تشكل القيادة بسرعات عالية والتوقف سبباً هاماً في استهلاك أعلى للوقود، فيما تؤثر القيادة الأكثر عقلانية وسلاسة على ما يقارب من 33 بالمائة من اقتصاديات الوقود على الطرق السريعة و5 بالمائة داخل المدينة، والقيادة السلسة تُعد أقل خطورة وأكثر أمناً في جميع النواحي، وتغير أسلوب القيادة يوفر بشكل كبير من تكلفة الوقود. وقال عضو هيئة التدريب بقسم تقنية المحركات والمركبات بالكلية التقنية بجدة المهندس عبدالقادر بن عمودي الزهراني: "تعكف معظم شركات صناعة السيارات حالياً على إيجاد حلول ذكية وعصرية في محركات سياراتها، لتتماشى مع متطلبات الحفاظ على البيئة من التلوث الناجم عن مخرجات عملية الاحتراق الداخلي في المحرك وترشيد استهلاك المحركات للوقود، مبينا أن أبرز الأنظمة التي ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية، وبدأت تلك الشركات بتبنيها في سياراتها الجديدة وبشكل أساسي، نظام توقف - انطلق أو "Stop & Start" والذي يساهم بشكل كبير وبنسبة لا تقل عن 8 بالمائة بتخفيض معدلات استهلاك الوقود والتي قد تصل أحياناً إلى 15 بالمائة". وأضاف "الزهراني": "النظام الذكي يتحكم بشكل آلي (كهربائي) بمحرك الاحتراق الداخلي الذي يستخدم الوقود إما البنزين أو الديزل، بحيث يقوم بإيقافه مؤقتاً عن العمل عند توقف السيارة المؤقت، كتوقفها مثلاً على إشارات المرور أو التوقف المتكرر أثناء الازدحام في المدن، ومن ثم يقوم بإدارة المحرك تلقائياً من جديد لحظة تعشيق النسبة الأولى لعلبة السرعة أو الضغط على دواسة الوقود. وبين أن النظام يعمل وفقاً لآلية بسيطة وغير معقدة تجمع ما بين المحرك والفرامل والبطارية، وتتألف من عدة مكونات وأنظمة مساعدة، مشيرا الى أن هناك حساسا يثبت على العجلة مهمته مراقبة سرعة السيارة، وآخر يراقب سرعة دوران المحرك مركب على عمود المرفق، والحساس الثالث يقيس مقدار الشحن في البطارية، والحساس الرابع يراقب صندوق السرعات والنسبة المعّشقة فيها، وجميع هذه الحساسات توفّر المعلومات اللازمة لوحدة التحكم الرئيسية بالمحرك. وقال: "عند توقف السيارة عند إشارة مرور مثلاً، تقوم وحدة التحكم الرئيسية بإيقاف دوران المحرك بتوقيف عملية الاحتراق الداخلي عبر قطع إمداد الأسطوانات بالوقود، مستمدة معلومات من حساسات السرعة وعلبة السرعة ودوران المحرك ومقارنة فيما بينها، حيث تكون السرعة تحت 6 كم/ساعة ودوران المحرك لا يتجاوز 1،000 دورة في الدقيقة. وأضاف: عند "تعشيق" السائق النسبة الأولى لعلبة السرعة أو تنقل ضغط القدم من دواسة الفرامل إلى دواسة الوقود ووصول السرعة إلى 10 كم/ساعة، تقوم وحدة التحكم بفتح الطريق أمام الوقود ليتدفق من جديد ضمن الأسطوانات وبالتالي إعادة تدوير المحرك من جديد، بمساعدة المقلع الذي من شأنه تأمين إقلاع سريع (يقدر بحوالي 400 جزء من الثانية) وهادئ ومرن للمحرك.