كانت ليلة غير عادية تلك الليلة التي تسمرت فيها العيون وفُتحت الآذان واشرأبت الأعناق لسماع خبر يهم الجميع، عندما أبدع القائمون على التلفزيون السعودي بشد المشاهد على نحو لم يشهده تاريخ التلفزيون السعودي من قبل. كل الشعب السعودي وقف صامتا ينتظر ما يسر خاطره ويثلج صدره، نعم إنه أهم خبر يذاع من التلفزيون السعودي ولو استغلت تلك الدقائق تجاريا لحققت أرباحا طائلة! جاءت حزمة قرارات ملكية مفرحة ما بين تكليف وإعفاء وأعطيات شملت غالبية الشعب السعودي، تراقص الناس فرحا وابتسمت القلوب قبل الشفاه، وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي المواقف الطريفة كردود أفعال طبيعية ليليلة غير عادية. كان الخبر الأبرز والذي يهم الشريحة الأكبر هو راتب الشهرين كهدية من خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- في عهد جديد تمثل في مجموعة قرارات ستحدث تغييرا جذريا في مسيرة الوطن المبارك هذا ما يؤمله ويرجوه الشعب الوفي. التغيير في بعض الحقائب الوزارية وضخ الدماء الفتية أمر تتطلبه المرحلة القادمة بقيادة رجل تخرج من مدرسة الحياة بشهادات التفوق ومراتب الشرف العليا وتشبع من الخبرات من خلال إمارته لمدينة الرياض سنوات طويلة ومرافقته ومعاصرته لمن سبقوه -رحمهم الله- فرحة الراتبين عمت أرجاء الوطن وتجاوزت حدوده الجغرافية، وكانت حديث المجتمع بأسره وتسابقت الشركات والمؤسسات الأخرى بالتجاوب مع الرغبة الملكية، ومنحت موظفيها راتب الشهرين ولم يبق إلا بعض من المواطنين ممن لم تشملهم القرارات وما زالوا ينتظرون. إما أنهم في شركات خاصة أو عاطلون عن العمل، وهذه دعوة ورغبة وأمل نرفعها لولي الأمر -يحفظه الله- بأن يكون لهؤلاء نصيب من القرارات، فهم مواطنون يحملون الهوية الوطنية؛ حتى يكتمل الفرح ويشمل الجميع. يبقى أمر أخير، وهو الشكر للمنعم الذي منَّ علينا بنعم فقدها غيرنا ..الشكر للمعطي الذي أعطانا.. أعطانا نعما لا تقدر بثمن ميزنا عن غيرنا بنعمة الأمن والاستقرار، وكما قال البعض: أمسينا وملكنا عبدالله -يرحمه الله- وأصبحنا وملكنا سلمان -يحفظه الله- وهذه وربي هي من أجزل النعم وأعظمها. اللهم أدم علينا أمننا واستقرارنا ووفقنا لشكر نعمك واحفظ ولاة أمرنا ووفقهم للأعوان الأتقياء الأنقياء.