الواعية التي لا تتعدى شؤون ناديه ولاعبيه، بينما ترك الاخرين في شؤونهم وكأنه اتخذ من شعر المتنبي شعارا (انام ملء جفوني عن شواردها... ويسهر القوم جراها ويختصم).. فلقد ابدع واعطى بلا حدود، وعمل بكل اخلاص، فكان له المجد واعتلاء منصات التتويج بكل عنفوان!! أما ما صرح به الهلاليون بعد بطولة كأس ولي العهد من التقليل والتشكيك في أحقية النصر للبطولة، فهو أمر غريب ليس له معنى إلا توجيه أنظار جمهورهم إلى ما هو أبعد من فشلهم في مجاراة النصر في الملعب بعد أن خذلهم نيفيز، والعابد، والدوسري، وعدم جاهزية وانسجام كريري مع الفريق ... وما تصريح سامي الجابر قبل المباراة بان كأس ولي العهد من ممتلكاتهم الا انه لعب بالكلام، وكان الأجدى به أن يلعب بأرض الميدان؛ ليمتلك اللعب أولا والكأس ثانيا ... وما تقليله لفوز النصر الا بداية السقوط... فالمدرب الذكي هو الذي يسعى إلى اكتشاف الخطأ في فريقه ثم اصلاحه، وهو الذي يسعى الى تهنئة الفريق المنافس بالفوز، وتكون عنده روح رياضية عالية يتقبل الخسارة كما يتقبل الفوز، فمبروك من الاعماق للنصر وكل رجالاته ولاعبيه وجمهوره، فبالتأكيد للامجاد بقية!!